منظمة العفو الدولية تطالب بوقف إطلاق نار مستدام في قطاع غزة لوضع حد لإراقة دماء المدنيين
أكدت منظمة العفو الدولية أن هناك حاجة مُلحّة لوقف إطلاق نار مستدام في قطاع غزة لوضع حد لإراقة دماء المدنيين.
وقال قالت إريكا جيفارا روساس، مديرة البحوث وأنشطة كسب التأييد والسياسات والحملات في منظمة العفو الدولية، مساء الجمعة، تعقيبًا على استئناف الهجمات الإسرائيلية في قطاع غزة المحتل: “نُكرر بإلحاح دعوتنا إلى وقف فوري ومستدام لإطلاق النار من قبل جميع أطراف النزاع”.
وأضافت إيريكا: “بدون وقف لإطلاق النار، سيرتفع عدد القتلى المروع ارتفاعًا حادًا، وسيضطر المدنيون في غزة مرة أخرى إلى تحمل أهوال الأسابيع الأخيرة التي لا يمكن تصورها، من دون مكان آمن يلجؤون إليه، ولا مأوى ولا مساعدة إنسانية. ويتعرض الرهائن الذين لا يزالون محتجزين لدى حماس وغيرها من الجماعات المسلحة في غزة لمزيد من الخطر”.
وشددت على أنه “ينبغي على قادة العالم أن يصعّدوا ضغوطهم على الأطراف المتحاربة على وجه السرعة للتوصل إلى وقف فوري ومستدام لإطلاق النار”.
وأكدت العفو الدولية أن وقف إطلاق النار هو أفضل طريقة لضمان حماية جميع المدنيين وتخفيف المعاناة الإنسانية الجماعية في غزة.
قالت العفو الدولية إنه “ينبغي على جميع الدول أن تفي بالتزامها بضمان احترام القانون الإنساني الدولي، بما في ذلك من خلال المطالبة بوصول المساعدات الإنسانية من دون عوائق إلى المدنيين في جميع أنحاء غزة، وإنهاء عمليات نقل الأسلحة التي تستخدمها الأطراف لارتكاب انتهاكات، ودعم تحقيقات محايدة في جرائم الحرب التي ترتكبها جميع الأطراف”.
ودخلت الحرب على غزة يومها الـ57، حيث يواصل الاحتلال الإسرائيلي منذ صباح يوم الجمعة الماضي عدوانه على القطاع بعد هدنة إنسانية مؤقتة تخللت الحرب ودامت 7 أيام فقط.
وواصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، يوم السبت، قصفها العنيف برا وبحرا وجوا، على مناطق متفرقة شرق ووسط وغرب محافظة خان يونس، جنوب قطاع غزة، ما أسفر عن سقوط عدد من الشهداء والمصابين.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة بغزة، إن “معظم ضحايا القصف الإسرائيلي من النساء والأطفال ورصدنا على أجساد بعضهم تشوهات”.
وأضاف أن “الاحتلال يريد تدمير المنظومة الصحية في شمال القطاع وإرهاب الموجودين داخلها”.
وتابع: “نحتاج إلى توفير المساعدات وخروج جرحى إلى الخارج لإفساح المجال أمام مصابين آخرين”.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” بأن الطيران الحربي الإسرائيلي كثف منذ ساعات الفجر الأولى ليوم السبت قصفه للمناطق الشرقية لخان يونس ووسطها بأحزمة نارية، إلى جانب قصف من الزوارق الحربية والمدفعية.
ودمرت طائرات الاحتلال مسجد عبد الله عزام غربي خان يونس، جنوب القطاع.
وفي السياق ذاته، شنت طائرات الاحتلال سلسلة غارات على القرارة شمال شرق خان يونس ودمرت أربعة منازل لعائلة الفرا بشكل كامل، كما قصفت مسجد الاستقامة، ومسجدي أسامة بن زيد وعثمان بين عفان، شمال القرارة.
واستشهد 190 فلسطينيا معظمهم من النساء والأطفال منذ انتهاء الهدنة الإنسانية المؤقتة صباح يوم الجمعة.
ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من أكتوبر الماضي، استشهد أكثر من 15 ألف فلسطيني، بينهم 6150 طفلا، وأكثر من 4 آلاف إمرأة، إضافة إلى أكثر من 37 ألف جريح، في حصيلة غير نهائية.
وما زال الآلاف من المواطنين الفلسطينيين في عداد المفقودين، يرجّح أن يكون غالبيتهم قد استشهدوا تحت أنقاض منازلهم، ولم تستطع طواقم الإسعاف والإنقاذ من انتشالهم حتى اللحظة.