الكاتب البريطاني ديفيد هيرست يُحمل المجتمع الدولي مسئولية مذابح إسرائيل في غزة: حصلوا على الضوء الأخضر لارتكاب جرائم حرب
هيرست: إذا كان هناك دمٌ على يد أحد فهو على أيدي من يقولون إن لإسرائيل الحق الكامل في الدفاع عن نفسها.. هذا ليس دفاعا ولكن نظام فصل عنصري
لا أعتقد أن إسرائيل يمكنها إلقاء محاضرات عن الوحشية وبالتحديد ضد الأطفال حيث قُتل 34 طفلا هذا العام فقط على أيدي جنود في “الضفة الغربية”
يجب أن تدرك إسرائيل أن الفلسطينيين بشر وأن المقاومة ستستمر سواء بحماس أو غيرها ولن يسمحوا بطردهم من أرضهم.. لن تحدث نكبة أخرى
كتب – أحمد سلامة
حمّل الكاتب الصحفي البريطاني، ديفيد هيرست، الولايات المتحدة وأوروبا والمجتمع الدولي مسئولية ما يجري في غزة خلال الأيام الماضية بعد إعطاء الضوء الأخضر لـ تل أبيب بارتكاب مذابح بحق الفلسطينيين.
وقال هيرست، في مقطع فيديو نُشر عبر منصة التواصل الاجتماعي “إكس”، “إذا كان هناك من يتحمل مسؤولية سفك الدماء الجارية فهو المجتمع الدولي، وخاصة بريطانيا، لقد منح المجتمع الدولي الضوء الأخضر للجيش الإسرائيلي ليفعل ما يريد وهذا يعني حرية ارتكاب جرائم الحرب”.
وأضاف “سترون القيم الغربية وهي تمطر وابل القنابل على مدنيي غزة الأبرياء، سواء أكانوا مؤيدين لحماس أو فتح أو حتى مدنيين، فهم سوف يموتون ويموتون بالآلاف، أين القيم الغربية هنا؟”.
وتابع “إذا كان هناك دمٌ على يد أحد، فهو على أيدي من يقولون (إن لإسرائيل الحق الكامل في الدفاع عن نفسها)”.. ويوضح “هذا ليس دفاعًا عن النفس، بل توسيعًا لإسرائيل وتأسيس نظام فصل عنصري، أشد خطورة مما حدث في جنوب إفريقيا”.
واستكمل ديفيد هيرست “تقول إسرائيل إنها تخوض حربًا وجودية، وقارنت ما فعلته حماس بالمحرقة، نصف عائلتي قُتلوا في المحرقة، وليس هناك وجه للمقارنة.. من وجهة نظر فلسطينية عليك أن تدرك بأن الإسرائيليين يمارسون سياسة الأسياد وأصحاب الأرض يتحكمون في جميع تحركاتهم، يتحكمون في كمية ما يأكلونه، يتحكمون بمن يتزوجون، هي من تقرر متى تهاجم، هذه دولة معتادة على السيطرة الكاملة على نصف السكان والآن فقدت تلك السيطرة بشكل هائل”.
وأردف “أنا مذهول من بعض الأشياء التي حدثت، الصدمة التي أحدثها هجوم حماس، والفقدان المفاجئ لثقة الإسرائيليين برمز قوتهم -وهو الجيش وأجهزة المخابرات- لا يمكن تقديرها، تحولت تلك الصدمة الآن إلى غضب وتحول ذلك الغضب إلى رغبة شريرة في قتل سكان غزة.. هناك عمليات قتل جماعية تحدث كل ليلة في غزة، نساء وأطفال مدفونون تحت الأنقاض، مشاهد مروعة تحدث هناك، سلاح الجو الإسرائيلي يستهدف عمدًا المباني والعائلات، ويمحوهم بأسلحة دقيقة، وهذا يحدث الآن لعائلة تلو الأخرى”.
واسترسل الكاتب البريطاني “لا أعتقد أن إسرائيل وخاصة جيشها يمكنها إلقاء محاضرات عن الوحشية، وبالتحديد ضد الأطفال، حيث قُتل 34 طفلا هذا العام فقط على أيدي جنود في الضفة الغربية، ووزير الدفاع الإسرائيلي الذي قال إن الفلسطينيين حيوانات بشرية قال أيضًا إن القوات الإسرائيلية لن تُحاسب على أي شئ تفعله، لذلك تم تمزيق كل القواعد السابقة، وإسرائيل تسعى لقتل أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين، وهذا ما يسمح به المجتمع الدولي لإسرائيل”.
وأشار إلى أن “المجتمع الدولي منح الضوء الأخضر ووقتًا غير محدود لشن غزو بري على غزة”.
وأنتقل هيرست للحديث عن الأوضاع في الضفة الغربية والقدس حيث قال “أطلقت حماس على هجومها اسم طوفان الأقصى لسبب ما، فالأقصى يُهاجم طوال الوقت، الأقصى ليس ثالث أقدس مواقع الإسلام فحسب، بل إنه رمز وطني لفلسطين أيضًا.. هذه الأرض المقدسة يجري الاستيلاء عليها تدريجيًا، والغرب يسمح لهم بفعل ذلك مجددًا، هذا ما دفع حماس إلى أن تقول (طفح الكيل)، لكن هناك العديد من الأسباب الأخرى أيضًا، إذا تخيلت أنك عشت 16 عامًا في سجن مفتوح (غزة) مع تقنين الكهرباء والطعام و 60% بطالة وهجمات متكررة للمستوطنين على القرى الفلسطينية تحت حماية الجيش فيما وصفه الإسرائيليون أنفسهم بالمذابح”.
واستكمل “إن ما فعله هجوم حماس هو القول (آسفون، نحن هنا) لا يمكنكم تجاهلنا، وهنا تكمن المشكلة الرئيسية في عقيدة إسرائيل، أن بإمكانها محو غزة، وبالفعل يمكنها محو غزة، يمكنها قتل 10 آلاف أو 20 ألف شخص، لكنها لا تستطيع قتل القضية الفلسطينية.. ماذا سيحدث لذكرى كل هؤلاء الأموات في أذهان جيل جديد سيندلع بقوة أشد بعد 20 أو 30 عامًا؟ هذا هو التاريخ، هذا ما حدث من قبل، تم سحق المقاومة المسلحة مرات عديدة، تم سحقها بانتظام، وماذا حدث؟ حماس الآن أقوى بكثير من نُسخها السابقة، لذلك سيكون هناك دائما -مهما كان الاسم- عنصر قوي جدًا من الفلسطينيين الذين يقولون إن السبيل الوحيد لتغيير الوضع هو المقاومة المسلحة، حتى يشاركوا في مفاوضات حقيقية واتفاق سلام وهدوء وتبادل للأسرى”.
واختتم هيرست “كيف نوقف العنف؟ نوقف العنف عبر عكس المسار، بإدراك أن الفلسطينيين بشر، وأن المقاومة ستستمر سواء بحماس أو غيرها، مهما أطلقوا على أنفسهم فلن يسمحوا بأن يتم طردهم من أرضهم، لن تحدث نكبة أخرى، سيبقون هناك مهما حدث، وسيموتون على تلك الأرض.. إن المخرج الوحيد من هذا الطريق المسدود هو التوقف عن منح إسرائيل الضوء الأخضر، وإرغامها على التفاوض مع حكومة وحدة وطنية فلسطينية ممثلة بشكل واسع بحيث تسمح للفلسطينيين بانتخاب قادتهم، وترفع الحصار عن غزة والضفة الغربية، وأن تبدأ عملية مشاركة الأرض من النهر إلى البحر بين الشعبين، على أن تدرك إسرائيل نفسها أن هذا لن ينتهي حتى يغيروا مسارهم بشكل جذري”.