مدحت الزاهد: الفلسطينيون مرحب بهم في كل بيت مصري.. لكن خلق امتدادات لغزة داخل سيناء أمر مرفوض فلسطينيًا ومصريًا
كتب – أحمد سلامة
وجه مدحت الزاهد، رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، كل التحية لكل فلسطيني وكل مقاتل وكل من يرفع السلاح الآن ويدافع عن الأرض الفلسطينية وعن حق تقرير المصير وعن حق الشعب في الحياة، مشددا على أن هذا الإنجاز الذي تحقق هو مفخرة لنا جميعًا ويُعيد إلينا قدرتنا على مقاومة التزييف ورفض الحديث عن صفقة القرن وتوسيع كامب ديفيد.
وأضاف الزاهد، خلال مداخلة مع “صالون التحالف”، أن حرب السابع من أكتوبر كشفت عن كثير من الأمور المضللة حول أساطير سيطرة الكيان الصهيوني، فهذه المعركة تم الإعداد لها منذ أشهر وحققت المفاجأة ليس فقط للمخابرات الإسرائيلية ولكن لكل أجهزة المخابرات، خاصة وأن الهجمات خرجت خارج غلاف غزة، وهو ما يمثل نقلة نوعية في الصراع.
وتابع “هذه الحرب لم تبح بكل أسرارها بعد، فمازال أمامنا الكثير لنكتشفه، وفي تقديري مازال لدى القوة الفلسطينية ما يمكن تقديمه، بالإضافة إلى إمكانية اشتباك فصائل أخرى.. وأؤكد أن الفرصة سانحة لسوريا لاسترداد الجولان فليس هناك توقيت أفضل من الوقت الحالي”.
وفي السياق، شدد الزاهد على أن “الفلسطينيين مرحب بهم في كل بيت مصري في القاهرة وكل المحافظات، باعتبارهم أصحاب الدار، ولكن فيما يخص المشروعات التي ترددت حول إنشاء دويلة في سيناء، فأقول أنهم لن يقبلوا ولا نحن سنقبل، لأن ذلك يعني تغول إسرائيل على الحقوق الفلسطينية وعلى الأراضي والمقدرات، وبالتالي فإن الشعب الفلسطيني لن يُقايض أرضه، أما وجود أشكال من التعاون فهو أمر مرحب به”.
وأضاف “مشروع الشرق الأوسط الجديد هو مشروع مرفوض، والنظر إلى سيناء باعتبارها يمكن أن تحل مشكلة الكثافة المرتفعة في غزة بخلق امتدادات في سيناء باعتبارها (غزة الكبرى) فهو أيضًا أمر مرفوض، و(غزة الكبرى) يجب أن تكون امتداداتها وتوسعاتها في الداخل الفلسطيني وليس في سيناء”.
واسترسل “بعض التحليلات هي في نظري في منتهى السذاجة ترى أننا إزاء (تمثيلية كبرى) بمشاركة من إسرائيل وأمريكا هدفها دفع الفلسطينيين إلى هجرة أراضيهم والاستقرار في سيناء، ولا أظن أن أي عاقل يمكن أن يتصور أن إسرائيل تقبل على نفسها هذه المذلة وهذا الهوان من أجل تهجير الفلسطينيين بالقوة وهي كان يمكن أن توفر لنفسها العديد من الذرائع أو حتى أن تعمل على تهجير الفلسطينيين دون غطاء من الذرائع”.
وأشار الزاهد إلى أن ما يتردد عن مخطط إسرائيلي أمريكي بمشاركة مصرية لتهجير الفلسطينيين هي خرافة و(نكتة بايخة) غير مقبولة وملفوظة على الأقل شعبيا.
وتابع “حزب التحالف الشعبي وكل القوى الحزبية والمثقفين في مصر أعلنوا دعمهم ومساندتهم للقضية الفلسطينية، في مواجهة العدوان الغاشم، وهو ليس مجرد بيان وإنما تكثيف المطالب التي تحقق خطوات دعم، والتي أبرزها طرد البعثة الدبلوماسية الإسرائيلية، هذا مطلب شعبي يشارك فيه حتى الصبية”.
وأكمل “ضرب المعابر، وبالتحديد معبر رفح، خلال الأيام الماضية هو استكمال للمخطط الإسرائيلي بخنق غزة ومنع كل مقومات الحياة عنها، وتذهب بعض التحليلات إلى القول بأن الهدف هو جر الجيش المصري إلى مواجهة، وهو أمر ممكن، لكننا بهذه المناسبة نطالب بمراجعة كل الاتفاقيات الدولية التي تنطوي على المساس بالسيادة المصرية على أراضيها بما في ذلك بالطبع اتفاقية كامب ديفيد، نحن مع فتح معبر رفح ورفض أي عدوان ومساس به حتى وإن كانت بعض الأخبار تقول إن الاعتداء تم من الجانب الفلسطيني وليس المصري”.
وشدد الزاهد على أن “إسرائيل تعاني أزمة وجودية، ومهما طال بها الزمن فإنها إلى زوال، لأن الأرض واحدة وطالب الأرض اثنان، وإذا كانت إسرائيل ترفض فكرة الدولتين فإن عليها ألا تتوقع صمت الجانب الفلسطيني”.
واختتم الزاهد “أنا أعتبر أننا نعيش أيام مجيدة، وسنستكملها، ولأنها صراع بين كتلتين فمن الطبيعي أن يكون فيها ألم لأنه صراع ضاري لأنه في الجوهر صراع إرادات، وبالتالي فإن أمامنا أشواط، وهذه الحرب ستجذب جزء من المساعدات التي كانت توجه إلى أوكرانيا وبالتالي فإنه سيُحدث متغير كبير في الأوضاع الروسية ما يعني تغيير جزء كبير من المعادلة”.