مدحت الزاهد يكتب: ذكريات انتخابية (المرشح الكومبارس)
عندما تم تعديل الدستور ليسمح بانتخابات رئاسة تنافسية (بدلا من اختيار مجلس الشعب لمرشح واحد وطرحه للاستفتاء العام ) كان حسنى مبارك يرغب ويلح فى أن يكون منافسه خالد محيى الدين فهو عضو مجلس قيادة الثورة والخلية الأولى للضباط الاحرار وشغل مواقع دولية مرموقة فى مجلس السلام العالمى ومنظمة التضامن الإفرواسيوى .. وادرك خالد بفطنته وكبريائه انه مطلوب لدور المحلل فاعلن عن إجراء فحوصات طبية وعمل كونسلتو انتهى إلى أن صحته قد لا تحتمل حملة انتخابية رئاسية، وشارك د. رفعت السعيد فى محاولة توفير بديل واقناع د. نعمان جمعة رئيس حزب الوفد بالترشيح، وكان يرفض ومعه قيادات كثيرة من الحزب ولعب د. رفعت دورا فى اقناعها حتى يخفف عن التجمع عواقب رفض خالد لطلب مبارك ومن خارج الصورة تقدم ايمن نور الذى انشق عن الوفد وأسس حزب الغد وكانت المفاجأة أن نور لعب دور الحصان الأسود وصعد الغد الذى ظهر لتوه وبدأ يقش فى ظروف تراجع التجمع والناصرى والعمل والوفد وهى الأحزاب الرئيسة المحاضرة فى هذا الوقت ، العمل بعد مظاهرة المصاحف والتجمع بعد انتفاضة يناير والناصرى والوفد والتجمع لموقفهم من كامب ديفيد وهو ما وضع الخطوط الحمراء الأولى لتجربة التعددية الحزبية المقيدة وظهور معادلة الحزب – المقر
وحصد الغد مخلفات الفراغ السياسى الذى كان يبحث عن قوة تشغله وبعد اعلان فوز مبارك تمت مطاردة نور بقضية التوكيلات المزورة وتفتيت الغد بانشقاق غذته الاختراقات الامنية وتعددت الخطوط الحمراء لتجربة التعددية المقيدة وظهور المنافس الكومبارس ومن اهم من لعب دوره الشيخ أحمد الصباحى الذى ترشح وبنى برنامجه على تأييد مبارك وأطلق مبادرة لحل أزمة البطالة عن طريق إنشاء مدرسة للحلاقين بالحزب وكان يزود المتدرب بشنطة تشمل محتوياتها مشط وموسى ومقص وفرشة شعر وفوطة ودهانات وتواصلت التجربة مع موسى مصطفى موسى وكان من اشد أنصار السيسى وهى ظواهر عجيبة انفردت بها مصر ، وهى تثير السؤال : اذا كنت مع السيس فلماذا تترشح ضده بدلا من أن تشارك فى حملته.. والحقيقة أن المرشح الكونبارس يسئ لنفسه والرئيس والنظام السياسى كله وياليتنا نستخلص الدرس فالفراغ الناشئ عن منافسات هزلية يسهم فى إفساد البدائل الديمقراطية وفى توفير مناخات التسلط والانفجار.، ولا يختلف المرشح الكمبارس عن حملة المباخر والطبالين والمنافقين.