طرفا الصراع في السودان يوافقان على هدنة لـ 7 أيام تبدأ الخميس المقبل.. والجامعة العربية: نُدين استهداف المدنيين والمنشآت الطبية
كتب: صحف
وافق طرفا الصراع في السودان على هدنة لمدة سبعة أيام تبدأ يوم الخميس المقبل. وكانت اتفاقات هدنة سابقة أقصر مدة بين طرفي الصراع، الجيش السوداني وقوات الدعم السريع (شبه العسكرية)، قد أخفقت من حيث الالتزام التام بوقف إطلاق النار، في ظل نزوح نحو نصف مليون شخص منذ بدء الصراع قبل 17 يوما.
وأُطلقت تحذيرات من حدوث أزمة إنسانية في حال عدم انتهاء الصراع، وقالت حكومة جنوب السودان إن الجانبين مستعدان الآن لتسمية ممثلين لحضور محادثات السلام، بعد أن عرض جنوب السودان التوسط في الصراع واختياره واحدا من الدول المستضيفة للمفاوضات.
جاء ذلك تزامنا مع دعوة جامعة الدول العربية إلى الوقف الفوري لجميع الأعمال القتالية الدائرة في السودان دون قيد أو شرط.
وأكدت الجامعة، في بيان صدر في ختام دورة طارئة عقدتها على مستوى المندوبين الدائمين، ضرورة تعزيز الالتزام بالهدنة سعيا نحو “عدم تفاقم الأوضاع الإنسانية والمعيشية للشعب السوداني”.
وأدانت الجامعة في بيانها استهداف المدنيين والمنشآت المدنية، والطبية منها بشكل خاص، كما دعت إلى إخلاء المستشفيات والمرافق المدنية من أي مظاهر أو قوات عسكرية، وفتح المجال أمام الأعمال الإغاثية، إضافة إلى الحفاظ على حرمة البعثات الدبلوماسية.
وحثت الجامعة العربية المجتمع الدولي على توفير المساعدات الإنسانية والطبية العاجلة لسد احتياجات الشعب السوداني، فضلا عن تقديم الدول والمنظمات والوكالات الدولية المختصة الدعم إلى دول جوار السودان، التي تستقبل المواطنين السودانيين الفارين إلى هذه الدول لمساعدتها على تحمل الأعباء الزائدة.
كما رفضت الجامعة في اجتماعها أي تدخل خارجي في شؤون السودانيين الداخلية تجنبا لتأجيج الصراع.
وأعلنت الأمم المتحدة في وقت سابق فرار ما يزيد على 100 ألف شخص من السودان منذ اندلاع القتال العنيف بين القوات المتناحرة في 15 أبريل.
وحذر مسؤولون من حدوث “كارثة كاملة” إن لم يتوقف القتال، كما نزح 334 ألف شخص آخر داخل السودان.
ولا يزال القتال مستمرا في العاصمة الخرطوم بين الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية، على الرغم من وقف إطلاق النار المفترض أن يكون ساري المفعول.
وقال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى السودان، فولكه بياتيس، إن الخصمين المتحاربين في البلاد اتفقا على إرسال ممثلين لهما في المفاوضات، التي من المحتمل أن تعقد في السعودية.
وإن أجريت المحادثات فسيكون هذا أول اجتماع بين الجانبين منذ بدء الصراع.
ونقلت وكالة أسوشيتد برس للأنباء عن بياتيس قوله الاثنين إن المحادثات ستركز في البداية على إرساء وقف إطلاق نار “مستقر وموثوق به” يشرف عليه مراقبون محليون ودوليون.
وقال إن الجانبين حددا ممثليهما بالفعل لإجراء مناقشات أولية، لكنه نبه إلى أن الترتيبات اللوجستية للمحادثات لا تزال قيد الإعداد.
وأضاف بياتيس أنه لاحظ في الأسبوع الماضي “تغيرا في اللهجة” من الجانبين المتحاربين، مشيرا إلى إدراكهما لمدى خطورة الوضع، وأن أي نصر يمكن تحقيقه سيكون “بتكلفة باهظة للغاية”.
وقالت وزارة الصحة السودانية إن أكثر من 500 شخص على الأقل قتلوا وأصيب أكثر من 4000 في القتال.
ولم يلتزم الجانبان بسلسلة من وقف إطلاق النار المؤقت، مع استمرار الجيش في قصف الخرطوم بضربات جوية في محاولة لإضعاف قوات الدعم السريع.
كما اندلع قتال شديد في دارفور غرب السودان. وقال برنامج الغذاء العالمي إنه استأنف نشاطه في السودان، حيث يهدد القتال الدائر في البلاد الملايين بالجوع.
وقالت المتحدثة باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أولغا سارادو، للصحفيين في جنيف إن العدد الإجمالي البالغ 100 ألف يشمل أشخاصا من السودان، ومواطنين جنوب سودانيين عائدين إلى ديارهم، وأشخاصا كانوا بالفعل لاجئين داخل السودان فارين من القتال.
كما يفر اللاجئون عبر حدود السودان مع مصر وتشاد، وأكملت معظم الدول الأوروبية إجلاء رعاياها، لكن روسيا قالت الثلاثاء إنها سترسل أربع طائرات عسكرية لنقل أكثر من 200 شخص – من بينهم رعاياها ورعايا “دول صديقة” – من السودان.