جودة عبد الخالق: محرومون من الخبز والحرية ونعيش وضعًا مأساويا.. وشعار «عيش حرية عدالة اجتماعية» استُبْعِد من قاموس النظام الحاكم
اعترف بأننا في مجلس أمناء الحوار أخطأنا في حق الناس والحوار حينما تركنا الناس يضربون أخماسا في أسداس
مرت ذكرى 25 يناير مرور الكرام كأن الثورة حدثت في المريخ.. ومع نجاح الثورة المضادة مرحليًا انقطع الحديث عن ثورة يناير.
كتبت- ليلى فريد
قال الدكتور جودة عبد الخالق، وزير التموين الأسبق، وعضو الحوار الوطني: “منذ أسبوعين، مرت ذكرى ثورة يناير 2011 مرور الكرام: لا حس ولا خبر، وقتها وجد المصريون أنفسهم كالأيتام على موائد اللئام، وكأن تلك الثورة قد حدثت في المريخ!”.
وتابع في مقال بجريدة الأهالي، نشرته في عدد اليوم الأبعاء، بعنوان ( عيش .. حرية .. عدالة اجتماعية على مائدة الحوار الوطني): “يبدو أن مصر بعد مرور 12 عاما على انطلاق ثورة يناير قد عادت فى قبضة الحزب الوطنى، رغم حلِّه رسميا بموجب حكم قضائي صادر عن المحكمة الإدارية العليا في 16 إبريل 2011. ومع نجاح الثورة المضادة مرحليا، انقطع الحديث عن ثورة يناير.
وأضاف: “كما أن شعار (عيش .. حرية .. عدالة اجتماعية) استُبْعِد من قاموس النظام الحاكم في مصر، ولكن ذلك سيكون مرحليا فقط، وإلى حين، ولسوف يكون هناك شأن آخر، فكل الظروف الموضوعية التي تعيشها مصر الآن مع اتساع نطاق الفقر والتهميش توحى بأن موجبات رفع هذا الشعار موجودة، بل ضاغطة، وأتوقع أن رفع هذا الشعار سوف يزداد إلحاحا في مواجهة السياسات التي تطبقها الحكومة حاليًا”.
وقال عبد الخالق: تأسيسا على ذلك، أتوقع أن العيش والحرية والعدالة الاجتماعية ستكون حاضرة بقوة على مائدة الحوار الوطنى بمحاوره الثلاثة: الاقتصادى والسياسى والاجتماعى. هكذا أرى جوهر الحوار الذى طال إعدادنا له، وطال انتظار الناس له. وكما هو معلوم، فلقد راهنت على الحوار الوطنى منذ البداية، في مواجهة كل دعاوى التشاؤم وتثبيط الهمم. وقلت إنه فرصة تاريخية يجب علينا جميعا أن نستغلها، وأن نستميت في إنجاحها.
وتابع: والآن، فإن موجبات انطلاق الحوار ونجاحه صارت أكثر إلحاحا من أي وقت مضى. فالمصريون يعيشون حاليا وضعا مأساويا بين مطرقة السياسة وسندان الاقتصاد؛ بين كبت الحريات وشُحِّ الأقوات. باختصار، الناس يعانون حرمانا مزدوجا: فهم محرومون من الخبز ومن الحرية. وهم ينتظرون من الحوار أن يخلصهم مما هم فيه. إنهم كالغريق الذى يمسك “بقشاية” الحوار الوطنى كأنها طوق نجاة. هكذا أرى الحوار. إنه طريق الخلاص.
وأضاف: اعترف بأننا في مجلس الأمناء قد اخطأنا في حق الناس وفى حق الحوار، حينما تركنا الناس يضربون أخماسا في أسداس. يتساءلون: ما الذى حدث للحوار؟ هل انتهى الحوار؟ لماذا توقف الحوار؟ وما من مجيب. بل إن هذا الصمت الطويل أتاح المجال لمن كانوا يشككون في عملية الحوار برمتها من البداية.