زهدي الشامي يكتب عن: اخلاءات وتهجير وفساد وشجون عن المكانة الضائعة

إخلاءات .. وتهجير

ملف إخلاء  المواطنين من منازلهم قسريا بحجج وذرائع متهافتة ومرفوضة ملف متضخم تماما و به وقائع يومية لاتحصى ولاتنتهى . ليس فقط جزيرة الوراق التى عاد أهاليها للتظاهر للمطالبة بالفصل فى القضية المحتجز فيها 35 من أبنائهم بتهمة الإعتداء على السلطات والتى تعود لعام 2017 ، بل مدينة نصر التى شرعت السلطات فعلا فى إزالة مجموعة من منازل الحى السادس والمعروفة باسم البلوكات ، مرورا  بنادى الصيد فى الإسكندرية ، وترعة المحمودية بالبحيرة  ، ومصر القديمة والمطرية و ألماظة وصولا لسانت كاترين وجزيرتى القرصاية والدهب .

 فى كل مكان إخلاء للمواطنين من منازلهم بشكل قسرى ، وبشروط جائرة وظالمة وتعويضات هزيلة ، وتفكيك مجتمعات قائمة كانت تعيش سكنيا واقتصاديا بطريقة طبيعية .

فى الحقيقة مايحدث هو تهجير قسرى لم يوافق عليه الأهالى مطلقا وفقا لصحيح القانون ، وهو أيضا اغتصاب لملكية المصريين ليس له سابقة فى التاريخ المصرى

 ومثلما قال أحد المتضررين : اللى  بيحصل  باسم التطوير جزء من المسلسل  الى ماشى فى مصر كلها دون دراسة ولا علم ولافهم ومحدش يقدر يقف قصاده

***

فساد.. فساد

الدلائل كثيرة للغاية على أن الفساد فى مصر وصل لمعدلات غير مسبوقة ، وقائع فساد متكررة ، و أكثر منها يتم التعتيم عليها ، والمناخ كله مناخ مشروعات بمليارات تنفذ بالأمر المباشر ، وغياب تام لدور  مجلس النواب والإعلام ، وصناديق متعددة خارج ميزانية الدولة وتكاد تتجاوزها فى الأرقام  ، ومنع اللجوء للقضاء فى ممارسات الدولة الإقتصادية المشبوهة ، وووو . هذا واضح للغاية .

 و أريد هنا أن أشير للأثر المخرب للفساد فى وجهين مترابطين و إن كانا متمايزين .

 فأولا ففى أبسط صوره فإن الفساد يعنى عمولات وسمسرة تستحوذ على نسبة مرتفعة من إجمالى الإنفاق ، يجرى الحديث الآن فى الغالب عن نسبة شبه معروفة لاتقل عن 30% ، و إن كان من الوارد أن تكون أعلى .

 ولكن الوجه الثانى الأوسع و الأشد خطورة للفساد فهو أنه يوجه أصلا وابتداءا الإستثمارات عموما، حتى لو كانت تتم بالقروض، أو بالأخص تلك التى تتم عن طريق القروض ، من المجالات المفيدة للإقتصاد الوطنى ، إلى المجالات المفيدة لمصالح المتربحين والفاسدين ، المحليين والدوليين من شركات وجهات معروف عنها ممارساتها الإفسادية للترويج لأعمالها فى بلدان العالم الثالث .  ,

إذا كانت تلك الممارسات تؤدى للتحول بالإنفاق والإستثمار من ماهو ضرورى ونافع ، إلى ماهو غير ضرورى وعبثى ، فإن  تكلفة الفساد فى تلك الإستثمارات قد تصل عمليا إلى 100% ، والفائدة الحقيقية منها قد تتدنى للصفر .

***

السكة الحديد .. مرة أخرى

معلهش صدعت دماغكم كتير بحكاوى تردى احوال السكة الحديد فى عهد كامل الوزير ، لكن استحملوا حاحكيلكم حكاية كمان حدثت لى بالأمس فى محطة دمنهور .

 أنا  معى اشتراك وعايز أسافر للمحلة الكبرى  .  لكن فى السكة الحديد عندنا لا تستطيع الحجز لمحطة وسيطة . يعنى لو عايز المحلة لازم تحجز للمنصورة . عيب واضح لكن من زمان معلهش . ماشى طاب فارق اشتراك للمنصورة ، اتضح أن الكمبيوتر به عيب لا يمكنه حجز فارق اشتراك ، والموظف حلف أنهم  استلموه من الصيانة بهذا العيب . نحاول نحجز  من شباك آخر بالماكينة اليدوية المشابهة لتلك التى يحملها الكمسارى فى القطار ، ولكن لايمكنها أيضا   استخراج فارق اشتراك  . وهكذا فالحل الوحيد لدى أن اشترى تذكرة كاملة للمنصورة بدلا من فارق اشتراك للمحلة، والتكلفة تقفز بالتالى من حوالى ٢٠ جنيها إلى ٤٠ جنيها ، اى الضعف .

 ولايمكنننى أن أنهى البوست قبل أن أشير لعبقرية أخرى ،  أو عيب آخر ملفبط كل الناس فى المحطة منذ عدة شهور ولايستطيعون  إصلاحه  . وباختصار فكلنا نعرف أن ميزة النظام المؤتمت، أو الكمبيوتر منذ أن ادخلوه ،   هى انك يمكنك الحجز على اى قطار أو ديزل من اى شباك أو كمبيوتر  ، حتى لو كنت تحجز لقطار من محطة أخرى غير التى تتواجد فيها . هذا هو الحال منذ سنوات  . الآن ومنذ عدة شهور فهذا غير ممكن  . اذا اردت الحجز مثلا لديزل من شباك ما يقولون لك إن هذا الديزل الحجز عليه من الشباك الآخر  ، وعليك أن تقف فى طابور جديد . وعدوا بأن تلك المشكلة العجيبة سيتم حلها ، ومضت شهور والوضع على ماهو عليه حتى اليوم على الأقل  .

ألم أقل لكم أنه أسوأ عهد للسكة الحديد .

****

شجون المكانة

لا توجد أي مبالغة فى الاستنتاج بأن مصر لم تخسر فقط جزءا من أرضها  يوم تنازلت عن تيران وصنافير للسعودية، بل خسرت أيضا مكانتها، فذلك الفعل كان تطبيقا وتكريسا لرؤية اللهاث وراء المنح الخليجية أو مايسمى الأرز كأسلوب وحيد لا تتخيل السلطة الحاكمة فى مصر سواه لإدارة الإقتصاد المصرى من ناحية، وكان بالتالى إعلانا من ناحية أخرى على التدهور الخطير للمكانة الإقليمية والدولية لمصر بفعل ذلك السلوك المعيب ، تدهور لا يمكن تجنب أثاره الخطيرة ، وواحد منها فقط استعلاء إثيوبيا علينا فى مسألة سد النهضة ، وكل استعلاء تالى خليجى أو غير خليجى