حمدي رزق يرد على انتقادات مواطني الخليج لـ مصر: حكيٌ بغيض تحركه “تنظيمات” وتورط به شخصيات خليجية معلوم هويتها الإخوانية
كتب – أحمد سلامة
قال الكاتب الصحفي، حمدي رزق، إن “مقاطع الفيديو” لشخصيات خليجية والمنتشرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي والتي تحمل انتقادات حادة لـ مصر وأوضاعها الاقتصادية خلال الآونة الأخيرة، هو حكي بغيض تُحركه “تنظيمات وتوجهات من خارج الحدود”، مشددًا على تورط بعض الشخصيات الخليجية التي تظهر كالأشباح في الأزمات ومعلوم هويتها الإخوانية.
وأضاف رزق، في مقال نشرته صحيفة “المصري اليوم”، تحت عنوان “فيديوهات خليجية” قائلا “تصلنى كل حين، وتكاثرت فى الفضاء الإلكترونى أخيرًا، فيديوهات محزنة منسوبة لشخصيات خليجية، مقاطع فيديو تستهدف مصر القامة العظيمة بكلام بغيض”.
وتابع “يتحدثون فى هذه المقاطع، كما المانحين الأجانب يشرطون ويشترطون، ويعيرون مصر فى أزمتها الاقتصادية، ما يعجب إخوان الشيطان، ويطالبون الحكومات والبرلمانات الخليجية بعدم الموافقة على منح الحكومة المصرية مساعدات أو ودائع جديدة، بهدف تشكيل رأى عام ضاغط على حكوماتهم الصامتة”.
واستكمل “الفيديوهات التي تتكاثر في الفضاء الألكتروني كالفيروسات المعدية، تقريبًا لا يمر يوم إلا بفيديو سخيف، عادة ما يتكفل بها وبأصحابها المغردون المصريون تقزيمًا ومعايرة بالأيام الخوالي، كرد فعل على محاولات عقيمة للمس بما يستبطنه المصريون من عفة وتعفف وعفاف، يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف”.
وأردف “الفضاء الألكترونى يشغي بجهل مطبق بعمق العلاقات المصرية الخليجية، للأسف، صار الفضاء الألكترونى العربي محلًّا للتلاسن، وللتنابز بالهِبَات والمساعدات، وكلٌّ يسكب من وقود نفسه المحتقنة لإشعال النيران بين مصر وشقيقاتها الخليجيات، ما يُخلِّف حزازات وثارات لا محل لها من الإعراب بين الأشقاء”.
واسترسل “معلوم مَن وراء هذا الحكي البغيض، تُحركه تنظيمات وتوجهات من خارج الحدود، وتتفاعل الفيديوهات في الفضاء الألكترونى لإحداث شقاق، ولترسم صورة قاتمة لا تمت للعلاقات المصرية الخليجية المتنامية اقتصاديًّا، والراسخة سياسيًّا، والعضوية في سياق الأمن القومي العربي، وفي القلب منه الأمن القومي المصري، في تماهيه مع الأمن القومى الخليجي”.
ويضيف حمدي رزق في مقاله “المصالح العليا ليست رهنًا بفيديوهات عبثية، وتورط بعض الشخصيات الخليجية (بعينها، تظهر كالأشباح فى الأزمات، ومعلوم هويتها الإخوانية)، وظهوراتها مرسومة بدقة فى سياق هذه الفيديوهات المحزنة، كاشف لأهداف هذه الحملة المسعورة للتأثير على تدفق المساعدات والاستثمارات الخليجية إلى مصر.. لافت جدًّا، نفس الشخصيات لم نسمع منهم حرفًا إذا ما كانت هذه المساعدات والاستثمارات لعواصم (غير عربية)، بل يباركونها ويُثمِّنونها، وهذا يؤشر على الاستهداف الممنهج للعلاقات المصرية الخليجية فى هذا الظرف الاقتصادى الصعب الذى يعم العالم، وتمر به مصر الكبيرة”.
وتابع “ودون إلمام كافٍ، بالأهداف والمستهدفات التى ليست خافية على لبيب، واللبيب من الإشارة يفهم، ومعروض طرف منها على منصات الإخوان العقورة، للأسف يتورط بعض المتحمسين العاديين الطيبين على الجانبين (المصرى والخليجى) فى الفخ المنصوب لإحداث وقيعة مصرية خليجية، ليس وقتها على الإطلاق”.
واختتم رزق مقاله بالقول “من المهم تبيُّن هوية أصحاب هذه الفيديوهات، وتجاهلها، والتوقف عن المهاترات كلية، ما بين مصر والخليج شعبًا وحكومات أعمق وأقوى من سحابات عابرة، وأرسخ فى الأرض، والروابط التاريخية، والأخوية أبقى، وستبقى، ودوام الحال من المحال، ومصر قادمة بعون الله، والخليج باقٍ كشقيق وصديق وقت الضيق، فى السراء والضراء وحين البأس. معلوم، العلاقات المصرية/ الخليجية مستهدفة دومًا، هناك مَن يسوؤه التحسن المطرد فى العلاقات المصرية/ الخليجية على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والاستراتيجية، والدعم المصرى للخليج فى سياق الأمن القومى العربى، ويسوؤه أكثر استدامة الدعم الخليجى للاقتصاد المصرى، خلاصته العلاقات المصرية الخليجية جد مستهدفة فى أعماقها، فحذارِ، والحذر من حسن الفطن”.
وكان عدد من الانتقادات قد وردت عبر الخليج آخرها ما ذكره الكاتب السعودي تركي الحمد، الذي يعتبره بعض المراقبين مقربًا من الأسرة الحاكمة بالمملكة، والذي انتقد الأوضاع المصرية الحالية خاصة على المستوى الاقتصادي والذي يتجلى في عدة أزمات من بينها البطالة والمعضلات المجتمعية الجذرية والمتقلبة، حسب الكاتب.
وفي سلسلة تغريدات، قال الحمد إن “الحديث عن مصر ليس حديثا عن أية دولة عربية أخرى، وليس تدخلا في شؤونها الداخلية، فمصر كادت أن تكون في يوم من الأيام هي كل العرب، وتاريخها الحديث يكاد يكون تاريخ كل العرب في طموحاتهم ونجاحاتهم وإخفاقاتم، لذلك فإن الحديث عنها هو حديث عن مصير عربي مشترك، فماذا يجري في مصر اليوم؟”.
وأضاف الكاتب “مصر في الذهن العربي ليست مصرا واحدة،بل هي (مِصرَان): فهناك مصر (النموذج)، سواء كان هذا النموذج هو مصر التنوير والحداثة والنهضة منذ بدايات مصر الحديثة في عهد محمد علي الكبير، أو كان النموذج الناصري منذ عام 1952، نموذج الثورة والتنمية والمكانة الدولية المميزة. بمعنى أن لدينا نموذجان لمصر: مصر المزدهرة قبل عام 1952، ومصر الطموحة بعد ذلك التاريخ، وينقسم المراقبون إلى مؤيد ومعارض لهذا النموذج أو ذاك. في المقابل، هنالك مصر بواقعها الحالي، أي مصر البطالة، وأزمات الاقتصاد والسياسة ومعضلات المجتمع وتقلباته الجذرية العنيفة التي لا تنتمي لأي نموذج، ملكيا كان أو جمهوريا”.
وأردف “فما الذي حدث لمصر الثرية بثرواتها وإمكانياتها، وهي التي كانت تقرض المال وتساعد المحتاج، وها هي اليوم أسيرة صندوق النقد الدولي، مشرئبة العنق لكل مساعدة من هنا أو هناك، وهي أرض اللبن والعسل؟ حقيقة لا يمكن تفسير الحالة المصرية بعامل واحد، وخاصة بعد سقوط الملكية،وبدايات (الصعود إلى الهاوية)”.