14 سببًا لسقوط الأنظمة| عماد الدين أديب: تذكروا كلامي.. يا خوفي الشديد على كثير من أنظمتنا من الآن حتى منتصف العام المقبل
أديب: صراع الأجهزة وتولي الرجال الثقة رغم ضعف كفاءتهم وحاكم يجهل ما يُرضي شعبه وما يغضبه ومنح المناصب لأفراد العائلة أبرز أسباب السقوط
كتب – أحمد سلامة
أعرب الكاتب والإعلامي عماد الدين أديب عن تخوفه من سقوط بعض الأنظمة العربية خلال فترة تصل حتى منتصف العام المقبل، مشددًا على أن ذلك أمر محتمل إذا ما توافرت عدة أسباب واجتمعت لتجعل بعض الأنظمة العربية في مهب الرياح.
وفي مقال تحت عنوان “14 سببًا لسقوط الحكّام والأنظمة!”، كتب تساءل عماد الدين أديب “ما هي آفة الحكّام العرب؟ ولماذا تسقط أنظمتهم بشكل تراجيدي؟ ولماذا لا ينتقل الحكم سلميّاً بدون أن يتمّ ذلك بأكلاف باهظة في المال والأرواح؟ يبدو وكأنّ هناك فرقاً زمنياً بين عصور الإصلاح السياسي في أوروبا وزمننا الحالي. في أوروبا أدركهم الإصلاح السياسي منذ أكثر من 300 عام، فيما نحن نجلس في محطة قطار الإصلاح ننتظر رحلة قطار موعود لم يأتِ حتى الآن.. أهمّ ما في دراسة التاريخ هي خُلاصات دروسها المُستقاة بعد خبرة التعلّم والفهم لأسباب صعود وسقوط الأنظمة والأمم”.
وأضاف أديب “إنّ التحليل العلمي المحايد البعيد عن الأدلجة السياسية يمكن أن يعطينا إجابة واضحة عن أسباب سقوط الأنظمة العربية المعاصرة.. فمنذ نهاية الحرب العالمية الثانية وبدء مرحلة نيل دول المنطقة استقلالها ظهرت عدّة أنظمة: ملكية، جمهورية، ثورية، محافظة، علمانية، دينية، مدنية، لكن كلّها عسكرية. وعلى الرغم من اختلافاتها، تجتمع في معادلة واحدة، هي عناصر بقاء ونجاح النظام أو فشله ورحيله.. وكما يُقال في برامج الطهو، كيف ننجح أو نفشل في إعداد كعكة الشوكولاتة، فنحن اليوم نسأل كيف تسقط أنظمة الحكم في عالمنا العربي المعاصر؟”.
وعدّد أديب أسباب سقوط الأنظمة والتي جاءت في 14 سببًا حسب مقاله أبرزها: فساد الحاكم، تغاضيه عن فساد الحلقة الضيقة القريبة منه، الاعتماد على الثقات رغم ضعف كفاءتهم، تحول الرجال الثقة إلى خدمة مصالحهم، استقواء بعض رجال السلطة وتضحيتهم بالحاكم للإبقاء على مصالحهم، ارتباط بعض عناصر الحكم بعلاقة عمالة مع قوى إقليمية أو دولية للاستقواء بها في معادلة اختطاف الحكم، صراع الأجهزة، انصراف أجهزة الدولة إلى الانشغال بتحقيق مكاسب شخصية على حساب مصلحة الوطن من خلال السمسرة والعمولات والرشى، عدم اهتمام فريق الجهاز الحكومي بشؤون الدولة وانصرافه إلى تصفية بعضه البعض.
واستكمل أديب “شعور بعض التيارات أو القوى بعدم أحقّيّة الحاكم في الحكم، تعرّض بعض الحكّام إنسانيّاً لضغوط عاطفية من أفراد عائلتهم تجعلهم يضعونهم في مناصب لا يستحقّونها وغير مؤهّلين لإدارتها وتحمّل مسؤوليّاتها الصعبة، حاكم يجهل ما يُرضي شعبه وما يغضبه، حاكم يعطي امتيازاً خاصاً استثنائياً لجهاز سيادي أو طبقة أو طائفة أو منطقة حيوية مفضّلاً أحدها على الآخر، حاكم لا يتابع مدى التزام جهازه التنفيذي بأوامره وقراراته الرئيسية”.
وأردف أديب “إن أخطر ما يمكن أن يقع فيه الحاكم هو ألّا يُحسن اختيار فريقه الأساسي، وألّا يتعامل مع أعضائه بناءً على مدى التزامهم بالإنجاز بل على أساس عبارات المديح والولاء الفارغة، سقط حكّام كبار بسبب هذه الخطيئة بدءاً من يوليوس قيصر إلى هولاكو ثم إلى حكّام الدولة العبّاسية، كلّ الأسباب السابقة تزداد خطورتها وتصبح معها الأنظمة في مهبّ الرياح إذا ما توافرت وأجتمعت في عالم مرتبك فوضويّ مثل عالم اليوم.. لذلك كلّه، وتذكّروا كلامي، يا خوفي الشديد على كثير من أنظمتنا وشعوبنا من الآن حتى منتصف العام المقبل حينما تصبح لقمة العيش وسوء الخدمات واستحالة الحياة اليومية هي وقود اضطرابات اجتماعية مدمّرة”.