“يونيسيف” تناشد العالم إنقاذ أطفال الشرق الأوسط.. ضحايا الفقر والعمالة والحروب ومخاوف كورونا
محمود هاشم
ناشدت منظمة “يونيسيف” في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، المجتمع الدولي، توفير 92.4 مليون دولار أمريكي، لمواصلة دعم جهود مكافحة فيروس كورونا المستجد، مشيرة إلى مخاطر الفيروس على حياة وأوضاع 110 مليون طفل يلازمون بيوتهم احترازيا للوقاية من خطر الإصابة به.
ويستمر انتشار مرض فيروس كورونا “كوفيد-19” في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث وصلت عدد الإصابات إلى أكثر من 105,419 حالة، وتسبب في 5,699 حالة وفاة مرتبطة بالفيروس، ومن بين دول المنطقة، سجلت إيران أكبر عدد من الحالات، لتبلغ نسبتها 80% تقريبًا من إجمالي عدد الإصابات.
وقال المدير الإقليمي لليونيسف في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تيد شيبان: “في هذه المنطقة أكبر عدد من الأطفال المحتاجين على مستوى العالم كله، بسبب النزاعات والحروب المستمرة، كما تشمل أعلى معدلات للبطالة بين الشباب، ويعاني حوالي نصف أطفال المنطقة من درجات الفقر المختلفة كالحرمان من الخدمات الأساسية، بما في ذلك التعليم والمسكن والتغذية والرعاية الصحية والمياه الصالحة للشرب والصرف الصحي وإمكانية الحصول على المعلومات”.
وأضاف أن هذا الخليط من العوامل، مثل عدم توفر الخدمات الأساسية أو نقصها والفقر والحرمان والنزاع ، والآن يضر فيروس كورونا بشكل خاص الأطفال الذين يعانون الهشاشة، ويجعل حياتهم الصعبة أمرًا من الصعب تحمله، وكلما طال هذا الحال ، كلما أصبح الأثر أشد وأعمق، خاصة على الأطفال.
ويعيش في المنطقة 25 مليون طفل محتاج، بمن فيهم اللاجئين والنازحين الذين اقتلع معظمهم من بيوتهم بسبب النزاعات المسلحة والحروب في كلّ من سوريا واليمن والسودان ودولة فلسطين والعراق وليبيا.
وتقدر لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (إسكوا) احتمالية فقدان 1,7 مليون وظيفة في عام 2020 بسبب توقف معظم الشركات عن العمل وتعليق الرواتب والإغلاق شبه التامّ، ومن المتوقع أن يزيد هذا من عدد الفقراء في المنطقة بمقدار 8 ملايين شخص إضافي.
وترجّح اليونيسف أن يكون نصف هؤلاء الفقراء من الأطفال، وإن لم تقُم أنظمة وبرامج الحماية الاجتماعية الوطنية بدعم العائلات، فلن تجد هذه العائلات أمامها من خيار سوى اللجوء إلى عمالة الأطفال والزواج المبكر والتسرب من المدرسة من أجل البقاء على قيد الحياة.
ويرى شيبان أنه من الجيد أن هناك حالات قليلة جدا بين الأطفال، لكن من الواضح أن الجائحة تؤثر عليهم بشكل مباشر، إذ أصبحت العديد من العائلات في المنطقة أكثر فقراً بسبب فقدان الوظائف، خاصة الدخل من العمل اليومي.
وتكافح العائلات بسبب التدابير المتبعة لاحتواء هذه الجائحة لكي تؤمّن لقمة العيش، بالإضافة إلى التأثير النفسي الحتميّ على جميع أطفال المنطقة نتيجة التعرض للصدمة من جراء الإغلاق والتسكير ومنع التجول وعدم الذهاب إلى المدرسة وعدم ممارسة الرياضة أو اللعب في الهواء الطلق وعدم تمكّن الأطفال من لقاء أصدقائهم.