يحيى قلاش يكتب: الغزالي حرب وثقافة الاعتذار
اختلفت كثيرًا مع مواقف الدكتور أسامة الغزالي حرب، الداعمة “لأوهام السلام” مع الكيان الصهيونى، ووقفنا في خندقين مختلفين انحزت أنا لموقفي الداعم لقرارات الجمعية العمومية لحظر التطبيع النقابي والمهني والشخصي التي بدأت منذ عام ١٩٨٠وحتى آخر جمعية عمومية في مارس الماضي.
ووقف هو في خندقه يرفض وينتقد هذه القرارات التي يري “أنها خاطئة مهنيا وسياسيا ووطنيا وأن من حق أي مواطن الذهاب إلى إسرائيل”!
وبالأمس الأول أعلن الدكتور أسامة اعتذاره للشعب الفلسطينى عن موقفه السابق بعد أن شاهد المجازر والمحارق التي أرتكبها هذا الكيان العنصري الاستعماري بحق النساء والأطفال والمدارس والمساجد والكنائس والمستشفيات في غزة.
وبدون فلسفة أو تأويل أحيي هذا الموقف الشجاع للدكتور أسامة لأن ثقافة الاعتذار نادرة في قاموسنا خاصة بين المثقفين من المصريين والعرب، كما أن ثقافة قبول الاعتذار عندنا كذلك يشوبها التشويش والمزايدة.
قيمة اعتذار مثقف بحجم أسامة الغزالي لايجب أن نقلل من شأنها، لأنها في النهاية تصب في حقيقة سقوط التطبيع في ضمير الشعب المصري وادانته الأخلاقية قبل السياسية، وتؤكد أيضا علي حقائق هذا الصراع الوجودي مع الكيان الصهيونى الاستعماري العنصري الذي فيه يكونون أو نكون نحن.