“ولي في قطار تائه”.. دار إنسان تطرح مسرحية شعرية لسعيد نصر في معرض الكتاب
كتب- فارس فكري
تطرح دار إنسان للطباعة والنشر مسرحية شعرية للأديب سعيد نصر في معرض الكتاب في دورته الـ52، والذي ينطبق الأربعاء 30 يونيو الحالي، ويستمر حتى 15 يوليو المقبل.
تدور مسرحية “ولي في قطار تائه” لسعيد نصر، والتي قررت دار إنسان للطباعة والنشر طرحها في معرض القاهرة الدولي للكتاب، حول شخصية محورية لها إرادة فولاذية، على الرغم من أنها شخصية طاعنة في السن، تري وحدها أن الكون كله علي وشك الانهيار، وأنه يجب على الجميع معاونته بقلب صادق لإنقاذ الدنيا كلها من خطر الهلاك الذي صار وشيكًا، بسبب أفعال طائفة بعينها من البشر،وهكذا تتالى وتتوالى الأحداث، على مدار فصلي المسرحية، حتى يتم المراد، بفعل تعاون الأجيال وتلاقي إراداتها على هدف أسمي يتمثل في إنقاذ القرية الكونية.
وتتكون مسرحية نبي في قطار تائه من فصلين، وتتسم بحبكة درامية تضفي على أحداثها طابع الإثارة والتشويق من أولها إلى آخرها، ويغلب على لغتها الشعرية طابع البساطة، فهي لغة مفهومة وليس فيها أي تعقيدات، وتنهج نهج التفاعلية مع المتلقي لها ، بحيث تجعله منه شريكا أصيلًا في أحداثها وقضاياها، والتي تعالج أمورا كونية وفلسفية عميقة، سواء في الوجدان، أو علاقة الوجدان بالمكان والزمان.
وتحاكي مسرحية “ولي في قطار تائه” لسعيد نصر،السرديات الدينية ذات الدلالات الكبرى، وتأثير تلك الدلالات على نفسية الإنسان، ويتم ذلك من خلال ومضات شعرية خاطفة على لسان شخصياتها، دون إسهاب يشعر القاريء بالملل، ومن هذه السرديات ، على سبيل المثال الحصر، حوار سلام بطل المسرحية مع زوجته ليماء في ختام الفصل الأول، وهو الحوار الناجم في الأساس عن ظنها بأن زوجها يهرتل ويرهطق ويجدف، بسبب مرض نفسي قد يكون أصابه بسبب حرمانه من الإنجاب.
ويؤكد سعيد نصر أن مسرحية “ولي في قطار تائه” عالمية الزمان والمكان، وأنه تعمد ذلك عند كتابتها، لقناعته بأن ذلك يتناسب بشكل دقيق، مع عالمية الأفكار والقضايا التي تتناولها، كالإنسان والتاريخ والحرية والظلم والعدل، والنزعة إلى الإصلاح، في سياق الصراع الأبدي بين الخير والشر.
ويشير إلى أن المسرحية يتخللها إشارات رمزية تحمل دلالات وإسقاطات على قضايا مصيرية يعاني منها العالم الآن، وفي القلب منه مصر، وعلى رأس هذه القضايا قضية المياه، موضحًا أن ذلك كله يتم تقديمه من خلال ومضات شعرية على لسان بطل المسرحية وشخصيات أخري، دون الدخول في التفاصيل.
وتتسم المسرحية بأنها كونية على مستوى المكان والزمان، وتتمحور حول قيمة عليا يدافع عنها البطل ويؤمن بها كل من حوله، وتتمثل هذه القيمة العليا في إنقاذ الكون من خطر داهم، وكثيرا ما يفتخر كاتبها سعيد نصر بأنها مكتوبة بحبر القلب وقلم الروح، وليست مكتوبة على طريقة الشاعر الصنايعي ، وإن كان لاتنقصه ككاتب حرفية الصنعة.
ويقول سعيد نصر إن “ولي في قطار تائه” مسرحية شعرية مختلفة، قد تبدو لقارئها حال اطلاعه عليها ، كما لو كانت دفقة شعورية واحدة، ثارت بوجدان شاعر، وساحت في نوازع النفس البشرية، والقضايا الكونية، والمدركات الحياتية، ولم تهدأ ثورتها إلا في نهاية دورتها، أي في لحظة انسدال الستار على الأشخاص والأحداث، وهذا يضفي عليها طابع التشويق والتأثير الوجداني، ويجعلنا أمام حقيقة مفادها أن ما يُكتب بمداد القلب والروح، لايُقرأ إلا بذات الطريقة.
ويضيف، إن كتاب « ولي في قطار تائه»، مسرحية شعرية قابلة للتأويل، سواء في بعض أشخاصها أو في بعض أحداثها، وسواء في بعض أفكارها الظاهرة أو في أفكارها المستترة، وهذا يجعلها مسرحية كل الناس، وليست مسرحية كاتبها فقط، ويجعلها أيضا، وبفضل الرمزية التي تغلب عليها، بمثابة « نص حمال أوجه »، يحتك معه كل قارىء، بحسب قراءته للحياة ورؤيته للبشر وفكرته عن الكون والخير والشر، والحلم الكوني الذي يحلم به كل الطيبين في القرية الكونية.
ويكشف سعيد نصر أن مسرحية «ولي في قطار تائه» عمل أدبي يتفاعل مع تساؤلات عميقة وقضايا إنسانية كبرى، ويثير تساؤلات أكثر عمقًا، وقضايا أكبر حجمًا وأثرًا، وهذا ما يجعله عملًا يحاكي «القضية الكلية» ، أحيأنًا بالجزئية، وأحيانًا بالكلية.وتدور فكرة مسرحية نبي في قطار تائه حول مستقبل العالم المعيش كما يتوقعه ويتنبأ به بطلها “سلام”، حيث يرى أن الدنيا التي بناها الله سبحانه وتعالى في ستة أيام بحكمته وقدرته، سيدمرها الإنسان في ست دقائق أو ست ثوان بسبب حماقته وعنجهيته، وصراع البشر المستقبلي علي “قطرات مياه”، و”حفنة دراهم”.