وزير الحرب الإسرائيلي: عملية رفح ستستمر حتى يتم التوصل إلى صفقة لإطلاق سراح الرهائن
وكالات
قال وزير الحرب الإسرائيلي يوآف جالانت إن الاجتياح العسكري في رفح لن تتوقف حتى يتم القضاء على حماس أو التوصل إلى صفقة لإطلاق سراح الرهائن من قطاع غزة”.
وأثناء زيارته للقوات على الجزء الجنوبي من حدود غزة، ذكر وزير الدفاع يوآف جالانت بأن “العملية في رفح لن تتوقف حتى يتم القضاء على حماس في المنطقة أو إطلاق سراح الرهائن والتوصل إلى اتفاق”.
وأوضح: “أمرت بالأمس قوات الجيش الإسرائيلي بالدخول إلى منطقة رفح، والسيطرة على المعبر وتنفيذ مهامها”، مضيفا أن “هذه العملية ستستمر حتى نقضي على حماس أو حتى يعود أول أسير إلى إسرائيل”.
وأضاف: “نحن مستعدون لتقديم تنازلات من أجل إطلاق سراح الرهائن، ولكن إذا لم يكن هذا الخيار متاحا، فسنقوم بتعميق العملية، وسيحدث هذا في جميع أنحاء القطاع، في الجنوب، في الوسط وفي الشمال، لذلك سنكثف عملنا، والضغط العسكري سيؤدي إلى سحق حماس”.
هذا وتوغلت الدبابات والقوات الإسرائيلية في مدينة رفح فجر الثلاثاء بعد أن أعلنت تل أبيب أن عرض الهدنة الذي قدمته حماس لا يلبي مطالبها، مؤكدة مضيها بالهجوم الذي هددت به منذ فترة طويلة، وفي وقت سابق حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أن اجتياحا إسرائيليا لمدينة رفح سيكون أمرا “لا يحتمل”.
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن سيطرته الكاملة على معبر رفح من الجانب الفلسطيني، واستكمال عملياته العسكرية في المنطقة المحاذية للحدود المصرية مع قطاع غزة.
وتوالت المواقف الدولية والإقليمية المنددة بالهجوم الإسرائيلي على رفح، والمحذرة من تفاقم الوضع الإنساني في قطاع غزة الذي يعاني أزمة غير مسبوقة بسبب العدوان والحصار الإسرائيليين على القطاع منذ أكثر من 7 أشهر.
وزارة الخارجية المصرية دانت العدوان الإسرائيلي على مدينة رفح، مؤكّدةً أنّ هذا التصعيد الخطير يهدد حياة أكثر من مليون فلسطيني، وحذّرت من أن العملية الإسرائيلية في رفح تهدد مصير الجهود المضنية المبذولة للتوصل إلى هدنة مستدامة.
وقال عضو المكتب السياسي لحركة “حماس” عزت الرشق إن “أي عدوان عسكري على رفح سيفشل مسار المفاوضات”، مؤكدا أن “أي عملية عسكرية في رفح ستضع المفاوضات في مهب الريح، وهي لن تكون نزهة لجيش العدو”.
كما أكدت حركة “حماس” في بيان لها أن “الخطوات التي يتخذها الجيش الإسرائيلي للهجوم على مدينة رفح المكتظة بقرابة المليون ونصف المليون من المواطنين والنازحين، وإنذاره السكان بإخلاء المناطق الشرقية منها، وسط قصف جوي ومدفعي متواصل، هو جريمة تؤكد إصرار حكومة نتنياهو على المضي في حرب الإبادة ضد الفلسطينيين، مدفوعا بحساباته السياسية المرتكزة على التهرُّب من استحقاقات أي اتفاق ينهي العدوان، دون اكتراث للكارثة الإنسانية المتواصلة في القطاع، أو لمصير أسرى العدو في غزة”.
وتوعدت “كتائب القسام” الجناح العسكري لحركة حماس مساء يوم الاثنين القوات الإسرائيلية لاتخاذها قرارا باقتحام مدينة رفح جنوب غزة، وقالت “كتائب القسام” في بيان مقتضب “اخترتم اقتحام رفح.. لن تمروا”، كما نشرت صورة لعناصرها وهم يواجهون الجيش الإسرائيلي ويدمرون آلياته.
وحذر نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردنى أيمن الصفدى ورئيس مجلس الوزراء وزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثانى، من أى هجوم على رفح جنوبى قطاع غزة، مطالبين بوقف فورى ودائم لإطلاق النار، مشددين على ضرورة تحرك المجتمع الدولي بشكل فاعل لمنع أي هجوم في رفح الفلسطينية.
وأدان المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، بشدة هجوم كيان الاحتلال الإسرائيلي على منطقة رفح الحدودية جنوب قطاع غزة.
وذكر أن الهجوم على هذه المنطقة، رغم كل التحذيرات الدولية والمعارضة الشديدة من المجتمع الدولي، يظهر جشع كيان الاحتلال الذي لا يلتزم بأي أعراف دولية.
وأكد أنّ “الهجوم على رفح يهدف إلى إفشال الجهود الدولية لوقف الحرب وإنهاء الإبادة الجماعية في غزة”، مشدداً على أنّ “مفتاح السلام والأمن في المنطقة هو الوقف الفوري وغير المشروط للحرب ضد الشعب الفلسطيني”.
وحضّت الصين الاحتلال الإسرائيلي على وقف الهجوم على رفح وتجنب كارثة إنسانية، بعدما اقتحمت دبابات الاحتلال مرافق معبر رفح البري من الجانب الفلسطيني، ما أدّى إلى توقف حركة المسافرين ودخول المساعدات بشكلٍ كامل إلى قطاع غزة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية لين جيان: “الصين تدعو إسرائيل إلى الاستجابة لمطالب المجتمع الدولي، ووقف مهاجمة رفح، وبذل كل ما في وسعها لتجنب كارثة إنسانية أكثر خطورة في قطاع غزة”.
في غضون ذلك، شدّد الرئيس الصيني شي جين بينغ ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون على ضرورة التوصل إلى وقف فوري ومستدام لإطلاق النار في غزة، ودعا إلى الفتح الفعال لجميع الممرات والمعابر الحدودية اللازمة لتوصيل المساعدات الإنسانية بشكلٍ سريع وآمن ومستدام ودون عوائق إلى القطاع.
بدورها، أعربت جمهورية جنوب إفريقيا عن شعورها بـ “الدهشة” من الأمر الذي أصدرته إسرائيل بإخلاء مدينة رفح جنوب قطاع غزة بالقوة المفرطة، تمهيدا لاجتياحها برا.
جاء ذلك في بيان صادر الثلاثاء، عن وزارة العلاقات الدولية والتعاون في جنوب إفريقيا التي سبق أن رفعت دعوى إبادة جماعية ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية.
وأضاف البيان أن حكومة جنوب إفريقيا تشعر بـ “انزعاج عميق” إزاء التطورات في قطاع غزة، وتابع: “نشعر بالرعب والدهشة من إعلان إسرائيل ضرورة إخلاء رفح فورا عبر القوة المفرطة في ذلك”.
البيان أوضح أن الخطوة الإسرائيلية هذه “تهدف إلى تهجير الفلسطينيين في غزة، في مشهد يتناقض مع القانون الدولي”، وأكد على أنه لا يمكن تبرير هذا الأمر بأي ضرورة عسكرية.
وشدد على أن رفح باتت بمثابة “مأوى مؤقت” للفلسطينيين بعد الحرب الإسرائيلية على القطاع، وحرمانهم من الخدمات الغذائية والطبية، وحذّر من أن “الهجوم العسكري على رفح سيدمر آخر ملجأ للناجين من غزة”.
وفي هذا السياق، علّق مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل على هجوم الاحتلال على رفح قائلاً: “لا يوجد مكان آمن في قطاع غزة، ونحن على مشارف أزمة إنسانية كبرى”.
وأضاف بوريل: “إسرائيل تواصل الحرب رغم دعوتنا مع واشنطن لنتنياهو بعدم اجتياح رفح”، داعياً الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي إلى “التحرك من أجل منع الهجوم البري على رفح”.