وداعًا ماجدة صالح.. الموت يُغيب أول راقصه بالية مصرية: كرمها عبد الناصر واعتزلت منذ 30 عامًا وشاركت في بطولة فيلم سينمائي
كتبت: ليلى فريد وصحف
غيب الموت ماجدة صالح، أول لاعبة باليه مصرية وعربية، ونعت وزارة الثقافة أول باليرينا مصرية وأول مديرة لدار الأوبرا المصرية.
واشتهرت ماجدة بأداء دور جيزيل الذي قدمته على خشبة مسرح البولشوي الشهير في موسكو، كما قدمته أيضا على مسرح دار الأوبرا المصرية.
ونالت ماجدة وسام الاستحقاق من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، كما شغلت منصب عمادة المعهد العالي للباليه بعد أن باشرت التدريس فيه.
فمن هي ماجدة صالح؟
ولدت ماجدة لأب مصري وأم اسكتلندية، وكان الأب يدرس علوم الزراعة في اسكتلندا حيث تعرّف على والدة ماجدة قبل أن يعود إلى مصر ويتدرج في المناصب الأكاديمية حتى شغل منصب نائب رئيس الجامعة الأمريكية.
وبدأت ماجدة تتعلم فن الباليه في سن مبكرة، حيث التحقت بالكونسرفتوار في الإسكندرية، والذي كان يضمّ قِسما للباليه يشرف عليه معلمون من الأكاديمية الملكية البريطانية.
وفي المعهد العالي للباليه في مصر، أكملت ماجدة تعليمها، لتحصل في عام 1963 -مع أربع زميلات لها- على منحة دراسية في موسكو بأكاديمية البولشوي حيث أُطلق عليهن لقب “بولشوي فايف”.
وفي عام 1965، انتهت ماجدة من المنحة وعادت إلى مصر، لتحترف الباليه، والذي انتعش كفنٍّ في مصر مبكرا، لا سيما في حقبتي الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي.
وفي عام 1966، شاركت ماجدة في أول عرض باليه مصري، والذي كان يحمل اسم “نافورة بختشي سراي” في دار الأوبرا المصرية بالقاهرة.
ويحكي باليه “نافورة بختشي سراي”، الذي وضعه المؤلف الروسي بوريس أسافييف في عام 1934، حكاية أميرة بولندية اختطفها سلطان شمال البنغال تاتار خان. وقد أحب الجمهور هذا العرض الذي حضره عبد الناصر ومنح أبطاله وسام الاستحاق.
وفي حوار مع النيويورك تايمز، قالت ماجدة إنها اعتزت كثيرا بثناء رجل مصري بسيط من أسوان على أدائها، قائلة: “كان هناك إصرار على أن المصريين لن يقبلوا فكرة الباليه في مصر… لكننا كنا على صواب”.
بعد ذلك توالت عروض الباليه، ثم كانت الذروة الفنية لماجدة صالح حين قدمت دور جيزيل على مسرح البولشوي في عام 1972، ويعدّ أفضل أداء لها كباليرينا، كما كان الأخير على حد قولها.
وكانت ماجدة حينذاك تعاني بالفعل مشكلات في عضلات جسمها.
ومن الولايات المتحدة، حصلت ماجدة على درجة الماجستير في الرقص الحديث من جامعة كاليفورنيا، ثم على الدكتوراة من جامعة نيويورك.
وتزوجت ماجدة من عالم المصريات في معهد نيويورك للفنون الجميلة جاك جوزفسون.
وفي عام 1993، اعتزلت ماجدة الرقص رسميا بسبب مشكلة صحية في ظهرها، وذلك بعد أن قدّمت عروضا على خشبة مسرح البولشوي، وعلى خشبة مسرح قصر المؤتمرات في الكرملين، وغيرها من المسارح العالمية على مدى تاريخها.
مشاركات سينمائية
في عام 1971، شاركت ماجدة صالح في فيلم “ابنتي العزيزة” إذ جسدت دور ليلى طالبة ورقصة الباليه. وفي عام 2016، شاركت في الفيلم الوثائقي “هامش في تاريخ الباليه”، بشخصيتها الحقيقة كراوية لتاريخ الباليه في مصر.