وداعًا د. حازم حسني.. الموت يُغيب أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة.. وهذه أبرز المحطات في حياته
كتب: عبد الرحمن بدر
غيب الموت، الأحد، الدكتور حازم حسني، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، ونعها محامون ونشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدين أن مصر فقدت قامة وطنية كبيرة.
يذكر أن حازم حسني (70 عاما)، هو أكاديمي بارز بجامعة القاهرة وأستاذ في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، وكان متحدثا باسم الفريق سامي عنان، رئيس أركان الجيش المصري، عندما أعلن الترشح للانتخابات الرئاسية 2018 في مواجهة الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، قبل أن يتم استبعاده من كشوف الناخبين واحتجازه قرابة عامين.
وكانت نيابة أمن الدولة العليا قررت إخلاء سبيل الدكتور حازم حسني أستاذ العلوم السياسية، فى اتهامه بالقضية التي تحمل الرقم 855 لسنة 2020 حصر أمن دولة عليا، على ألا يغادر منزله.
وذكر المحامي خالد علي عضو فريق الدفاع عن المتهم، أن النيابة قررت استبدال أمر قضائي بعدم مغادرة حازم لمنزله، بالحبس الاحتياطي.
وواجه حسني فى القضية اتهاما بمشاركة جماعة إرهابية فى تحقيق أهدافها، وذلك عقب إعلان مشاركته في حملة الفريق سامي عنان، حين أعلن ترشحه للرئاسة منذ عدة سنوات.
يذكر أن هذه القضية هي الثانية التي يتهم فيها حسني، حيث سبق اتهامه في القضية التي تحمل الرقم 488 على خلفية اتهامه بمشاركة جماعة إرهابية فى تحقيق أهدافها ونشر أخبار كاذبة.
وفي وقت سابق نشر حسني استقالته التي لم يتلق ردا عليها، ولو هاتفيا حتى الآن، مؤكدا أنه نشرها للتأكيد على ما جاء فيها، وحتى لا يكون ثمة حديث مستقبلا عن عدم وصول الرسالة للمرسل إليه، وفق تعبيره.
ووصف حسني نهاية رحلته في جامعة القاهرة بالحزينة، مؤكدا أن نشره للاستقالة جاء درءا لما قد تسعى له الجامعة من اتخاذ إجراءات إدارية بحقه.
ومنذ سبتمبر 2019، أوقفت السلطات حسني، على ذمة التحقيق معه في تهم نفى صحتها، بينها “مشاركة جماعة إرهابية مع العلم والترويج لأغراضها، وإساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لنشر الشائعات، ونشر وبث أخبار وبيانات كاذبة”.
وقال حسني في نص الاستقالة إنه كان ينتظر بيانا يدافع عنه، وأن تنتدب الجامعة أحد أساتذة كلية الحقوق للحضور معه أمام النيابة، موضحا أن ذلك لم يكن ليغير من مسارات الأحداث شيئا؛ إلا أنه كان سيشعره بالانتماء المؤسسي كما كان سيشعر النيابة بأن جامعة القاهرة حريصة على استجلاء وجه الحقيقة في الاتهامات الخطيرة الموجهة إليه.
وأضاف “لم أكن أنتظر من الجامعة أن تخوض إلى جانبي معركتي السياسية، وإنما كنت أنتظر منها فقط أن تخوض معركتها هي، وأعني بها معركة الحقيقة التي لم تنشأ الجامعة إلا لتخوضها”.
واعتبر نشطاء أن باستقالة حسني، خسرت جامعة القاهرة قامة اقتصادية ومفكرا وسياسيا علم أجيال عدة.
وكان آخر ما كتبه حسني في صفحته على (فيس بوك): “لا أملك أمام هذا الخبر السعيد إلا أن أشارك الأستاذ خالد على فرحته بزواجه من عروسه التى اختارها واختارته … هذا الرجل النبيل لم يتخل عنى لحظة واحدة فى محنتى منذ يوم اعتقالى، وحتى بعد الإفراج عنى إلى أن استقرت أمورى بإنهاء التدابير الاحترازية التى صاحبت قرار إخلاء سبيلى بتحديد إقامتى … سعدت جداً بهذا الخبر، فمن النادر هذه الأيام أن نصادف أخباراً سعيدة … ألف ألف مبروك يا صديقى، وربنا يوفقك فى كل رحلة الحياة”.