وداعًا “النبيلة” أمينة رشيد.. حفيدة إسماعيل صدقي التي انضمت للشيوعية ودافعت عن فلسطين وطالبت باستقلال الجامعات وحبسها السادات
بثينة كامل: صلاة الجنازة ظهر السبت في مسجد السيدة نفيسة والدفنة بمدافن الإمام الشافعي
كتب: عبد الرحمن بدر
بعد رحلة حافلة بالعطاء والإبداع، غيب الموت الناقدة أمينة رشيد، أستاذة الأدب الفرنسي بجامعة القاهرة، وأرملة الناقد الأدبي الراحل الدكتور سيد البحراوي.
ولدت أمينة رشيد عام 1938 في عائلة أرستقراطية، حيث كان جدها إسماعيل صدقي باشا، رئيس وزراء مصر لمرتين خلال الثلاثينيات والأربعينيات، ورغم نشأتها في أسرة غنية إى أنها قررت الانضمام إلى أحد الأحزاب الشيوعية التي كانت تقف موقفاً مناوئاً من سياسات جدها.
وقالت الإعلامية بثينة كامل إن صلاة الجنازة اليوم السبت، ظهرًا في مسجد السيدة نفيسة والدفنة في مدافن الإمام الشافعي، شارع الطحاوية، مدافن صدقي باشا.
درست أمينة رشيد في قسم اللغة الفرنسية بكلية الآداب جامعة القاهرة وتخرجت عام 1958، ثم نالت سنة 1962 بعثة للحصول علي درجة الدكتوراه من جامعة السوربون، وعملت بين سنتي 1970 و1978 باحثة في المركز القومي للبحث العلمي.
وللناقدة الراحلة العديد من الدراسات في الأدب المقارن ونشأة الرواية العربية، فضلاً عن ترجمات في الرواية والنقد من اللغة الفرنسية.
وصدر لها قصة الأدب الفرنسي. تشظى الزمن في الرواية الحديثة، الأدب المقارن والدراسات المعاصرة لنظرية الأدب، ولها في مجال الترجمة: الأيديولوجيا وثائق في الأصول، ميشيل فاديه ترجمة أمينة رشيد وسيد البحراوي. المكان، رواية، آني إرنو، ترجمة أمينة رشيد وسيد البحراوي. الأشياء، رواية، جورج بيريك ترجمة أمينة رشيد وسيد البحراوي. النقد الاجتماعي نحو علم اجتماع للنص الأدبي، بيير زيما، ترجمة عايدة لطفي، مراجعة أمينة رشيد وسيد بحراوي.
تعرضت أمينة رشيد للاعتقال في أحداث سبتمبر، حين شن الرئيس السابق أنور السادات حملة اعتقالات واسعة في صفوف النشطاء والمعارضين لاتفاقية كامب ديفيد.
وعن تجربة السجن، قالت أمينة إنها عمقت علاقتها بزميلات الزنزانة لطيفة الزيات وصافيناز كاظم.
وتابعت: “ساعدتني كل منهما على تجاوز عدم الثقة في الذات، ثم استكملت تجربة الانتماء التي كانت صعبة، ومؤلمة. بعدما كنت شخصاً هجيناً (…) شعرت لأول مرة في السجن أنني مصرية عربية، أعيش تجاربنا بكل أبعادها وأنتمي لهذا المجتمع بكل مشاكله وصعوباته”.
وبعد خروجها من السجن انضمت إلى المجموعة المصرية لمواجهة العولمة، وجماعة 9 مارس لاستقلال الجامعة.
وشاركت الناقدة المعروفة في دعم مقاومة الشعب الفلسطيني، وفي تأسيس لجنة الدفاع عن الثقافة القومية والمجموعة المصرية لمناهضة العولمة، وقدمت الراحلة عطائها الأكاديمي كأستاذة للأدب المقارن في كلية الآداب بجامعة القاهرة.
الدكتور حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية علق قائلا: “رحلت عن عالمنا أستاذة جامعية قديرة وشخصية عامة على خلق عظيم هي الاستاذة الدكتورة أمينة رشيد، أستاذة الأدب الفرنسي في جامعة القاهرة، وحرم الصديق المرحوم الدكتور سيد البحراوي. خالص عزاءي لاسرتها الكريمة ولكل زملائها ومحبيها ونسأل الله أن يتغمدها بواسع رحمته وأن يسكنها فسيح جناته”.
الدكتور عماد أبو غازي، وزير الثقافة الأسبق، نعى أمينة قائلا: “لروحك السلام يا أمينة، أمينة رشيد إنسانة صاحبة مبدأ ظلت مخلصة لقضايا الوطن والعدالة الاجتماعية والحرية والتقدم طوال رحلتها، ظلت محافظة على القيم الجامعية مدافعة عن استقلال الجامعة وعن الحريات الأكاديمية، على المستوى الشخصي الفقد مؤلم، عرفت أمينة من ٤١ سنة كانت دائمًا السند في كل الظروف الصعبة”.
ونعتها الإعلامية بثية كامل بقولها: في الأيام الأخيرة وفي ظل مرضها كانت تستعين دائما بذكائها العقلي والعاطفي.
وأضافت: كلماتها المؤثرة في زياراتي لها آخر سنتين “أنا كويسة بس زمان كنت مهمومة بقضايا كبري دلوقتي مش قادرة، تجربة السجن لم تزعجني البتة “.
وتابعت بثينة: “فلترقدي في سلام ياحبيبتي..رحيلك يقتطع جزءا مهمًا في مسيرتي، كنت محظوظة وكل من اقترب منك ومن تقاسمت معه علمك الوفير وإلى لقاء ياحبيبتي”.
وقالت الكاتبة الصحفية رشا عزب: “إلى روح الكاتبة والمترجمة الدكتورة أمينة رشيد، من فتحت الأبواب وتركت خلفها كل هذا الجمال من الكتابة والكلام عن الكتابة”.