والد طبيبة أسوان الشابة التي ماتت بين المرضى: كانت العائل الوحيد لنا ورحيلها فاجعة والحزن نصب خيمته في قلبي
والد صابرين عادل: زميلها حصل له ظرف طارئ فعملت بدلا منه قبل رحيلها بعد تعب مفاجئ.. ولا نعرف سبب الوفاة
والدها: كانت تعالج أهلها بالمجان.. وحين رأت سيدة فقيرة بالمستشفى أصرت على الكشف عليها في غير أوقات العمل
كتب: عبد الرحمن بدر
قال عادل نقد، والد الدكتورة صابرين عادل، طبيبة أسوان التي رحلت بين المرضى في مستشفى الدمرادش، إن رحيل ابنته فاجعة جعلت الحزن ينصب خيمته في قلبة.
وأضاف والد الطبيبة لـ(درب)، أن ابنته كانت العائل الوحيد لأسرته في قرية بلانة بمركز نصر النوبة، وأنها كانت متكفلة بكل ما يحتاجه البيت من مصاريف واحتياجات، وأنها الابنة الكبرى ولديه 3 بنات أخريات وولد.
وتابع والد صابرين أنه لا يعرف حتى الآن سبب وفاة ابنتي، وما إذا كان كورونا أم لا، وأنه عرف أنها تعبت يومين ثم تدهورت حالتها سريًعا إلى أن ماتت.
ويواصل والدها: “أول ما سمعت الخبر جبت تذكرتين لي ولأمها، وكنت بتصل باستمرار بزملائها وفي المرة الرابعة قالوا لي البقية في حياتك”.
وعن صفات ابنته يقول عادل نقد: “طول عمرها متفوقة، هي أول بنت في بلانة تدخل طب، وكان الجميع ينظر لها بفخر واحترام، وكانت بتعالج الناس من غير فلوس، وشايلة جميل ناسها فوق رأسها، وفي مرة كانت بتخلص حاجة في المسشتفى في غير مواعيد الشغل لقيت ست بسيطة من غير مرافق، جريت عليها وعملتلها المطلوب من غير حتى ما تعرف اسمها”.
ويضيف: “كانت ناوية تنزل إجازة، ولما عرفت إن زميلها عنده ظرف طارئ أصرت إنها تشيل الشغل بدل منه، وبسرعة تعبت وانتلقت إلى رحمة الله”.
وعن آخر تواصل معها يقول والدها: “بعد ما تعبت اتصلت بي وقالت لي أنا تعبانة، ودعيت لها، وآخر كلماتها كانت اللهم ردني إليك ردًا جميلا”.
وفي وقت سابق خرج أهالي قرية بلانة بأسوان لتشييع الطبيبة الشابة صابرين عادل أول فتاة بالقرية تدخل كلية الطب.
وقال أحد زملاء الطبيبة- فضل عدم ذكر اسمه، إن “صابرين فتاة نوبية تفوقت على كل قريناتها وأصبحت أول فتاة بالقرية تدخل كلية الطب، وكانت تعمل مدرس مساعد أمراض الكبد وتستعد لمناقشة الدكتوراه”.
وأضاف الطبيب الذي يعمل بمستشفيات وزارة الصحة لـ”درب”: “كل القرية ساهمت في تعليمها، كانت قصة كفاح أعطت أمل لبقية البنات في القرية، وهو الأمر الذي جعلها تحرص على أن ترد الجميل لأهلها وخدمة كل من يحتاج لعلاج حين تنزل للقرية أو حين يأتي أي منهم للعلاج بالقاهرة”.
وتابع: “عندنا مشكلة الآن في إثبات سبب الوفاة وأنها كانت وفاة عمل، لأنها رحلت بعد يومين من تعبها المفاجئ، وأن هناك شكوك في إصابتها بكورونا، ولم يتم عمل أشعة أو مسحة لها، ونريد ألا يضيع حقها، خاصة وأن أسرتها فقيرة وهي التي كانت تساعد في الإنفاق على أسرتها.
وقال زميل صابرين إن هناك قلة في عدد المسحات التي يتم عملها للفريق الطبي، مما يصعب أحيانًا إثبات سبب الوفاة لبعض أعضاء الفريق الطبي الراحلين بكورونا.
وأكد أن الأطباء يهاجرون لقلة الإمكانيات، وضعف المقابل المادي، مطالبًا بتحسين المنظومة الصحية، وحل مشاكل الفريق الطبي.
بدورها تقول الدكتورة منى مينا، وكيلة نقابة الأطباء السابقة: “رحم الله د.صابرين بواسع رحمته، بنت القرية النوبية البسيطة من عمق صعيد مصر التي تفوقت فدخلت الطب، ثم تفوقت في الطب وأصبحت مدرس مساعد جهاز هضمي في طب الدمرداش”.
وتابعت: “اشتكت من إسهال وإجهاد لمده يوم أو يومين ولم تهتم للأسف بعمل مسحة، وبعد يوم اشتكت فجأة بضيق في التنفس تطور سريعا لما شخص بجلطة في الشريان الرئوي، حاول زملاؤها إنقاذها ولم يستطيعوا”.
وأضات منى: “طبعا الاشتباء في الإصابة بالفيروس القاتل قائم ولكن لا يوجد دليل واضح، لمثل هذه الحالات أقرت CDC عمل المسحة وتحليل PCR بعد الوفاة للتشخيص الدقيق”.
واختتمت منى مينا:”أرجو زملائي الأطباء لا تتخلوا عن عمل المسحات مبكرا لزملائكم للتشخيص الدقيق لزملائكم والعلاج المبكر، وحتى لو سبقنا الموت ..لا تتخلوا عن عمل المسحة بعد الوفاة”.
يذكر أن تقديم إثبات الوفاة بكورونا للأطباء شرط الحصول على معاش إصابة عمل لأسرة المتوفي، وطالبت نقابة الأطباء في وقت سبق بإقرار معاش طبيب لأسر أعضائها الراحلين بالفيروس القاتل.
وبحسب الأقام التي أعلنتها النقابة بلغ عدد الأطباء الراحلين بالفيروس لـ368 طبيبًا حتى الآن، بالإضافة لإصابة آلاف الأطباء بكورونا.