هشام فؤاد يطالب بالإفراج عن أحمد دومة: يناشدنا من محبسه أن نضغط لنمنحه فرصة أخرى للحياة
فؤاد: الحزن الذي غمر الآلاف عقب وفاة الصحفي محمد أبو الغيط دفعني للتساؤل بجدية كيف نحول طاقة الحزن والغضب الجبارة قبل أن تتبدد إلى حركة لإنقاذ أحبائنا من براثن المجهول
سنوات حبس دومة جعلت جسده الضئيل يئن من الألم.. تقريبا مفيش مكان لا يشكو منه ويحاول أن يتخطى آلامه بالكتابة والشعر
هل نستطيع حتى أن نتخيل أن شابا يمضي عشر سنوات من عمره محروما من الحرية داخل أربع جدران بيتخانق حرفيا عشان يحصل على أتفه الأشياء مثل فتح أو إغلاق النور
كتب- درب
أعرب الكاتب الصحفي هشام فؤاد، عن آماله في الإفراج عن الناشط السياسي والشاعر أحمد دومة، الذي قال إنه «يناشدنا من محبسه أن نضغط لنمنحه فرصة أخرى للحياة»، لافتا إلى أن الحزن الذي غمر الآلاف عقب وفاة الصحفي محمد أبو الغيط، دفعته للتساؤل بجدية كيف نحول طاقة الحزن والغضب الجبارة قبل أن تتبدد إلى حركة لإنقاذ أحبائنا من براثن المجهول.
وكتب فؤاد عبر حسابه على موقع «فيسبوك»، الثلاثاء: «كل هذا الحزن الذي غمر الآلاف من محبي الإنسان والصحفي النابه محمد أبو الغيط، الذي عاش ومات ودفن في المنفى.. يدفعني للتساؤل بجدية كيف نحول طاقة الحزن والغضب الجبارة قبل أن تتبدد إلى حركة لإنقاذ أحبائنا من براثن المجهول».
وأضاف: «أبو الغيط نفسه قبل رحيله المؤلم تمنى إطلاق سراح والد زوجته الدكتور السيد حسن شهاب الذي تجاوز السبعين عاما والمحبوس منذ عام ٢٠١٣ عله يعود إلى طاولة العائلة فيخفف من أحزان الزوجة والابن».
وتابع: «هنا لا يمكن أن انسى رفيق المزرعة أحمد دومة الذي لم يتخط هو ايضا مثل أبو الغيط عامه الرابع والثلاثين ..والذي دخل عامه العاشر في الحبس منذ أيام في قضية هزلية لا هدف منها سوى التنكيل بثوار يناير. فدومة السياسي والشاعر مرهف الحس يناشدنا من محبسه أن نضغط لنمنحه فرصة أخرى للحياة».
وقال فؤاد: «أتذكر أني عاتبته مرة على سرعة انفعاله الذي يحوله من ضحية إلى جاني.. فابتسم قائلا تعرضت لضغوط عنيفة ومتنوعة خلال سنوات الحبس فبت عند أي شجار وبمجرد أن يلمسني أحد أشعر أني سأتعرض لضرب مبرح واتأهب للدفاع عن نفسي».
وأشار إلى أنه «ليس خافيا على أحد منا أن سنوات حبس دومة جعلت جسده الضئيل يئن من الألم، تقريبا مفيش مكان لا يشكو منه، فكانت أدوية القلب والعظام والمفاصل والجيوب الانفية والمعدة لا تفارقه إلى جانب الأزمات النفسية التي لا تجد من يعالجها داخل السجن».
وأضاف: دومة يحاول أن يتخطى آلامه بالكتابة والشعر، وكأبي الغيط يصدر قبل يومين كتابا جديدا تحت عنوان دال “سردية سبقت صاحبها للحرية”، ولكن إلى متى يستطيع أن يتحمل كل هذه الضغوط.
وتابع: «فهل نستطيع حتى أن نتخيل أن شابا يمضي عشر سنوات من عمره محروما من الحرية داخل أربع جدران بيتخانق حرفيا عشان يحصل على أتفه الأشياء مثل فتح أو إغلاق النور».
وواصل: «ويا ترى في كام دومة يستصرخنا أن نتحرك قبل أن يذهب بدوره إلى الضوء. أو كما عبر دومة شخصيا بكلماته الجميلة: افر إلى المدى وإلى الجنون… اطارد حلمي الساذج… كأي فراشة والنور… وأعرف أنه حتفي… ولكن هكذا نفسي، تعانق ميتة الضوء، وتلعن عيشة العتمة».
وختم فؤاد منشوره قائلا: «الحرية للدكتور السيد حسن شهاب، حرية دومة حقه، الحرية للمعتقلين».
واتم الناشط السياسي والشاعر أحمد دومة 9 سنوات في السجن ولا زال قابع خلف أسواره، منذ القبض عليه في 3 ديسمبر عام 2013، وحبسه منذ ذلك الوقت وصدور أحكاما بالسجن في حقه.
ومع بداية عامه العاشر في السجن تعالت الأصوات المطالبة بالإفراج عن الناشط والمدون الشاب ضمن قرارات العفو الرئاسي، لافتة إلى أن دومة “يستحق فرصة لاسترداد حريته وحياته”.
ويعد دومه، أكثر شباب يناير الذين دفعوا الثمن من عمرهم لتحقيق أحلام ثورة 25 يناير؛ ففي يناير من العام 2012 جرى القبض عليه على خلفية أحداث مجلس الوزراء، التي اندلعت يوم 16 ديسمبر 2011، إبان فترة حكم المجلس العسكري، على خلفية اعتصام خارج مبنى رئاسة الوزراء جاء حينها اعتراضا على تعيين كمال الجنزوري رئيسا للوزراء.
ووفقا لتقارير صحفية، بدأت الاشتباكات بعد أن اعتدى عناصر من الأمن على أحد المتظاهرين بعد دخوله مبنى رئاسة الوزراء. وأشارت التقارير إلى أن المتظاهر كان قد دخل لاسترجاع كرة قدم كان المعتصمون يلعبون بها لقضاء وقتهم.
وبينما اتهم المتظاهرون حينها القوات الأمنية بالمبادرة بالاعتداء عليهم، اتهمت جهات التحقيق المتظاهرين بالضلوع في حرق مبنى المجمع العلمي المصري القريب من المكان ومقاومة السلطات وإتلاف المباني والمنشآت العامة. وكانت أغلب مواجهات المتظاهرين مع أفراد من قوات الجيش.
لكن جرى إطلاق سراح دومة لاحقا إلى أن جرى القبض عليه في مايو 2013. وصدر في يونيو من العام ذاته حكما بسجن الناشط والشاعر الشاب مجددا بتهمة إهانة الرئيس السابق محمد مرسي.
وبعد الإطاحة بحكم الإخوان المسلمين في يوليو من العام 2013، جرى الإفراج عن دومة، لكنه لم يمكث كثيرا خارج أسوار السجن، حيث تم القبض عليه في 3 ديسمبر 2013 على خلفية وجوده قبل ذلك في محيط محكمة عابدين أثناء مظاهرة مناهضة لقانون التظاهر.
وفي ديسمبر 2014 صدر حكما ضد دومة بالسجن 3 سنوات والخضوع للمراقبة الشرطية 3 سنوات أخرى.
وقبل انقضاء مدة الحكم، بدأ القضاء النظر في قضية أحداث مجلس الوزراء، حيث قضت محكمة جنايات القاهرة والمنعقدة بمعهد أمناء الشرطة بطرة، فبراير 2015، بالسجن المؤبد على الناشط والشاعر أحمد دومة الغرامة 17 مليون جنيه قبل أن يطعن دومة على الحكم.
وبعد إعادة المحاكمة أمام دائرة جديدة، قضت المحكمة في يناير 2019 بسجن دومة 15 سنة وتغريمه 6 ملايين جنيه. وفي يوليو من العام 2020 أيدت محكمة النقض الحكم الصادر بحق الشاعر الشاب.
وتدهورت الحالة الصحية لدومة خلال السنوات الماضية بشكل مطرد بسبب حبسه في زنزانة انفرادية لسنوات، بحسب أسرته التي تقول إنه يعاني عدة أمراض من بينها تآكل في مفصلي الركبة، التهاب مزمن بالأعصاب، انزلاق والتواء بفقرات الظهر والرقبة، اكتئاب ونوبات قلق حادة، خشونة في مفصل الكتف، اضطراب في النبض واضطراب في ضغط الدم إضافة إلى مشاكل صحية أخرى.
وتطالب منظمات محلية ودولية بالإفراج الفوري عن أحمد دومة، منها منظمة العفو الدولية، التي جددت في نوفمبر الماضي مطالبتها بالإفراج الفوري عن الناشط أحمد دومة والكاتب الصحفي توفيق غانم، وجميع سجناء الرأي في مصر، تزامنا مع قمة المناخ التي عُقدت في مدينة شرم الشيخ.