هاني رسلان حول مفاوضات سد النهضة: علينا معرفة حقيقة موقف أمريكا والسودان.. وأديس أبابا تتعنت
كتب- حسين حسنين
ذكر الدكتور هاني رسلان، رئيس وحدة دراسات السودان ودول حوض النيل بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، ملاحظاته على مفاوضات واشنطن حول سد النهضة وموقف إثيوبيا منها.
وتساءل رسلان، صباح اليوم الأحد، عن طبيعة الدور الأمريكي الذي يعتبر مقاطعة الجانب الاثيوبي للاجتماعات جاءت بعد ضوء أخضر منه.
وطالب رسلان أيضا باستجلاء موقف الحكومة السودانية، الذي وصفه بأنه “مقارب للموقف الإثيوبي” بشكل غير مبرر، مطالبا بضرورة الجلوس مع الحكومة السودانية والتشاور حول هذا الأمر.
وكانت إثيوبيا قد انسحبت من مفاوضات واشنطن حول سد النهضة، فيما رفضت السودان التوقيع على الاتفاقية المنظمة لعمل السد، ووقعت مصر منفردة عليها.
نص ما كتبه دكتور هاني رسلان:
ملاحظات سريعة على اجتماعات واشنطن لسد النهضة بعد الغياب الاثيوبى :
١- الموقف المصرى بالتوقيع بالاحرف الاولى خطوة جيدة ، وتظهر للعالم كله مدى تعنت اثيوبيا وسوء نواياها
٢- البيان الأمريكى هام وإيجابي عموما ، ويؤكد.على عدم البدء فى الملء قبل توقيع الاتفاق ، وهذا مفهوم فى ضوء ما أعلنه آبى احمد فى وقت سابق ، أن توليد الطاقة لن يبدأ فى الفيضان القادم ( يونيو ٢٠٢٠ ) وانما فى الذى يليه ، وواضح أن الإنشاءات فى السد وإغلاق الممر الاوسط لم تكتمل بشكل نهائى
٣- اللافت أن الغياب الاثيوبى تم بضوء اخضر أمريكى ( تصريح بو مبيو ) ، والتعلل بالانتخابات والمشاورات المحلية ، كلام فاقد للمصداقية ويقع خارج السياق ، لان الوضع الداخلى الاثيوبى مضطرب ، والانتخابات فى الأرجح لن تمثل بداية لاستقرار جديد ، بل قد يحدث العكس
٤- بناء على ذلك ، يثور التساؤل عن حقيقة الموقف الأمريكى ، وما إذا كانت مسودة الاتفاق التى وقعتها مصر بالاحرف الاولى ، سيتم التمسك بها ، ام انه سيعاد فتحها للتفاوض ثانية فى وقت لاحق.. وهل سوف تستمر المراوغة الإثيوبية !! ام سيتم وضع حد لها .. كل الاحتمالات واردة ، ولا يمكن الاطمئنان إليها
٥- الموقف السودانى الممالئ لإثيوبيا ، وصل إلى ذروته وبشكل غير مبرر حتى فى ضوء ما يقال إنه مصالح للسودان، حيث امتنع السودان عن التوقيع على النقاط المتفق عليها بين الأطراف الثلاثة فى اجتماعات واشنطن فى منتصف فبراير ، ثم فى موقفه فى الاجتماع الأخير بأنه لا يمكن التفاوض الا فى حضور الأطراف الثلاثة .. ( تطابق واضح مع الاثيوبى حتى فى ظل مقاطعته للتفاوض ) .. وهذا أمر مثير للتساؤل ويحتاج إلى حوار صريح مع الحكومة السودانية لاستجلاء طبيعة هذا الموقف وإبعاده