م. يحيى حسين عبد الهادي يكتب: عُقبَى لكم .. عُقبَى لمصر
من أقسى اللحظات التي عايشتُها فى السجون، تلك التي يَمُّرُ بها أَبٌ يومَ زفاف ابنته وهو في محبسه الظالم .. كان زملاؤه من المظلومين يقيمون فرحاً افتراضياً (بِدون عروسين) ليخففوا عنه على قدر إمكاناتهم .. البعض يوزع حلوى متواضعة من المُتاحة فى كانتين السجن .. والبعض يُغَّنِي بصوته الأَجَّش مقتطفاتٍ من أغانٍ لا علاقة لها بالمناسبة .. والبعض يجتهد في إخراج زغرودةٍ رجالية خشنة بصوتٍ لا يسمعه المُخبر النوبتجى فتتعرضُ الزنزانةُ للتكدير بتهمة الفرح .. فيبتسم الأبُ باكياً .. وهو أسعدُ حالاً من آباء لا يعلمون أصلاً بزواج أبنائهم ولا أى شئٍ فهم معزولون عن الدنيا تماماً منذ سنوات .. لا زال فى السجون كثيرٌ من هؤلاء دون جريرةٍ ارتكبوها غير أنهم عاشوا في عهد الرئيس الإنسان للجمهورية الجديدة .. كان مُفترضاً أن أعيش هذا الوَجَع لكن اللّهَ شاءَ غير ذلك (وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن) .. وأمس، فى حضور جَمْعٍ كريمٍ من الأهل والأصدقاء في حديقة فيلا الصديق المهندس/ عمرو مَكِين، تم زفاف مريم يحيى حسين عبد الهادي إلى كريم شريف فوزي .. وقد شاركَنا الفرحةَ عددٌ من أعمام العروس من المثقفين والعمال والفلاحين “والصعايدة” والجنود والرأسمالية الوطنية (يعني من تحالف قُوَى الشعب العامل بِلُغة الاتحاد الاشتراكي!)، كان من بينهم (أبجدياً):
المهندس/ أبو العلا ماضي، المهندس/ أحمد بهاء الدين شعبان، الأستاذ/ أنور الهواري، الأستاذ/ حمدين صباحي، الأستاذ/ خالد علي، الفنان/ سامح الصريطي، الدكتور/ عبد الجليل مصطفى، الدكتور/ عمرو الشوبكى، الدكتورة/ كريمة الحفناوي، الدكتور/ محمد حسن خليل، الدكتور/ محمد محيي الدين، الدكتور/ مصطفى حجازي، المهندس/ نجيب ساويرس، المستشار/ يحيى دكرورى.
ونظراً لِتَعَّذُر استئجار استادٍ يتسع لباقي الأحباب، فقد حضر عنهم والد العروس .. لعلهم يقبلون عُذري ويرضوْن تمثيلي لهم .. عُقبَى لكم .. وعُقبَى لمصر.