من البدلة الميري إلى منصة الإعدام.. محطات في حياة الإرهابي هشام عشماوي
دبر محاولة اغتيال وزير الداخلية الأسبق وأدين في “حادث الفرافرة” والمخابرات أعادته من ليبيا
مشادة مع إمام مسجد بالجيش كشفت ميوله وفصل نهائيًا من الخدمة في 2011
أسدل الستار على حياة الإرهابي هشام عشماوي بعد إعلان المتحدث العسكري إعدام عشماوي الضابط السابق في الجيش، الذي أدين في قضايا “إرهاب”.
وكان عشماوي هرب إلى ليبيا بعد إدانته غيابيًا بأكثر من تهمة من بينها اغتيالات لضباط شرطة، ومحاولة اغتيال وزير الداخلية السابق اللواء محمد إبراهيم، وتفجيرات طالت منشآت أمنية عديدة.
وسلمت قوات ليبيا عشماوي إلى الجيش المصري في مايو 2019، وتمت محاكمته على ارتكاب العديد من الجرائم التي اعترف بارتكابها.
وفي نوفمبر 2019، قضت محكمة عسكرية بإعدام عشماوي، بعد إدانته في قضايا عدة منها “قضية الفرافرة” التي قتل فيها 16 مجندًا، ومحاولة اغتيال وزير الداخلية الأسبق محمد إبراهيم.
المفارقة أن الإرهابي الخطير كان دفعة الشهيد أحمد المنسي الذي استشهد في وقت سابق بسيناء لكن كل منهما اختارًا طريقًا غير الآخر.
ولد عشماوي في عام 1978، واسمه الكامل، هشام علي عشماوي مسعد إبراهيم، نشأ طفلًا محبًا لممارسة الرياضة، وفي عام 1996 التحق بالكلية الحربية، وكان حينها بلغ 18 عامًا من عمره، انضم في البداية لسلاح المشاة، ثم الصاعقة.
تحدثت تقارير صحفية وإعلامية عن أن الالتزام الديني ظهر على هشام فجأة، من خلال مشادة كلامية وقعت بينه وخطيب مسجد في معسكره التدريبي، بعد أن أخطأ الخطيب دون قصد في ترتيل القرآن، وهو الأمر الذى جعل الشبهات تُثار حوله، ووضِعَ تحت المتابعة من قِبَل المخابرات الحربية، وجرى التحقيق معه على خلفية واقعة توبيخ قارئ القرآن.
في فتلك الفترة بدأ عشماوي يوزع كتب شيوخ السلفية على زملائه في الخدمة، بحسب رويترز.
مجند سابق قال للوكالة: “كان يصحيني نصلي الفجر وكان يتحدث معنا عن ضرورة أن تكون لك شخصيتك وعدم تقبل المعلومات أو الأوامر دون أن تكون مقتنعًا بها”.
في تطور جديد بحياة الضابط عشماوي تم نقله إلى أعمال إدارية بسبب السلوكيات التي طرأت عليه، لم يستمر الوضع طويلا ففي 2006 اعتُقل أحد أصدقاءه وتوفي داخل الحجز، وهنا بدأت يتحول بشكل كامل وسار في الطريق الذي قاده إلى حبل المشنقة.
أحيل في 2007، إلى محكمة عسكرية، بعد التنبيه عليه بعدم تكرار كلماته التحريضية ضد الجيش، وصدر حكم المحكمة العسكرية، عام 2011، بفصله نهائيًا من الخدمة، ليبدأ بعدها في تكوين خلية إرهابية مع 4 من ضباط شرطة تم فصلهم أيضًا من الخدمة، لسوء سلوكهم، وضموا إليهم عددًا من العناصر التكفيرية.
بعد فصله من الخدمة عمل عشماوي لفترة في التجارة، ثم في التصدير والاستيراد، وكان يتاجر في الملابس وقطع غيار السيارات، ثم انضم في 2012، لجماعة «أنصار بيت المقدس»، وشارك في تدريب الأعضاء على الأعمال القتالية.
حمل الضابط المفصول أسماء حركية مثل شريف، أبو مهند، أبو عمر المهاجر.
اتهم في 2013، بمحاولة اغتيال وزير الداخلية السابق محمد إبراهيم، وكطرف في قضية “عرب شركس”، كما اتُّهم بالتخطيط والمشاركة في تنفيذ مذبحة كمين الفرافرة في يوليو 2014، والتي قُتل فيها 22 مجندًا بالجيش.
في يونيو 2015، ظهر اسم هشام عشماوي على الساحة مرة أخرى، عقب حادث اغتيال النائب العام، هشام بركات، ثم ظهر بعدها بنفسه وأذاع مقطعًا صوتيًا، حيث عرف نفسه بأنه أمير تنظيم “المرابطون”، وقال عشماوي: “هبوا في وجه عدوكم ولا تخافوه وخافوا الله إن كنتم مؤمنين”.
في أغسطس 2015، شنّت قوات الأمن حملة لمداهمة مكان تواجد هشام عشماوي الذي أصيب خلال الحملة، وتم تهريبه بعدها إلى ليبيا.
المتحدث باسم الجيش الليبي، قال في يونيو 2017، إن ضابطًا مصريًا سابقًا يقود حاليًا جماعة متشددة في مدينة درنة شمال شرقي ليبيا، ضالع فى الهجوم الإرهابى بالمنيا في مصر، والذي أسفر عن مقتل 29 قبطيًا، الأسبوع الماضي، وكان هذا الضابط هو عشماوي الذي أصبح إرهابيًا محترفًا وخطيرًا.
بعد القبض عليه في ليبيا تم تلسيمه للمخابرات المصرية التي عادت به إلى مصر، وبعد شهور من المحاكمة والحكم بإعدمه تم تنفيذ حكم الإعدام ليسدل الستار على حياة إرهابي خطير لكن ربما تكشف السنوات المقبلة تفاصيل جديدة عن حياة الإرهابي الذي بدأ حياته ضابطًا بالجيش وأصبح إرهابيًا يقصد زملائه السابقين ويترصدهم في الطرقات حتى لقى مصيره فوق منصة الإعدام.