مكتب حمدوك يرد على البرهان: لن تنطلي على الشعب والعالم دعاوى حماية الثورة ورئيس الوزراء.. أطلقوا سراح المعتقلين فورًا
بيان: الثورة السودانية ملك للشعب وهو من يستطيع تصحيحها وإدارتها نحو المصلحة العليا للبلاد وأهلها
الشعب السوداني والإقليم والعالم لن يقبل بأن يعود النظام الإسلاموي من جديد تحت أي غطاء.. ولا بديل إلا الشوارع والعصيان
كتب – أحمد سلامة
أصدر مكتب رئيس مجلس الوزراء السوداني، عبدالله حمدوك، بيانًا رد من خلاله على ما ذكره رئيس المجلس السيادي عبدالفتاح البرهان فيما يتعلق بمكان تواجد حمدوك الذي تم اعتقاله مع الساعات الأولى للانقلاب العسكري الذي جرى صباح أمس.
كشف قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، اليوم الثلاثاء، عن مكان رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، مشيرًا إلى أنه لم يكن باستطاعته العمل بحرية لأنه كان مقيدا من الناحية السياسية.. وقال في مؤتمر صحفي: “رئيس الوزراء عبد الله حمدوك في منزلي، وهو في صحة جيدة ويواصل حياته الطبيعية وسيعود إلى منزله اليوم، هو في أمان ولم يتعرض لأي أذى لكن تم إبعاده للحفاظ على سلامته”.
وقال البيان الصادر عن مكتب حمدوك “على الانقلابيين أن يطلقوا سراح رئيس الوزراء وجميع من معه فورًا وعليهم أن يعلموا أن رئيس الوزراء يحميه شعبه الذي قاد ثورة سلمية طويلة الأجل دون أن تراق قطرة دم واحدة، بل بالعكس كانت دماء الشرفاء من الثوار السلميين هي التي تراق حتى الأمس القريب، وقد رأى العالم كيف تدير الأرتال العسكرية والمليشيات وكتائب ظل النظام الإسلاموي البائد صراعاتها مع الشعب السوداني مستخدمة العنف والقتل في الشوارع مع الشباب والنساء، وبالعنف اللفظي والجسدي، في تكرار للمآسي الإنسانية ومظاهر الإبادة التي جُبلت عليها، فكيف نثق في أن يكون أمينًا على أرواح المعتقلين وحياتهم، من يقود ويخطط ويوجه بالقمع والقتل والرصاص؟!”.
وأضاف البيان “لن تنطلي على الشعب السوداني وعلى العالم دعاوي رأس الانقلاب بأن ما يقوم به هو حماية للثورة ولرئيس وزرائها، فالكل يعلم أن التحالف الذي يتشكل الآن للإجهاز على البلاد والثورة السودانية هو تحالف ظاهره قيادة الجيش، ومليشيات متنوعة، وكتائب الظل، وقادة سياسيين محدودي القدرات وتسعى للمصالح الذاتية، ولكن باطنه ومن يقوده من الخلف هو المؤتمر الوطني وقياداته في الداخل والخارج”.
واستكمل البيان “نثق في أن الشعب السوداني لن يركن لمحاولات التغبيش والكلمات المعسولة حول تصحيح الثورة، فالثورة السودانية ملك للشعب وهو من يستطيع تصحيحها وإدارتها نحو المصلحة العليا للبلاد وأهلها، وأن كلمات رأس الانقلاب وإجراءاته لا تعدو أن تكون إلا مجرد تلاوة لإملاءات تأتي من خطوط داخلية وخارجية ولا علاقة لها بالجيش السوداني أو مصلحة الوطن، فالجيش السوداني يعج بالشرفاء، والعالم أجمع كان قد شهد خدعة مماثلة ساقها نظام البشير بداية عهده وسوَّقها للعالم بأن انقلاب الثلاثين من يونيو كان من أجل إنقاذ الوطن، فبرزت الجبهة الإسلامية وقيادتها بعد أشهر قليلة وسيطرت على الحكم وطبقت إيدلوجيا التطرف والقمع والقتل والتعذيب وصدَّرتها لجميع دول العالم طوال ثلاثين سنة عجاف”.
واختتم البيان “إن الشعب السوداني والإقليم والعالم لن يقبل بأن يعود النظام الإسلاموي من جديد تحت أي غطاء، كما أن رئيس الوزراء د. عبدالله حمدوك هو القيادة التنفيذية التي يعترف بها الشعب السوداني والعالم، ولا بديل لذلك إلا الشوارع والمواكب والإضرابات والعصيان حتى تعود مكتسبات الثورة، وستعود”.