مقعد شاغر على مائدة الإفطار.. خلود سعيد بنت الإسكندرية المثقفة التي أصابتها «لعنة التدوير» وتجاوزت عامها الثاني في الحبس الاحتياطي
كتبت- ليلى فريد
“خوخة من ألطف وأطيب الأصدقاء، أعرفها من زمان من أيام ما كان الحلم حلم مش واقع أو كابوس”، بهذه الكلمات وصفت المحامية الحقوقية ماهينور المصري، صديقتها خلود سعيد التي أكملت أكثر من عامين في الحبس الاحتياطي.
تقضي خلود رمضان في محبسها، ويبقى مكانها شاغرًا على مائدة أسرتها، مع حلم بالعودة، وانتهاء الأزمة لتعود لحياتها وأسرتها وعملها.
خلود سعيد، مترجمة ورئيسة قسم الترجمة بمكتبة الإسكندرية، تم القبض عليه في 21 أبريل وتعرضت للاختفاء قبل أن تظهر في نيابة أمن الدولة متهمة على ذمة قضية، وصادر لها قرارا بالحبس الاحتياطي 15 يومًا.
وفي يوم 28 أبريل 2020، ظهرت خلود بنيابة أمن الدولة حيث تم نقلها من الإسكندرية إلى مقر النيابة بالقاهرة ليتم حبسها على ذمة القضية 558، وكانت أول جلسة لنظر تجديد حبسها يوم 11 مايو 2020.
ومن قضية لأخرى، جرى تدوير خلود سعيد، وهي الآن رهن الحبس في القضية رقم 1017 لسنة 2020 حصر أمن دولة عليا.
وتواجه خلود سعيد في هذه القضية، اتهامات ببث ونشر وإذاعة أخبار وبيانات كاذبة، إساءة استخدام وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، ومشاركة جماعة إرهابية مع العلم والترويج لأغراضها.
عقب القبض عليها، أرسلت أسرتها تلغرافات للنائب العام ومكتب وزير الداخلية ومكتب المحامي العام الأول لنيابات الإسكندرية.
وبعد فترة حبس في القضية، قررت محكمة الجنايات إخلاء سبيلها بتدابير احترازية على ذمة القضية الأولى، ولكن أثناء إنهاء إجراءات إخلاء سبيلها جرى تدويرها وإعادة حبسها مرة أخرى.
مع بداية شهر رمضان جددت محكمة جنايات إرهاب القاهرة، المنعقدة داخل غرفة المشورة، حبسها 45 يوما احتياطيا، على ذمة القضية رقم 1017 لسنة 2020 حصر أمن دولة عليا.
وقالت ماهينور المصري، إنه بموجب هذا القرار “ستكمل خلود عامين حبس جلسة التجديد القادمة بعد 45 يوما، لتكمل عامين بعيدة عن والدتها وعملتها وترجماتها وكتاباتها الأدبية والأصدقاء”.
وأضافت: “كدة بقية رمضان والعيد تقضيهم خلود في السجن لوحدها.. والحقيقة الواحد لا يملك أي أمل في أي جلسات”.
تحكي ماهينور عن علاقتها بخلود قائلة: اتعرفت عليها في أنشطة تخص مكتبة إسكندرية وكنا صغيرين أوي ومتحمسين، فضلنا صحاب على الرغم من إننا في طريقين مختلفين..هي اختارت طريق الثقافة والأدب وأنا اخترت طريق السياسة الصرف.
وتضيف: مع ذلك كنت بشوف خوخة طول الوقت مثال في الثقافة والمعرفة من غير فذلكة ولا تعالي، خوخة البنت اللي الأهالي عادة عايزين ولادهم ييقوا زيهم، مهذبة..محترمة..جدعة ومتحققه في حياتها العملية.
وتقول ماهينور: “تقيل عليا يا خوخة جدا إني أبقى برة وإنتي جوة..وبفتكر كل أحلامك ونقاشتنا حوالين ماجيستيرك وإنك تسافري وتاخديه من برة، آخر مرة قبل لما أدخل السجن اتمشينا مع بعض وكنا بنتكلم على المستقبل والدراسة وكنتي متحمسة للأسف ده اختفى في آخر جلسة شوفتك فيها وكان عندك إحساس بان خلاص بقى مش عارفين حنخرج امتى وعمرنا أصلا ضاع وكبرنا”.
وتضيف: “من قلبي يا خوخة حفضل بدعي مش بس إنك تبقي وسطنا بس إن روحك الطيبة والحلوة ما تتأثرش بالتجربة الصعبة اللي مريتي بيها، النهارده في عيد ميلادك حفضل أغني ليكي الحلوة خوخة جت بعد دوخة وحستنى نأكل مشويات ونيفة ونتصور عند مصنع الكراسي”.