مصادر متنوعة: النيابة تخلي سبيل قيادات المبادرة المصرية.. والمبادرة: أبلغنا بالقرار ونحاول التأكد ومتابعة إجراءات الإفراج
أنور السادات: الجهود أسفرت عن إخلاء سبيل العاملين في المبادرة ويبيتون في منازهم الليلة أو غدا
نجاد البرعي: الخبر وصلنا منذ 4 ساعات .. والمحامون يحاولون التأكد من القرار ولن نطمئن قبل وصولهم لمنازلهم
كتب- فارس فكري
قالت 4 مصادر حقوقية وسياسية وإعلامية إن نيابة أمن الدولة قررت إخلاء سبيل العاملين في المادرة المصرية للحقوق الشخصية مساء اليوم الخميس.
يذكر أن قوات الأمن اعتقلت 3 من العاملين في العاملين في المبادرة المصرية بينهم جاسر عبد الرازق، مدير المبادرة، يوم 19 نوفمبر، بعد القبض على كل من كريم مدحت عنّارة، مدير وحدة العدالة الجنائية بالمبادرة يوم 18 نوفمبر، ومحمد بشير المدير الإداري بالمبادرة يوم 15 نوفمبر. وواجه الثلاثة اتهامات متماثلة “بعضوية جماعة إرهابية” و “استخدام حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي لنشر أخبار ومعلومات كاذبة من شأنها الإخلال بالسلم والأمن العام”.
وقال النائب السابق والسياسي أنور السادات في اتصال مع درب إن الجهود أسفرت عن إخلاء سبيل العاملين في المبادرة، مشيرا إلى أنهم سيخرجون اليوم أو غدا على الأكثر. وقال المحامي نجاد البرعي إن القرار صدر وأبلغنا به منذ 4 ساعات، ونحاول التأكد من النيابة رسميا ومتابعة إجراءات الإفراج عن فريق المبادرة ولن نطمئن قبل وصولهم لمنازلهم .
واعتقل نشطاء حقوق الإنسان، من المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، بعد أيام من اجتماعهم مع 13 سفيرا ودبلوماسيا أجنبيا في 3 نوفمبر الحالي، ووفقا لمكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، يواجهون تهم الإرهاب والأمن العام.
وأكدت الصفحة الرسمية لجريدة الدستور إخلاء سبيل العاملين في المبادرة قائلة: إخلاء سبيل قيادات المبادرة المصرية للحقوق الشخصية على ذمة القضية، بعد تقديم الأوراق القانونية وتقديم ما يفيد اتخاذ الإجراءات القانونية بتقنين الوضع القانونى للمبادرة كشركة مستهدفه للربح بما يخالف القانون بتحويلها لجمعية وفقا للقانون الصادر فى هذا الشأن.
وقالت مصادر في المبادرة المصرية لـ”درب” إنهم تم إبلاغهم بقرار إخلاء السبيل وأن العاملين المعتقلين سوف يخرجون مساء اليوم إلى منازلهم مباشرة، مشيرة إلى أن المحامين توجهوا إلى نيابة أمن الدولة للتأكد من القرار ومتابعة إجراءات إخلاء السبيل.
يذكر أن أزمة القبض على عاملين في المبادرة استمرت أسبوعين حتى الآن وشهدت الأزمة تصعيد مستمر من النظام المصري بسوء معاملة مدير المبادرة ووضعه في الحبس الانفرادي حيث لم يُسمح له بالخروج من الزنزانة على الإطلاق طوال الفترة الماضية، ولم يتوفر له مكان للنوم حيث ينام على سرير معدني بدون “مرتبة” ولا غطاء، سوى بطانية خفيفة. وتم تجريده من كافة متعلقاته وأمواله ولم يتحصل إلا على قطعتي ملابس خفيفة “صيفية” ولم يسمح له بالتعامل مع كانتين السجن، علاوة على قص شعره بالكامل.
كما منعت الزيارة عنهم قبل أن تسمح لهم، كما أمرت النيابة العامة بمنع التصرف في أموال المبادرة وأوقف البنك العربي الأفريقي التعامل على حسابها وإحالة أمر المنع إلى المحكمة التي رفضت 4 طلبات لمحامو المبادرة ومنعت دخول أقارب العاملين المحبوسين كما منعت دخول الصحفيين والسفراء الذي جاءوا للتضامن مع المبادرة كما منعت حسام بهجت من الدخول رغم أنه مؤسس المبادرة والممثل القانوني لها.
وشهت أزمة المبادرة تضامن دولي واسع فقد عبر الأمين العام عن قلقه من القبض على قيادات المبادرة واتهامهم بتهم الإرهاب، مطالبا بالإفراج عنه، كما طالب مقرروا مفوضية حقوق الإنسان في الأمم المتحدة بالإفراج الفروي غير المشروط عنهم، كما نشرت سكاريت جوهانسن فيديو تضامنا مع العاملين في المبادرة المعتقلين جاسر عبد الرازق ومحمد بشير وكريم عنارة وباتريك جورج وطالبت الحكومة المصرية بالافراج الفوري عنهم. مشيرة إلى أن مجرد الكلام في مصر اليوم اصبح جريمة.
وقالت النجمة الامريكية في رسالة بالفيديو نشرتها المبادرة المصرية على حسابها على يوتيوب، “الكلام في مصر اليوم صار خطرا” أن معتقلي المبادرة الاربعة يتعرضون لخطر حقيقي بسبب محاربتهم للظلم، مشيرة إلى أنهم يواجهون تهما ملفقة بسبب دفاعهم عن حقوق المصريين وكرامتهم. ووصفتهم أنهم أحسن ناس بيننا.
وشددت جوهانسن خلال رسالتها على شجاعة المبادرة المصرية في الدفاع عن الضعفاء وحماية حقوق المصريين ومطالبتها بانهاء عقوبة الاعدام وإصلاح نظام العدالة في مصر
طالبت 17 منظمة حقوقية، أمس الأربعاء، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الضغط بشدة على الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للتصدي لوقف انتهاكات حقوق الإنسان قُبيل زيارة الأخير المرتقبة لباريس، وحثه على إطلاق سراح النشطاء والمدافعين عن حقوق الإنسان المحتجزين تعسفًا في مصر.
ومن المقرر أن يصل السيسي إلى باريس في 7 ديسمبر، في زيارة تستغرق يومين، بعد ثلاثة أسابيع فقط من حملة الأجهزة الأمنية المصرية لقمع “المبادرة المصرية للحقوق الشخصية”، والتي اعتقلت السلطات المصرية ثلاثة من مديريها هم جاسر عبد الرازق ومحمد بشير وكريم عنارة، بالإضافة لـ باتريك جورج الذي كان قد ألقي القبض عليه سابقا.
وتحت عنوان “يجب إنهاء الدعم الفرنسي غير المشروط لمصر” قال بيان صادر عن المنظمات إنه “يبدو أن هذه الاعتقالات قد جاءت كانتقام مباشر عقب اجتماع للمبادرة مع عدد من الدبلوماسيين الأجانب، بما في ذلك البعثة الفرنسية في القاهرة، أوائل نوفمبر الماضي. كما تحتجز السلطات المصرية تعسفًا الحقوقي المصري/ الفلسطيني البارز رامي شعث –متزوج من مواطنة فرنسية– منذ أكثر من عام دون محاكمة”.
كانت الخارجية الفرنسية والبريطانية، قد نددت باعتقالات العاملين في المبادرة المصرية ، معربتين عن قلقهما .
وقال متحدث باسم الخارجية الانجليزية إن المملكة المتحدة تشعر بقلق بالغ إزاء اعتقال 3 موظفين من المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، المدير التنفيذي جاسر عبد الرازق والموظفان محمد بشير وكريم عنارة.
وتابعت الوزارة في بيانها: “لقد كنا على اتصال دائم بالسلطات المصرية منذ حدوث الاعتقالات، وقد أثار وزير الخارجية دومينيك راب الموضوع مباشرة مع نظيره المصري. وواصل نحن نعمل بشكل وثيق مع شركاء في المجتمع الدولي يشاركوننا مخاوفنا.
وشددت الخارجية البريطانية أنه يجب أن يكون جميع المدافعين عن حقوق الإنسان قادرين على العمل دون خوف من الاعتقال أو الانتقام.
وقال أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الجديدة في إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، حول وقائع الاعتقالات التي جرت في مصر مؤخرًا بحقوق ثلاثة موظفين في المبادرة المصرية للحقوق الشخصية.
وكتب بلينكن تغريدة في 20 من نوفمبر الحالي، قبل 4 أيام على الإعلان الرسمي عن تسميته لهذا المنصب،: “مشاركة القلق، اعتقال مصر ثلاثة موظفين في المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، التقاء دبلوماسيين أجانب ليست جريمة. كما أنها لا تدافع بسلمية عن حقوق الإنسان”.
كما أدان سفراء حقوق الإنسان الأوروبيون اعتقال قيادات المبادرة، في اجتماعهم لمناقشة وضع المدافعين عن حقوق الإنسان في مصر بعد اعتقال العاملين في المبادرة، مؤكدين أنه يجب أن يعمل المدافعون عن حقوق الإنسان بلا خوف.
i like this flawless post