مستشار وزير السياحة الأسبق: مشروع “رأس الحكمة” قد يحقق طفرة في حركة السياحة الثقافية إذا تم تنفيذه بالشكل المُعلن عنه

درب

قال المدير التنفيذي لجمعية السياحة الثقافية مستشار وزير السياحة الأسبق سامح سعد، إن مشروع “رأس الحكمة” يمكن أن يحقق طفرة ملحوظة على مستوى تنشيط حركة السياحة في مصر إذا ما تم تطبيقه بالشكل المُعلن عنه.
وأضاف سعد، أن مشكلة حركة السياحة في الساحل الشمالي أنها سياحة موسمية تتوقف تمامًا في فصل الشتاء، وهو ما يجب تداركه في “رأس الحكمة”، مشيرًا إلى أن ما تم الإعلان عنه هو أن المشروع سيعتمد على إنشاء مجتمعات حياتية متكاملة مرتبطة بعدة مدن ومحافظات أهمها القاهرة والأسكندرية عبر شبكة طرق.
وأردف “وتأسيسا على ذلك فإنه يمكن الاستفادة من تلك المجتمعات الناشئة في تعزيز السياحة الثقافية في محافظتي القاهرة والأسكندرية برحلات يكون انطلاقها من رأس الحكمة، وهو ما سيعزز حركة السياحة بشكل عام”.
وحول تنشيط السياحة الثقافية بشكل عام، قال سعد إن السياحة الثقافية تمثل نحو 18% فقط من إجمالي السياحة الواردة، لافتا إلى أن هذا يُقاس بناء على إشغال الغرف الفندقية إذ يبلغ عدد الغرف الفندقية نحو 225 ألف غرفة -جاري العمل على زيادتها- تستحوذ الغرف الفندقية في البحر الأحمر وجنوب سيناء بنحو 72% من الحركة وتحصل محافظات “القاهرة والأقصر وأسوان” على نحو 18% (وهي المحافظات التي ترتكز بها السياحة الثقافية) بينما تتوزع الـ 10% الباقية على باقي المحافظات.. مُشيرًا في الوقت ذاته إلى أن نسبة الإشغال في الأقصر تبلغ 60% سنويا وفي أسوان تبلغ 45% سنويا في أقصى تقدير وذلك ارتباطًا بعزوف السائحين بسبب ارتفاع درجات الحرارة صيفًا.
وتحدث سعد عن المشكلات التي تواجه السياحة الثقافية في مصر قائلا إن “أبرز المشكلات تتمثل في أن السائح يجب أن يتجه إلى القاهرة أولا ثم إلى الأقصر و أسوان، وبالتالي فهناك ارتفاع في التكاليف والتشغيل، لأن كل سائح يقابله ثلاث غرف، على عكس السياحة الشاطئية التي يخصص لكل سائح غرفة واحدة فقط طوال فترة تواجده، كذلك هناك مشكلات تتعلق بالطيران حيث مازالت الرحلات غير كافية للعمل على استيعاب زيادة أعداد السائحين.
وحول ربط السياحة الثقافية بالسياحة الشاطئية، قال سعد إن “السياحة الشاطئية لها مقومات مختلفة تماما عن السياحة الثقافية، فالسائح الأوروبي يبحث عن الأجواء الدافئة بعيدا عن الانخفاض الشديد في درجات الحرارة خلال فصل الشتاء، وهو يتعامل مع السياحة باعتبارها (متجر) يحدد ما يناسبه على حسب أهداف وأغراض وميزانية محددة، وقد تكون الفكرة التي تم اعتمادها سابقًا بإنشاء متاحف في مقاصد السياحة الشاطئية سواء في شرم الشيخ أو الغردقة، فكرة جيدة، لكنها لم تحقق النتائج المنتظرة وهذا ما يتضح من نسبة الزيارات إلى تلك المتاحف”.
وعن آليات تنشيط السياحة الثقافية شدد مستشار الوزير السابق على أن “السياحة أصبحت علم وله ثوابت، وبالتالي فهناك طبيعة معينة لكل مجتمع يجب مراعاتها في تنفيذ الدعاية الإعلانية، كما يجب أن يحدد التسويق الفئات المستهدفة بما يجذب انتباه تلك الفئات، كذلك علينا تطوير آليات التسويق واعتماد دراسات متخصصة حول الجمهور المستهدف، ويجب وضع خريطة سياحية لمصر ودراستها بشكل معمق لمناقشة المعوقات وحلها”.
وعن الاستفادة من تنوع التراث الشعبي في المحافظات المصرية في زيادة حركة السياحة الثقافية، قال سعد إن “السائح المهتم بالسياحة الثقافية قد لا يحقق الأعداد اللازمة، لكن سيحقق حركة دائمة، وبتالي يحقق تحريكًا للسياحة المستدامة، لكن ذلك يستلزم زيادة عدد الغرف الفندقية، فالسائح الذي يزور المنيا أو الأسكندرية يجب أن تتوفر له مستلزمات الإقامة وغيرها من الضرورات اللازمة لتنشيط الحركة”.
واستكمل “ليس هناك كائن حي على وجه الكرة الأرضية لا يعرف أن مصر هي أصل الحضارة، فقط نحن نحتاج إلى تذكير العالم بما تمتلكه مصر، ويجب توفير الوسائل التي تجعل تواجد السائحين في مصر أكثر سهولة.. نحن مقصد سياحي له منافسين فالمكسيك والصين واليونان وغيرهم دول تمتلك حضارة عريقة، لكن مصر مقصد سياحي مهم ويجب دعم قدرتها على المنافسة”.
وأشار سعد إلى أنه جاري الإعداد لمؤتمر التحول إلى السياحة الألكترونية، قائلا إن “السياحة تحولت في السنوات الأخيرة إلى سياحة ألكترونية في ظل تراجع دور المنظم والوسيط من شركات وغيرها، وهناك شركات تعمل في السياحة ترغب في التوجه إلى السياحة الألكترونية، وفنادق كثيرة ترغب في ذلك التحول، لكن تجابههم عدة مشكلات، لذلك تم الإعلان عن إطلاق مؤتمر للسياحة الألكترونية نشرح خلاله كل التفاصيل المتعلقة إلى جانب مناقشة المعوقات، وعلى هامش المؤتمر الذي يُعقد في ديسمبر المقبل يقام معرض يضم جناحًا لكل شركة مشاركة”، مشددًا على أن المؤتمر لاقى قبولا وترحيبا كبيرين من جانب كبريات شركات السياحة العالمية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *