مرصد الإسلاموفوبيا يدين إعادة نشر الرسوم المسيئة للرسول: خطوة استفزازية لمشاعر المسلمين وتغذي ثقافة الكراهية والعنف
كتب – أحمد سلامة
أدان مرصد الإسلاموفوبيا التابع لدار الإفتاء المصرية بأشد العبارات إعادة نشر الرسوم المسيئة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم، في صحيفة “شارلي إيبدو” الفرنسية الساخرة بالتزامن مع محاكمة المتهمين في الهجوم الذي استهدف مقر الجريدة عام 2015.
وقال المرصد: إن إعادة نشر الصحافة الغربية لمثل تلك الرسومات المسيئة للإسلام والمسلمين تمثل خطوة استفزازية لمشاعر المسلمين حول العالم، وتغذي ثقافة الكراهية والعنف، وتعطي ذريعة لممارسة الإرهاب ضد المسلمين ووصمهم بالإرهاب والتطرف.
وأوضح المرصد أن الصحافة الغربية، وخاصةً جريدة شارلي إيبدو دأبت على إعادة نشر الرسوم المسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، بين فترة وأخرى. ففي 2006، نشرت 12 رسمة كاريكاتورية للنبي محمد، وذلك بعد نشر “يولاندس بوستن” الدنماركية الرسوم المسيئة للنبي محمد.
وأضاف أن الصحيفة أعادت نشر الرسومات في 2011 و2015، الأمر الذي أدى إلى زيادة العنف وأعطى ذريعة للمجموعات الإرهابية لمهاجمة مبني الصحيفة؛ مما أسفر عن مقتل 17 شخصًا، بينهم مدير التحرير ستيفان شاربونييه وعدد من محرري الصحيفة.
وبيَّنَ أن إعادة نشر الرسومات المسيئة للإسلام في الصحف الغربية بين الحين والآخر يهيئ الأجواء للمتطرفين بمهاجمة مقار تلك الصحف، وفي نفس الوقت يدفع اليمين المتطرف الغربي إلى تنفيذ عملياته الإرهابية ضد المسلمين، كما حدث في العام الماضي في حادثة “كرايست تشيرش”.
وحذَّر المرصد من خطورة تمادي الصحافة الغربية في ممارساتها العنصرية باسم الحرية وغيرها، فالحرية ليست مطلقة، خاصةً إذا كانت تلك المواد أو الرسومات تحض على الكراهية ووصم الآخر على أساس الدين أو العرق، ولذلك يدعو المرصد البرلمانات والحكومات الغربية إلى ضرورة الإسراع إلى إصدار قوانين تجرم الإساءة إلى الرموز الدينية والمقدسات.
وأوضح أن حرية الصحافة والفكر لا تتأتى بالحض على الكراهية والعنف والإساءة للأديان، بل إن تلك الإساءات المتكررة تغذي العنف والإرهاب، ولذلك فإن المرصد يدعو عقلاء العالم للإسراع إلى التصدي لهذا الخطاب العنصري الذي يدفع العالم كله نحو الصدام.
وانطلقت اليوم في محكمة الجنايات الخاصة في باريس محاكمة متهمين بالتورط في الاعتداءات التي شهدتها باريس في يناير 2015 بعد أكثر من خمس سنوات على الهجمات الدموية التي استهدف صحيفة “شارلي إبدو” الساخرة، ورجال شرطة ومحل لبيع الأطعمة اليهودية، وأسفرت عن سقوط 17 قتيلا خلال ثلاثة أيام.
وتمتد المحاكمة إلى 10 نوفمبر، وهي أول محاكمة تتعلق بالإرهاب يتم تصويرها، نظرا لما تمثله من أهمية بالنسبة للأرشيف القضائي.
ويلاحق في هذا الملف 14 متهما بينهم ثلاثة سيحاكمون غيابيا، ويشتبه بتورطهم بدرجات متفاوتة بتقديم دعم لوجستي للأخوين سعيد وشريف كواشي وأميدي كوليبالي منفذي الاعتداءات التي دشنت سلسلة من الهجمات الجهادية غير المسبوقة في البلاد.
ويفترض أن تستمر هذه المحاكمة التي تجري وسط إجراءات أمنية مشددة، حتى العاشر من نوفمبر، وفي السياق، قال موفد فرانس24 إلى قصر العدل في باريس “المحاكمة في غاية الأهمية بالنسبة لذوي الضحايا بالدرجة الأولى وقصر العدل في باريس”.
وأضاف عبد الله ملكاوي “هناك مجموعة من المتورطين وعددهم 14 بينهم 3 غائبون، وأبرزهم حياة بومدين زوجة أميدي كوليبالي السابقة، والتي يقال إنها لا تزال على قيد الحياة وأنها متواجدة على الأراضي السورية”.
وأعادت صحيفة “شارلي إبدو” الساخرة الفرنسية نشر رسوم الكاريكاتور للنبي محمد، اليوم، تزامنا مع المحاكمة.
وكتب مدير الصحيفة الأسبوعية لوران ريس سوريسو “لن نستسلم أبدا”، مبررا قرار نشر الرسوم على غلاف العدد الجديد الذي يتم توزيعه على الأكشاك، اليوم، قبل ساعات من إعادة نشر هذه الرسوم الاثني عشر التي نشرتها في البداية صحيفة “يلاندس بوستن” الدنماركية في 30 سبتمبر 2005، ثم “شارلي إبدو” في عام 2006، وتُظهر النبي يعتمر قنبلة بدلاً من العمامة، أو كشخصية مسلحة بسكين محاطة بامرأتين منقبتين، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.
وقالت هيئة التحرير في مقال نشر بنفس العدد: “كثيرا ما طُلب منا منذ يناير 2015، نشر رسوم كاريكاتورية أخرى لمحمد، لكننا كنا نرفض القيام بذلك، ليس لأن ذلك محظور، فالقانون يسمح لنا بذلك، ولكن لأنه يلزمنا سبب وجيه للقيام بذلك، سبب يحمل معنى ويضيف شيئًا ما إلى النقاش”.
وأضاف فريق “شارلي إبدو” “أن إعادة نشر هذه الرسوم الكاريكاتورية هذا الأسبوع الموافق لبدء محاكمة منفذي الهجوم الإرهابي في يناير 2015 يبدو أمرا ضروريا بالنسبة لنا”.
وتعرضت المجلة الأسبوعية للتهديد عدة مرات بعد ذلك، حيث أضرمت النار في مقر هيئة تحريرها إلى أن تم الهجوم الإرهابي عليها، وتم خلاله قتل عدد من أفرادها، ما تسبب في صدمة عالمية وتظاهرات ضخمة في فرنسا.
وبالإضافة إلى هذه الرسوم الكاريكاتورية الدنماركية، تضمنت الصفحة الأولى من صحيفة “شارلي إبدو” كذلك تحت عنوان “كل ذلك من أجل هذا” رسما كاريكاتوريا للنبي محمد بقلم رسام الكاريكاتير كابو، الذي قُتل في الهجوم.