مدحت الزاهد: “مدتين كفاية” ليس مطلبًا للمكايدة السياسية.. ومصر ستكون أفضل عندما يكون هناك تغيير في السياسات والشخوص (فيديو)
كتب – أحمد سلامة
قال مدحت الزاهد، رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، إن مبادرة الحزب للانتخابات الرئاسية كانت محل نقاش دائم ومن الطبيعي أن هذا الحزب في دوراته المختلفة السابقة لم ينتخب الرئيس السيسي واعتبر أن سياساته تعكس مصالح متعارضة مع وجهة نظرنا ومع القيم والمبادئ التي انطلقت منها ثورة يناير، إضافة إلى القيود الشديدة جدا على الحريات.
وأضاف الزاهد، خلال حوار أجراه مع صالون التحالف وأداره الباحث إلهامي الميرغني، أن الحزب طالب بأن يُكتفى بدورتين انتخابيتين للرئيس الحالي وذلك بالعودة إلى الأصول والمبادئ العامة للدستور، مضيفا “ولم نقل وفقا للدستور الحالي بعد تعديله على عكس ما ردد البعض”.
ولفت الزاهد النظر إلى أن الحزب كان له خطوات معروفة للكافة من المطالبة بإتاحة الفرصة أمام معارضي التعديل الدستوري في 2019 بعرض وجهة نظرهم كاملة عبر وسائل الإعلام، كما تمت مخاطبة المجلس الأعلى للقضاء لاتخاذ خطوات إزاء الحملات التي استهدفت معارضي التعديل الدستوري، بالإضافة إلى مخاطبة المحليات للسماح بتعليق لافتات ترفض التعديل، مضيفا “لقد سلكنا خطوات كثيرة منها لكن لم يُسمح لنا حتى بعقد لقاءات خارج مقرات حزبنا”.
واستكمل الزاهد “حكمة التقيد بمدتين في الدول التي قطعت أشواطًا في المسار الديمقراطي هو ألا ينشأ لرأس الدولة منطقة نفوذ كبيرة تؤثر سلبًا على التوازن بين السلطات وتخلق مراكز قوى”.
وأردف “لم ننطلق في مطلبنا بالاكتفاء بمدتين رئاسيتين من منطق المكايدة السياسية ولا الرغبة في افتعال خلاف وهمي ليس له أساس، لكن الاعتبار الذي انطلقنا منه هو ما تواجهه مصر من أزمات كبرى يمكن أن تجد فرصة أفضل في الحل في غياب الرئيس السيسي، كالديون وحقوق الإنسان ومخاطر الانفجارات المجتمعية السابقة، كلها تهديدات تجعل من الفرصة أفضل بإجراء تعديل على السياسات والأشخاص”.
واسترسل “بإيجاز شديد أقول، أنا عن يقين أن مصر ستكون أفضل كثيرًا عندما يكون هناك تغيير واقعي وممكن في السياسات وتغيير واقعي وممكن في الشخوص والرموز”.
وفي سياق الحديث عن ضمانات العملية الانتخابية، قال الزاهد “المطالبة بضمانات للانتخابات الرئاسية هي ليست دعوة لمقاطعة الانتخابات، من يتحدث عن المقاطعة باعتبارها مدخلا لمناقشة الانتخابات اعتبرها بمثابة إعلان هزيمة مبكر، لديك فرصة استحقاق انتخابية ومساحة للحركة وإمكانية طرح ضمانات وهي ليست لائحة مطالب تتوسل بها للحاكم، وذلك مرهون بتقدم مرشحين جادين، فأي مرشح رئاسي يعلن تأييده للرئيس السيسي هو إفساد للحياة السياسية.. على من يؤيد الرئيس السيسي ألا ينافسه وأن ينضم إلى حملته الانتخابية”.
وأعرب رئيس حزب التحالف عن أمله في “ألا نصل إلى مشهد انتخابات 2018، وأن تكون أجهزة الدولة استفادت من هذا الدرس وأن تكون أدركت أن التنوع ميزة إضافية للدولة”.
واستدرك “سنرى خلال الفترة القادمة ما إذا كان سيتم إفساح المجال أمام المنافسين أم لا، خاصة وأن الرئيس السيسي ستتاح أمامه جميع وسائل الإعلام بلا استثناء، فهل سيتاح هذا الحق للمنافسين أم لا، أجهزة الإعلام ملك للدولة وملك لجميع أطيافها، كذلك سنرى مدى قدرتهم على عقد مؤتمرات جماهيرية.. وأنا على ثقة أن الأسماء التي ترددت كمرشحين محتملين لديهم إدراك بأن مصر أمانة في أعناقنا، ولا يرغب أي منهم في أن نصل إلى مرحلة الانفجار الجماهيري، ويروون أن هناك ضرورة لأن يحدث التغيير بشكل سلمي”.
وشدد الزاهد على أن “كل سلوك يؤدي بالناس إلى البقاء (على الكنبة) هو تسليم بالأمر الواقع وتهديد شديد للسلام والأمن، الناس يجب أن يكونوا شركاء، التخلي عن ذلك والانبطاح يعني تخلي الأحزاب عن دورها الأساسي بما يجعلها تُكرس للأوضاع الحالية، وهو ما يجعل الأحزاب شريكًا فيما يحدث”.
وأضاف “نحن نسعى إلى التغيير وسوف نقاتل من أجله، (التغيير مش هينزل بالبراشوت، هناك ضريبة يجب أن تُدفع)، وعدم تحقيق الهدف المباشر لا يعني الخسارة، لأنك في سبيل تحقيق الهدف الأكبر تحقق النجاح في مجموعة أهداف صغرى حتى لو لم تصل إلى تحقيق ذلك الهدف الكبير، هناك تراكم ينبغي ملاحظته”.
وحول انتشار وسم #مدتين_كفاية الذي أطلقه الحزب، قال الزاهد “انتشار يوضح موقفنا بضرورة الاكتفاء بمدتين، نحن انطلقنا من المصلحة العامة التي أهم من أي مرشح ومن أي مكسب صغير”، مشيرًا إلى أن جميع الأرقام حول التضخم وارتفاع الأسعار والديون، هي أرقام دالة، ويجب أن تكون في عقل جميع المسئولين داخل الدولة التي يجب أن تضمن حقوق الناس في الغذاء والعمل والسكن، على الدولة أن تكفل الحقوق الأساسية لمواطنيها وألا تتحول إلى أمور تجارية.
وفيما يتعلق بملف الحريات، قال رئيس حزب التحالف، “لو كان هناك حريات واستماع للرأي الآخر، لكان تم ترتيب سلم الأولويات بما يحفظ الأمن الاجتماعي الذي يأتي على رأس الأولويات بعيدًا عن المشروعات التي لا عائد منها، لو كان هناك حريات لكانت مقاومة الفساد اتسعت بشكل أكبر، بما يحقق مصالح اقتصادية مباشرة”.
وتابع “أحيانا يتردد أن المعارضة ليس لديها بدائل، وأنا هنا أقول إن المدرسة العلمية الوطنية المصرية لديها بدائل في كل المجالات في الصناعة والزراعة والصحة والتعليم والطاقة، (لو كان في حد بيسمع مكانش هيحصل ضرر إنما مش ممكن نواجه أهوالنا بمنطق أنت فاهم اللي بتتكلم فيه؟).. لكن من المؤسف أن يتم تجنيب أهل العلم وأهل الخبرة لصالح أهل الثقة”.
وردًا على سؤال حول الحوار الوطني، قال الزاهد “كتير من القوى الوطنية في مصر رأت أنه ربما هناك بصيص أمل في الحوار الوطني رغم الهجوم على المشاركين فيه بسبب اتخاذهم كغطاء لتمرير سياسات غير مرغوبة وضارة، لكننا في التحالف أصررنا على الضمانات الصادرة في بيان 8 مايو، خاصة وأن بعض الأمور المطروحة للنقاش لم تكن تحتاج لأكثر من أسابيع وجميعها كان يمكن تحقيقها لأنها في يد النظام، لكن ذلك لم يحدث، ولذلك أعلنا الانسحاب”.
وقال “بشكل عام فإن الحوار يجب أن يكون حالة دائمة سواء على مستوى الأحزاب أو النقابات ومنظمات المجتمع المدني، لا يمكن إدارة البلاد بطريقة القبضة والترويع، أناشد كل عاقل أن ينتبه إلى أننا بحاجة إلى أفق ديمقراطي وفتح الطريق أمام التنوع”.