مدحت الزاهد: التحالف الشعبي يدعم كل جهد تقوم به الدولة بكل مؤسساتها للدفاع عن الأمن القومي المصري خاصة في مياه النيل
نواجه تهديدات مباشرة لحقنا في الحياة والأمن.. ونرفض التدخل التركي في ليبيا وتكرار السيناريو السوري على حدودنا الغربية
نحن أحوج للتوافق والتكاتف ووحدة الارادة والمشاركة الشعبية الواسعة وهو ما يتوجب الإفراج عن سجناء الرأي وفتح النوافذ للتعددية والتنوع
كتب – أحمد سلامة
قال مدحت الزاهد رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي إن حزبه يدعم كل جهد تقوم به الدولة بكل مؤسساتها يستهدف الدفاع عن الأمن القومي المصري وعلى الأخص، حقوق مصر في مياه النيل المرتبط بحق شعبها في المياه والغذاء والحياة، فمصر لا يمكن أن تعطش أو تجوع.
وأضاف الزاهد أن هذه الحقوق محمية بالقانون والاتفاقات الدولية، مشيرًا إلى لزوم عرض الاتفاقات ذات الصلة على مجلس النواب وأن تمارس هذه الاتفاقات في إطار احترام حقوق الدول الأخرى بالتنمية، وفي مواجهة محاولات أي طرف التعسف وفرض إرادته المنفردة وحرمان الأطراف الأخرى من شريان حياتها.
وتابع أنه مثلما يعتبر الحزب المساس بشريان الحياة خطًا أحمر وعملاً عدوانيًا، فإنه يرفض تكرار السيناريو السوري على حدودنا الغربية ووجود قواعد عسكرية تركية في الأراضي الليبية.. منبهًا إلى الاحتلال التركي لأراضي سورية وعراقية وقمعها الوحشي للأكراد، وهو ما يحذر من تدفقات للجماعات التكفيرية بمساعدة تركية إلى الأراضي الليبية وتنشيط بؤر ارهابية سواء في شكل دولة أو دويلة أو مناطق محررة وملاذات آمنة تعتبر تهديدًا للشعب الليبي ولشعب مصر الممتدة حدودها مع ليبيا لمسافة ١٢٠٠ كيلو مترا.
وتابع الزاهد أن التحالف يعتبر أن مصر تواجه تهديدات مباشرة، لحقها في الحياة عبر التحكم في شريان النهر، وحقها في الأمن، عبر تدفقات الميلشيات الإرهابية، ولكل تهديد طبيعته ووسائله وأدوات حسمه، ولا مجال للخوف من تشتيت قواها.. فهي لن تحسم هذه التهديدات بحروب برية وجيوش جرارة، بل بأنشطة نوعية، ومن هنا تبرز فرص لمواجهة تهديدات حقها فى الحياة وحقها في الأمن.
وأعرب عن دعم حزب التحالف لكل جهد تقوم به الدولة ومؤسساتها للدفاع عن الحق في الحياة والحق في الأمن، والذي يشمل تهديدات أوسع نطاقا ترتبط بمحاولات قوى دولية وإقليمية الهيمنة، وتأييد الحزب لكل جهد دبلوماسي للدفاع عن حقوقنا، كما يعتبر أن أي عمل عسكري لحماية هذا الحقوق يدخل في نطاق الدفاع المشروع عن النفس؛ إذا اقتضته الضرورة.
ونبه رئيس الحزب إلى أنه بقدر ما تتطلب هذه المواجهات التوافق والتكاتف ووحدة الارادة وقوة العزيمة ووضوح البوصلة، فإنها تتطلب أيضا المشاركة الشعبية الواسعة من كل القوى الوطنية والمدنية والديمقراطية التي تصدت دومًا للإرهاب ولكل تهديد يمس مصلحة وأمن الوطن وهو ما يتوجب الإفراج عن سجناء الرأي وفتح النوافذ لكل تيارات الحركة الوطنية عن قناعة أن التعددية والتنوع مصدر للقوة والثراء ورافعة للأمن القومي.
وكان الحزب قد أصدر بيانا في يناير الماضي شدد من خلاله على رفض التدخل العسكري التركي في ليبيا، وذلك بعد توقيع حكومة السراج اتقاقيتين مع الحكومة التركية، الأولى هي اتفاقية الغاز وترسيم الحدود البحرية بين البلدين، أما الاتفاقية الثانية فهي الخاصة بإرسال قوات تركية إلى ليبيا، وهي الاتفاقية التي أقرها البرلمان التركي بأغلبيته وصوتت ضد إقرارها 7 أحزاب تركية ورفضها البرلمان الليبى بإجماعه وسحب الثقة من الحكومة التي وقعتها.
وأعرب الحزب حينها عن أن هذه الاتفاقية وما سبقها ويواكبها من وصول مئات من العناصر الإرهابية الوافدة من إدلب بمساعدة تركية وتمويل قطري، تمثل استفزازا وتصعيدا في الموقف وهي قد تؤدي إلى استنساخ للسيناريو السوري على الأراضي الليبية حيث لعبت تركيا دور دولة الترانزيت لتدفقات الميلشيات الإرهابية إلى سوريا بهدف تقسيمها وتفتيتها وطاردت وقمعت الأكراد، وهي لا تخفي نزعاتها العدوانية ضد مصر، وقد لعبت دور الدولة الراعية للتمدد الإخواني كما واصلت السياسة التركية نفس الطريق بمحاولة بناء قاعدة عسكرية تركية في السودان، فضلا عن تطوير علاقاتها العسكرية بإثيوبيا بعد أزمة سد النهضة.
وأكد الحزب، في بيانه الصادر في يناير، رفضه وكل القوى السياسية الوطنية في مصر القبول بتحويل مناطق ليبية إلى ملاذات آمنة لميلشيات التكفير وتحويل الأراضى الليبية إلى ترانزيت وجسر لتدفقات إرهابية إلى مصر أو قيام دولة داعشية على حدودنا الغربية.
وأعرب الحزب عن دعمه ومساندته للقوات المسلحة المصرية في القيام بدورها المقدس والأصيل في حماية حدود مصر وأمنها وسلامتها ضد التهديدات العدوانية من الخارج، وهذه المهمة الدفاعية لا تستبعد المباداة الهجومية بتصفية أوكار ينطلق منها العدوان، مشددًا على أن الخطر الأشد هو هذا التمدد التركي في محيط حيوي لمصر.
ولفت البيان إلى أن تل أبيب دعت تركيا إلى الانضمام لنادي أنبوب الغاز وهو يجدد ما أكدنا عليه دومًا من أنه وبصرف النظر عن طبيعة النظام السياسي في مصر وإعلانه المتكرر عن التحالف الاستراتيجي مع الولايات المتحدة والتطبيع مع إسرائيل فإن الاستعمار والصهيونية يراهنان دومًا على تقزيم مصر والإبقاء عليها ضعيفة مقزمة.