محب عبود يكتب: دعاء لله أم تكتيك سياسى؟
يقول البعض أن ما فعله الناس من البلكونات والنوافذ بالدعاء يفعله الكثير من الشعوب!! فلماذا نسعد بأولئك ونصف سلوكهم بالحضارى بينما نصف سلوك هؤلاء المصريين بالعبط!! لماذا نكيل بمكيالين!!ألا يتطابق خروج المصريين استجابة لدعوة الإخوان والسلفيين بالتظاهر رغم كورونا!! مع سلوك العراقيين وخروجهم فى تظاهرات متجهة نحو الكاظمية لإحياء مناسبة دينية رغم كورونا أيضاً!!
فى البداية يجب أن نبين ما يفعله المواطنين فى فرنسا وفى إيطاليا وأسبانيا، فى الثامنة مساء يومياً يطل الفرنسيين من النوافذ والبلكونات يصفقون ويغنون موجهين التحية لأطقم الأطباء والعاملين بالتمريض الذين يعملون فى ظل هذه الظروف الخطيرة! وأيضاً لرفع المعنويات لبعضهم البعض! بل تجاوز الأمر ذلك أن رجال الشرطة يتجمعون أثناء مرور دورياتهم أمام المستشفيات ويقفون مصفقين للعاملين بها معبرين عن تقديرهم لهذا الدور البطولى! وهذا الأمر يتكرر على نحو مشابه فى إيطاليا وأسبانيا، بل نشهد وقوف أطقم المستشفيات أمام بوابة الخروج لتحية أولئك الذين قد تم شفاءهم تكرر ذلك فى الصين وغيرها! فيم يشبه ذلك مع السلوك الذى حدث بالإسكندرية منذ بضعة أيام؟ هؤلاء يقفون للتصفيق والتحية فى وقت ملائم بينما أولئك يبدأون ذلك فى الرابعة صباحاً غير عابئين بما يثيره ذلك من فزع لأطفال أو لأسر خلدت إلى النوم!! هؤلاء يوجهون تصفيقهم وغناءهم لأفراد محددين وبالتالى يجب أن يأخذ ذلك شكل الإعلان لكى يسمعهم بينما أولئك يدعون أنهم يخاطبون الله عز وجل! فهل الله لن يسمعكم إلا إذا وقفتم فى النوافذ وأطلقتم جعيركم! هل لا يستطيع الله عز وجل أن يعرف دعاءكم ولو همساً حاشا لله! أمر أخير الدعوة بدأت للفرنسيين من فرنسا أوللصينيين من الصين إلخ بينماهنا الدعوة بدأت من أحد مذيعى قناة الجزيرة فى قطر، وهو أمر يكشف عن أغراض سياسية وبعيد كل البعد عن أية نزعات روحانية!!
أما الجزء الثانى وهو التظاهر، بالفعل هذا السلوك لا يختلف فى شئ عن سلوك الذاهبين لحضور مولد بالكاظمية بالعراق! ولهذا الإثنان مدانان، وهما يعبران عن مستوى غير مسبوق من الغيبوبة! وعدم وجود حد أدنى من الإحساس بالمسؤلية لا عن النفس ولا عن الآخرين! وليسأل من قام بذلك نفسه! هل رأيت شعوباً أخرى على ظهر الكرة الأرضية تقوم بذات الفعل! أعرف أنكم تعرفون أن الهدف من كل ذلك ليس الدعاء! ولكن هدف سياسى يتصور أن مجرد الخروج فى مظاهرة سيدفع الناس للخروج أيضاً، ربما يكون ذلك صحيحاً ولكن بشرط عدالة القضية التى يتم التظاهر من أجلها!! إذ أن المواطنين المصريين حين خرجوا فى تظاهرات لرفض ما تعرض له خالد سعيد من انتهاكات لم يكن خروجهم مجرد اندفاع القطيع! بل كان ذلك لعدالة القضية، كما كانت أصابعهم تشير بالاتهام لنظام دأب مراراً وتكراراً على ارتكاب هذه الفظائع اللاإنسانية.