محافظة القاهرة تنفي صدور قرار بإزالة مقبرة طه حسين: ليست ضمن أعمال التطوير بحي الخليفة
نفت محافظة القاهرة صحة ما تم تداوله عبر عدد من المواقع الإخبارية وصفحات السوشيال ميديا بشأن إزالة مقبرة عميد الأدب العربى د. طه حسين ضمن أعمال التطوير التى تجرى بمنطقة الخليفة بمحافظة القاهرة.
وأكدت المهندسة جيهان عبد المنعم نائب محافظ القاهرة للمنطقة الجنوبية، في بيان اليوم الجمعة، أنه لم يصدر قرار بإزالة مقبرة الدكتور طه حسين الواقعة في منطقة مقابر قرافة سيدي عبد الله بمنطقة التونسي بالقرب من مسجد ابن عطاء الله السكندري في نطاق حي الخليفة بجنوب القاهرة، وأنها لا تدخل ضمن أعمال التطوير التي تتم حاليا في حي الخليفة.
كانت النائبة مها عبد الناصر، طالبت المسئولين في الدولة بالحفاظ على تراثنا وتاريخنا والعمل على إعلاء هذا التراث لا تدميره، موضحة في بيان أمس الخميس، أنها تقدمت منذ مايو الماضي بطلب إحاطة حول ما تردد حول إزالة مقبرة عميد الأدب العربي طه حسين، ولم يناقش الطلب منذ ذلك الوقت، قبل أن تفاجأ بأخبار في جريدة الشروق عن قرب إزالة المقبرة.
وأضافت: “إن صح ذلك فهو يعد جريمة لا تغتفر في حق الوطن، الدول الأخرى تستعين برموزنا وتضعهم على أجندتها الدولية وتسمي بهم معارض ونحن نهدم هذا التاريخ بدلا من استغلاله والبناء عليه”.
ومؤخرًا، تداولت أنباء في الوسط الثقافي وبين المهتمين بالتراث، عن إزالة مقبرة الدكتور طه حسين، بجانب مقابر أخرى بمنطقة التونسي، لأجل تنفيذ محور ياسر رزق المروري، الذي يربط بين المقطم وصلاح سالم.
وفي وقت سابق تقدمت النائبة مها عبد الناصر، بطلب إحاطة موجه لكل من رئيس مجلس الوزراء، ووزير السياحة والآثار، ووزير النقل والمواصلات، ووزيرة الثقافة، ووزير الإسكان، ووزير التنمية المحلية بشأن التأثير السلبي للمحور المسمى باسم ياسر رزق ومشروع كورنيش المقطم على مقبرة عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين ومقابر القاهـرة التاريخية.
وقالت النائبة في طلب الإحاطة: “يصادف هذا العام 2022 ثلاثة أحداث ثقافية هامة للغاية، حيث تم اختيار مدينة القاهرة عاصمة للثقافة الإسلامية تأكيداً على دورها التاريخي والريادي في إثراء الثقافة العربية والإسلامية، بحيث تنطلق الاحتفالات الثقافية في أرجاء المدينة من مناطق متعددة على مدار عام كامل”.
كما اختارت الإمارات عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين شخصية رئيسية لمعرضها السنوي للكتاب الذي تنظمه أبوظبي أواخر مايو من هذا العام، بالتزامن مع صدور كتاب هام للغاية من جامعة ستانفورد العريقة عن مجهودات طه حسين التنويرية، تحت عنوان النهضوي الأخير أو آخر رواد النهضة.
وأخيراً تحل هذا العام الذكرى العاشرة لرحيل المهندس والمفكر المصري ميلاد حنا، صاحب المؤلفات العدة، وفى مقدمتها الأعمدة السبعة للشخصية المصرية، التى قدمها منتدى شباب العالم سنة ٢٠١٨، ضمن نسخته الثانية كمظلة رئيسية لكافة الموضوعات والمناقشات المستندة إلى تراث مصر وهويتها، تحت رعاية رئيس الجمهورية وفي حضور كامل للحكومة المصرية.
وأشارت النائبة إلى أنه بالتزامن مع هذه السياقات الثقافية، انتشرت منذ أيام مجموعة من الأخبار على لسان عائلة عميد الأدب العربى الدكتور طه حسين مدعومة بمجموعة من الصور الفوتوغرافية لمدفنه أسفل جبل المقطم بالقاهرة، حيث تم وضع مجموعة من العلامات اللونية تمهيداً لإزالة المدفن من أجل تنفيذ محور مروري جديد يصل طريق صلاح سالم بجبل المقطم ضمن مشروع كورنيش المقطم، الذي تم الإعلان عنه مؤخراً، وأثارت هذه المعلومات حالة كبرى من الجدل، قبل أن تعلن محافظة القاهرة أن ليس لديها أي معلومات عن المشروع، وأنها لم تُخطر رسمياُ بما يتم فى هذه المنطقة التاريخية.
ولفتت النائبة إلى أن هناك تساؤلات متعددة حول هذه المشروعات ومن يقف وراءها، وأولوياتها مقارنة بالتحديات الاقتصادية للدولة المصرية في الوقت الراهن، لا سيما أن مثل هذه المشروعات يجب أن تخضع للعديد من الدراسات الخاصة بتقييم الآثار البيئية والاجتماعية والاقتصادية وفي مقدمتها الحوار المجتمعي، وهذا لما يحدث ولا توجد أي معلومات رسمية متاحة عن تأثير هذا المشروع الضخم على مستقبل القاهرة.
وقالت النائبة إنه بغض النظر عن القيمة التاريخية والرمزية الهامة للغاية لمدفن عميد الأدب العربي طه حسين وأهمية الاحتفاء بمرقده الأخير في سياق الاحتفال بالقاهرة كعاصمة للثقافة الإسلامية هذا العام، فإن هناك قيم أكثر أهمية تتمثل في ضرورة الحفاظ على جبانات القاهرة التاريخية كوحدة متكاملة، وإعادة تأهيلها بما يتناسب مع خصوصية هذه المنطقة الهامة للغاية، باعتبارها وادي ملكات وملوك للمصريين المحدثين أو رواد الحداثة المصرية، في ظل التأكيد على أهمية تأصيل الموروث التاريخي والثقافي المصري من خلال الأعمدة السبعة للشخصية المصرية التى أعلنها الرئيس السيسي في منتدى شباب العالم منذ ثلاث سنوات، وألتزمت بها الحكومة المصرية أمام العالم أجمع.
وأكدت النائبة أنه انطلاقاً من الأهمية الاستثنائية العالمية لمدينة القاهرة كعاصمة للثقافة الإسلامية هذا العام، يجب على الحكومة المصرية الإعلان عن مسابقة دولية، للحفاظ المتكامل على هذه المنطقه الهامة (جبانات القاهرة التاريخية) للوصول إلى أفضل الحلول المستدامة التي تأخذ بعين الاعتبار تحديات التنمية دون تجاهل القيم التاريخية والرمزية لهذا الموقع المتفرد.
ولفتت النائبة إلى أن إحدى المؤسسات العالمية المرموقة أبدت رغبتها في إطلاق هذه المسابقة وقدرتها على توفير التمويل اللازم لها دون أن تُحمل خزانة الدولة أي أعباء مالية ولكن بشرط جدية الحكومة المصرية وتعاونها كشريك محلي لإنجاز هذه المسابقة، وهذا ما يجب أن تحرص عليه الحكومة التي التزمت أمام العالم أجمع بالحفاظ على الأعمدة السبعة للشخصية المصرية.