لحق بالمناضلين| الموت يُغيّب الفنان خالد حمزة.. رحلة البحث عن الحرية من تظاهرات 1954 إلى “كفاية” وحتى ثورة يناير

كتب – أحمد سلامة

بعد حياة حافلة بالنضال والمواقف المشرفة التي استمرت حتى آخر لحظات حياته، رحل عن عالمنا الفنان المسرحي والتلفزيوني خالد حمزة بعد صراع مع المرض.
خبر الوفاة أعلنه، مساء الأحد، صديقه الكاتب إيمان يحيى عبر حسابه بموقع “فيس بوك”، ونشر صورة له معلّقا: “توفي إلى رحمة الله الفنان خالد حمزة بعد حياة حافلة بالعطاء الفني ممثلا ومخرجا مسرحيا ومؤلفا”.

يحيى أضاف “تعرفت عليه في أواخر الثمانينيات من القرن الماضي، في معركة انتخابية خاضها صديقه الدكتور مختار السيد، ثم التقينا في حركة (كفاية) مجددا، وفي الثمانية عشر يوما التي قضيناها في ميدان التحرير، كان يبيت يوميا في الميدان رغم اعتلال الصحة وكبر السن”.

وتابع: “غادرنا اليوم مثقف ومناضل وفنان جميل، رحمك الله يا أستاذ خالد، ستظل دائما حيا بأعمالك ونضالاتك”.

وعمل خالد حمزة، هو ‬ممثل مسرحي‮ ‬وتليفزيوني‮، عضوا في عدد من الفرق المسرحية، ومنها (‬فرقة المسرح الحديث،‮ ‬فرقة مسرح الحكيم،‮ ‬مسرح الجيب)، وشارك كممثل في‮ ‬كثير من عروض فرقة السامر المسرحية، كما كتب سهرتين للتليفزيون أخرجهما صفوت القشيري‮ ‬وحمدي‮ ‬الإبراشي،‮ وأخرج العديد من المسرحيات، ‬منها‮ “‬العتمة، ‬الخبر، ‬حلاق بغداد‮، ‬بيت الدمية‮، ‬الناس اللي‮ ‬تحت” وغيرها.

عدد كبير من الشخصيات العامة نعوا الراحل عبر صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، كان من بينهم رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي مدحت الزاهد الذي نشر صورة للفقيد مُعلقا “وداعًا الفنان خالد حمزة”.

الكاتبة الصحفية إكرام يوسف نعت الفقيد عبر صفحتها على موقع التواصل فيس بوك قائلا “الله يرحمه ويغفر له ويصبر أحبابه.. كنت آلقاه في الميدان أيام الثوره، كان يقول إن عمره – وقتها -تجاوز السبعين و في إحدى الليالي الباردة وكان الوقت تجاوز منتصف الليل بأكثر من ساعة، وبدأت السما تمطر، عرضت عليه أن أوصله إلى حيث يمكنه أن يتقي المطر، فقال لي (حاشوف اي حد معاه بطانية والزق جنبه للصبح!) كان يحكي لي أنه ينتمي إلى ميدان التحرير منذ كان يقود المظاهرات في ١٩٥٤”.

وأضافت “رحم الله الفنان الملتزم المناضل خالد حمزة.. سيأتي يوم يكتب فيه تاريخ مصر الحقيقي.. ويعلم المصريون أسماء أبطال من هذا الوطن، نجحت آلة إعلام الفساد والاستبداد في التعتيم عليها إلى حين.. ويتعلم الشباب أن تاريخ الحركة الوطنية لم يخلق في ٢٠١١ وأن جيل العواجيز ناضل وربى وعلم ومهد الطريق لثورة أبناء كانوا إلى جوارهم كتفا بكتف”.

الكاتب الصحفي كارم يحيى، كتب مُعلقا على وفاة الفنان خالد حمزة “كان إلى جانب الشعب والثورة كما عرفته من احتجاجات (كفاية) إلى ثورة 25 يناير، لم يمنعه عمر أو مرض أو حصار في مهنته ولقمة عيش”.

وقال الشاعر الكبير زين العابدين فؤاد “خالد حمزة، في 30 يناير 2011، في ميدان التحرير، قبل ما اطلع على أول منصة مع حازم شاهين، في وجود زياد العليمي وإكرام يوسف، كنت خايف عليه من التعب، لقينا بطانية لفناه بيها، بعد مانزلنا وحازم غنى يتجمعوا العشاق. قلت لخالد : خلينا نشوف طريقة ترّوح من الميدان. قال مش هاروح. قلت يا خالد انت تعبان و وجودك خطر عليك. ضحك وقال (آخرها هاموت يعني؟ وفيها إيه؟على الأقل أموت وأنا سعيد وفرحان).
وأضاف فؤاد “خالد حمزة.. تموت فرحان طبعا لأنك رايح لطوابير المناضلين و الرفاق اللي سبقوك. وطوابير كل شهداء الحرية”.

شارك خالد حمزة فيما يقرب من 38 عملا فنيا، كان من بينها فيلم”ضد الحكومة” وظهر بدور القاضي، وفيلم”عودة الهارب”، ومسلسلات”الهروب إلى السجن”، و”مذكرات زوج”، و”العيش والملح”.

وعانى الراحل في أواخر حياته من شلل الرعاش الذي منعه من التواصل مع أصدقائه عبر مواقع التواصل الإجتماعي، فكتب عبر حسابه على فيسبوك في سبتمبر الماضي: “صديقاتي أصدقائي أعذروني .. شلل الرعاش يعبث بأصابعي ويمنعها من الوصول إلى ما أريد أعدت المحاولة مرات عديدة، لم أوفق، أرهقت.. أعذروني غير قادر على الاستمرار”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *