«كوب شاي» حولها من مطربة للممثلة وعادل إمام الوحيد الذي حضر جنازتها.. أبرز المعلومات عن الفنانة نعيمة الصغير
كتب: عبد الرحمن بدر
اشتهرت بشخصية “الكتعة” التي جسّدتها في فيلم “العفاريت” وهي المعلمة التي تقوم بخطف الأطفال، لدرجة أن الأطفال لقبوها بـ”أمنا الغولة”، كما جسّدت شخصية المرأة القاسية لذا لقبت بـ”شريرة الشاشة”.
إنها الفنانة الراحلة نعيمة الصغير، التي كانت بدايتها بعيدة تمامًا عن أدوار الشر، فكانت مطربة تتمتع بصوت رقيق تغني المونولوجات بالملاهي الليلية والكباريهات حتى شربت كوبًا من الشاي المسموم.
رغم تجسيدها لأدوار الشر في أعمال عديدة لها خاصة بعد تغيّر صوتها، إلا أنها لعب أدوارًا كوميدية أيضًا ويرجع ذلك لتمتعها بحس فكاهي أمام الكاميرا وأيضًا في الواقع فهي تجيد إلقاء الإفيهات.
نعيمة الصغير
نعيمة عبد المجيد عبد الجواد، الشهيرة فنيًا باسم “نعيمة الصغير”، هي ممثلة مصرية ولدت في 25 ديسمبر 1931 بالإسكندرية ورحلت عن عالمنا في 20 أكتوبر 1991.
نعيمة الصغير تزوّجت مرتين، المرة الأولى من الفنان محمد الصغير الذي بفضله غيّرت اسمها لـ”نعيمة الصغير”، وتزوّجت للمرة الثانية من رجل خارج الوسط الفني.
مطربة.. نعيمة وأولى خطواتها بالفن
ما لا يعرفه الكثيرون أن الفنانة المصرية الراحلة صاحبة الصوت “الخشن” نعيمة الصغير قبل التحوّل بدأت مشوارها الفني بالغناء، حيث كانت مونولوجستًا تقوم بإلقاء المونولوجات وتغني بالملاهي والكباريهات.
بعدما تعرفت نعيمة عبد المجيد على المطرب السكندري محمد الصغير وانتهت قصتهما بالزواج، بدأت تعمل معه فالتحقا معًا بفرقة إبراهيم حمودة، ومن بعده انتقلا إلى فرقة الفنان إسماعيل ياسين.
ولعبت الصدفة دورها في حياة نعيمة الصغير التي كانت تحلم بالغناء، فبعد أن حققت شهرة كبيرة في مسقط رأسها الإسكندرية عرفت الشهرة ودخلت إلى عالم التمثيل كمطربة صدفة.
وكان ذلك عندما شاهدها المخرج حسن الإمام وهي تغني بجانب زوجها، فرشحها لدور في فيلم “اليتيمتين” عام 1948 حيث ظهرت كمطربة وغنّت مونولوجات “الحظ معايا”، و”أوعى وشك”.
وبعد هذا الفيلم تركت نعيمة الصغير القاهرة وعادت إلى الإسكندرية لتعمل في الإذاعة إلا أنها عادت مرّة أخرى إلى القاهرة بناءًا على طلب من المخرج محمد سالم لتعمل كممثلة.
“كوباية شاي” تحوّل نعيمة الصغير من مطربة للممثلة
من المواقف المثيرة والمهمة في حياة الفنانة المصرية الراحلة نعيمة الصغير كان تغيّر صوتها تمامًا من العذب الجميل إلى الخشن.
ويرجع السبب في ذلك التحوّل إلى قصّة مثيرة رغم عدم إثبات صحتها إلا أن العديد من المواقع الصحفية تناقلتها على لسان نعيمة الصغير في أحد لقاءاتها التليفزيونية، والتي تمثلت في “كوباية شاي”.
فيقال أن نعيمة الصغير ابتعدت عن الغناء واتجهت للعمل في التمثيل بعدما تغيّر صوتها وأصبح خشنًا بعدما دسّت لها إحدى زميلاتها “سمًا” في كوب الشاي مما أثر ذلك على أحبالها الصوتية.
وكان لهذا التحوّل الكبير في صوتها دورًا في حياتها الفنية، حيث تخلّت تمامًا عن حلمها بأن تصبح مغنية، وتركت الغناء للتفرغ تمامًا للسينما بل ساعدها نبرة صوتها الجديدة مع ملامحها القاسية لتجسّد أدوار الشر.
فبرعت نعيمة الصغير في دور الأم والحماة القاسية، كما أدت شخصية “ريا” والمرأة التي لا تعرف الرحمة وتعذب الأطفال لذا عرفت بـ”أمنا الغولة”، و”الكتعة” فأرعبت الأطفال بدورها في فيلم “العفاريت”.
نعيمة موديل إعلانات.. والرقابة تمنع فما السر؟
تم استغلال شهرة الفنانة نعيمة الصغير للترويج لبعض السلع والمنتجات فوافقت نعيمة وبالفعل قامت بتصوير بعض الإعلانات التجارية مثل “مرقة الدجاج” و”الشمعدان” وغيرهم من منتجات شهيرة.
وظهرت نعيمة في إعلان مرقة الدجاج حيث تنصح الجمهور باستخدامها، كما قدمت إعلانات تستهدف الأطفال رغم أنها كانت “أمنا الغولة” بالنسبة لعدد كبير من الأطفال إلا أن إعلاناتها حققت نجاحات كبيرة.
ومن أبرز مواقفها في “الإعلانات” كان منع الرقابة لأحد الإعلانات التي ظهرت نعيمة الصغير فيها وهو إعلان لمنتج بسكويت “الشمعدان” فبعد أن صوّرت الفنانة الراحلة صدمت بمنعه من العرض.
وبررت الرقابة قرارها هذا بأن الإعلان قد حمل بعض الإيحاءات الجنسية وذلك وفقًا لرواية الماكيير محمد عشوب والذي كان واسطة التعاقد معها على الإعلان كما تسبب الإعلان في قطيعة بينهما.
لم يشعر برحيلها أحد.. رحيل نعيمة الصغير
في 20 أكتوبر 1991 رحلت الفنانة المصرية نعيمة الصغير عن عالمنا بعد صراع مع المرض، ومن المحزن أنها رغم ما قدمته للفن إلا أن وداعها خلى من وجود الفنانين.
فلم يشعر برحيل الفنانة نعيمة الصغير أحد من زملائها بالوسط الفني سوى فنان واحد فقط وهو الفنان عادل إمام “الزعيم”.
خاصة وأنها جسّدت دور والدته في أكثر من عمل فكانت والدته في فيلم “كراكون في الشارع”، وأيضًا في فيلم “خلي بالك من عقلك”، فقام هو الفنان الوحيد بتشييع جثمانها لمثواها الأخير.
