كلمتان ورسالة وقائمة بـ51 محبوسا.. نص كلمات إسراء عبد الفتاح وسولافة مجدي ورسالة أسرة عـلاء عبـد الفتاح أثناء تسلم المواطنة الشرفية من بلدية باريس
إسراء عبد الفتاح: نتمنى تفعيل الإستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان في مجال الحريات والمجتمع المدني.. وأهدي التكريم لزوجي محمد صلاح
د. ليلى سويف تروي ظروف حبس عـلاء في رسالتها وتؤكد: منحه المواطنة الشرفية لفتة تضامنية نثمنها كنت اتمنى ان يحضر علاء حفلكم وتؤلمني استحالة ذلك
سولافة مجدي تختتم كلمتها بأسماء سجناء سياسيين وتطالب بالإفراج عنهم: عايشت أحلامهم لمدة 18 شهرا ولمست أمالهم بالحرية
كتب- كريستين صفوان
كلمتان ورسالة وقائمة بخمسين محبوسا شكلت الرسالة المصرية في حفل منح المواطنة الشرفية لمدينة باريس لاربعة نشطاء مصريين بين محبوسين حاليين ومفرج عنهم وهم الصحفيتين إسراء عبـد الفتاح وسولافة مجدي والناشط عـلاء عبـد الفتاح الذي غاب عن الاحتفال بسبب حبسه والباحث باتريك جـورج الذي تم اطلاق سراحه مؤخرا.
و القت كل من الصحفيتين إسراء عبـد الفتاح وسولافة مجدي كلمتين خلال حفل تسليمهما المواطنة الشرفية لبلدية باريس ، فيما وجهت أسرة الناشط عـلاء عبـد الفتاح رسالة كتبتها والدته د. ليلي سويف للاحتفال الذي أقيم متواكبا مع الاحتفال باليوم العالمي لحقوق الانسان وأصرت الزميلة سولافة مجدي أن تختم كلمتها بقائمة ضمت 50 محبوسا مطالبة بالافراج عنهم بعد ان اصرت على حمل رسالتهم في كلمتها.
وسلمت عمدة باريس، يوم الجمعة، المواطنة الفخرية لأربعة من السياسيين المصريين والمعارضين وهم الناشط السياسي المحبوس علاء عبد الفتاح، والصحفية والناشطة السياسية إسراء عبد الفتاح، والمصورة الصحفية سولافة مجدي، والباحث باتريك جورج، إلى جانب آخرين.
وغاب علاء عبد الفتاح عن استلام المواطنة الشرفية بسبب ظروف حبسه احتياطيا منذ سبتمبر ٢٠١٩، بينما شاركت إسراء عبد الفتاح وسولافة مجدي وزوجها المصور حسام الصياد في الحفل من العاصمة الفرنسية، كما غاب باتريك جورج، والذي أخلت قوات الأمن سبيله أمس فقط تنفيذا لقرار المحكمة بإخلاء سبيله.
وأهدت الصحفية إسراء عبد الفتاح، خلال كلمتها تكريمها لزوجها المحبوس محمد صلاح متمنية الافراج عنه.. وقالت إسراء في كلمتها بالحفل: “في البدء أحب أن أعبر عن امتناني لتلك الدعوة وهذا التكريم الذي حصلت عليه أنا وعدد من النشطاء والأصدقاء والذي تم الافراج عن العديد منهم ولكن لازال لدينا عدد منهم نتوقع أن ينعموا بحريتهم قريبا كما نحن عليه الان. وأخص بالذكر زملائي في التكريم وزوجي الصحفي محمد صلاح الذي اهدي له هذا التكريم.
وأضافت: “إن حصولي على المواطنة الشرفية للمدينة من عمدة باريس هو تقدير أشكركم عليه وأقدر اهميته في خضم عملنا كصحفيين ومدافعين عن حقوق الإنسان”.
وأشارت عبد الفتاح إلى أن مصر مرت بالعديد من التحولات في خلال السنوات الأخيرة وظل شبابها ثابت يدافع عن حرية هذا الوطن وطموحات أجياله.
وقالت: “عاهدنا بلدنا على الحفاظ عليها وعلى حقوق مواطنيه بكل الأدوات السلمية ونتمنى أن تفعل الإستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان التي تم أطلقها في مصر مؤخرا وخاصة في مجال الحريات والمجتمع المدني”.
وختمت كلمتها قائلة: “السادة الحضور.. أشكركم على المساندة والتضامن سنظل جميعا نتطلع لدعم الشعوب لبعضها في هذا العالم لتحقيق الافضل للإنسانية”.
وفي خطاب من السيدة ليلى سويف، ألقته المصورة الصحفية سولافة مجدي، قالت والدة الناشط علاء عبد الفتاح: “السيدة عمدة بلدية باريس السيدات والسادة ممثلي المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان وعن حرية التعبير بشكل خاص.. في بداية كلمتي أود أن أوجه لكم الشكر جميعا باسمي وباسم ابني علاء عبد الفتاح وباقي أفراد أسرتي”.
وأضافت سويف: “منح علاء المواطنة الشرفية لمدينة باريس لفتة تضامنية نثمنها بشدة خاصة حين نتذكر الظروف التي تم فيها الإعلان عنها في هذه اللحظة التي تتعرض فيها البشرية إلى مخاطر الجائحة والتغيير المناخي والتي كنا نأمل أن تواجه بتضامن أممي كي ننجو جميعا ونتعاون لبناء عالم أكثر رحابة وعدالة نجد للأسف جل حكومات العالم لا زالت مشغولة بالحفاظ على المصالح الآنية الضيقة للقلة من أصحاب السلطة والاثرياء بأي ثمن وتتصاعد في كل مكان انتهاكات حقوق الانسان وتتقاعس الحكومات المختلفة عن القيام بواجبها في التصدي لها حتى لو ظلت تتدعى تمسكها بتلك الحقوق والدفاع عنها”.
وتابعت: “في مواجهة كل ذلك يؤدي التضامن الأممي بين من يدافعون عن حقوق الإنسان قولا وعملا دورا محوريا لا غنى عنه في نضالنا المستمر من أجل بناء عالم جديد”.
ومضت قائلة: “استغل هذه اللحظة كي احدثكم باختصار عما يعانيه علاء في محبسه. علاء ممنوع تماما من القراءة والاستماع إلى الراديو منذ أكثر من عامين وهي حقوق يكفلها القانون لكل مسجون مهما كان جرمة. علاء ممنوع تماما من التريض منذ أكثر من عامين أيضا تغلق عليه زنزانته لا يخرج منها إلا للزيارة الشهرية والمثول أمام النيابة أو القضاء هو لا يتعرض لضوء الشمس إطلاقا ومع كل ما يعانيه علاء فهناك من يعانون أكثر منه هناك سجناء منعت الزيارات عنهم منذ سنوات. هناك سجناء مرضى يعانون من الاهمال وأحيانا منع الدواء عنهم. وشباب ونساء ورجال مختفيين قسريا لا تعرف أسرهم شيئا عن مصائرهم”.
وواصلت: “في أكتوبر الماضي بعد مرور أكثر من عامين على حبسه أحيل علاء ومعه اثنين من المدافعين عن حقوق الإنسان محمد الباقر المحامي، ومحمد إبراهيم المدون الصحفي إلى محكمة استثنائية لا يجوز الطعن على أحكامها محكمة جنح أمن الدولة طوارئ بتهم نشر أخبار كاذبة ومن المنتظر أن تصدر حكمها في 20 ديسمبر الجاري بعد محاكمة لم تتم عمليا إذ لم يُسمح للمحامين المنوط بهم الدفاع عن المتهمين بتسلم نسخ من ملف القضية ولا بالتشاور مع المتهمين”.
وختمت الدكتورة ليلى سويف خطابها قائلة: “كنت اتمنى ان يحضر علاء حفلكم تؤلمني استحالة ذلك لكن يخفف من ألمي أن الصديقتين سولافة مجدي واسراء عبد الفتاح حاضرتين بعد أن نجتا من سجون النظام المصري.. مرة أخرى أشكركم لقد عشت في مدينة باريس لمدة عام أثناء قيامي بمهمة علمية منذ 20 عاما وأحببتها، الآن وقد صار علاء من مواطنيها أتمنى من كل قلبي أن تتاح لي الفرصة قريبا أن أزورها بصحبته”.
من جانبها، أكدت الصحفية سولافة مجدي، خلال كلمتها أنها ممتنة لهذه اللحظة وتهديها لكل شخص يستحق أن يكون في هذه المكانة الآن، وطالبت بالإفراج عن سجناء الرأي في مصر وكل المحبوسين احتياطيا على ذمة قضايا “وهمية”، وشددت على الإدارة المصرية ضرورة إحداث انفراجة حقيقية من أجل مستقبل هذا البلد.
وقالت سولافة في إنه “منذ عام مضى كنت حبيسة زنزانة 8 في سجن النساء وكان سقف طموحي لا يرتفع عن تحسين أوضاعي في السجن لباقي السنوات التي سأقضيها فيه وأن أرى زوجي حسام الذي كان يقبع هو الآخر في سجن طرة ولو لمرة واحدة كل جلسة تحقيق لاطمأن عليه”.
وأضافت: “لم يكن يخطر ببالي ابدا أنني سأفارق هذا المكان.. حتى حين علمت بخبر منحي المواطنة الشرفية الفرنسية بمجهود كريم من بلدية مدينة باريس وكان ذلك في إحدى جلسات المحكمة لم أكن اتصور أن ذلك شيء قابل للتحقق وأنني بعد سنة واحدة سأقف أمامكم كما أنا واقفة هنا الآن، ولأن ذلك يعني لي الكثير فأنني أود أن أشير أني بقيت في السجن بعدها لنحو 5 أشهر قبل إطلاق سراحي ولذلك في هذه المناسبة أود أن أقول انها ساهمت بشكل كبير في وقف التنكيل بحقي آنذاك.. منحتني غطاء من الحماية كنت في أشد الحاجة إليه في تلك اللحظة.
وتابعت: ولطالما اتهمنا السلطات المصرية بأننا نسعى لتشويه صورة بلادنا والاستقواء بالخارج عليها وبما إنني ها هنا الآن اتحدث عن بلادي، اراني مضطرة أول ما أبدأ أن اكشف عن نيتي واجاوب عن سؤال لماذا أنا هنا.. الحقيقة إنني هنا لا لأحرض ضد السلطات في بلادي ولا لأشوه صورة البلد الذي ما انتميت حين انتمين إلا إليه، ولست معنية أبدا بخوض معركة محسومة سلفا فما حولي وما قوتي في مقابل النظام المصري لكن ما أنا هنا من اجله وما أنا معنية به هو آلا اخون ضميري وأمانة حملني إياها أناس لولا وجودهم إلى جواري ودعمهم لي في محنتي ربما ما صمدت ولا كنت امامكم هنا الآن بينما هم لا يزالون في محنتهم قابعين ولولا أننا افقدنا منابرنا في بلادنا لما احتجتم انتم أو احتجت أنا لهذا المنبر لإسماع أصوات المصريين المغيبين خلف القضبان فشكرا جزيلا مجددا على إتاحتكم هذه الفرصة لي ولزملائي ولآلاف المصريين الذين ينتظرون يوما يتنفسون فيه نسيم الحرية”.
وواصلت: “أنا هنا الآن لأكون صوتا لهم لمنحهم القوة والمثابرة على تحمل ما يعانون منه في هذه اللحظة.. لست مؤهلة للخطابات الرسمية أو شبه الرسمية وليس بجعبتي الكثير لأحكيه عن تجربتي الشخصية أنا الآن انعم بالحرية وذلك شيء عظيم وكاف بالنسبة إلي لكن كاهلي مثقل بالحكايات والتجارب لإناس عايشتهم فترة سجني هم الأولى بتلك المساحة أن تذكر اسمائهم فلكل اسم قصة تستحق أن تروى وتوثق.. هذه الأسماء ليست حروف مجردة ولكنها اختصار لحيوات غيبتها السجون”
ومضت قائلة: “لا تتوافر لدي في هذه اللحظة احصاءات عن أعداد المعتقلين وهم في الحقيقة ليسوا أعداد أنهم بشر لو عايشتهم لـ18 شهرا مثلي واقتربت من أحلامهم وآلامهم لما استطعت أن تظل معلقا بهذه الأرواح والنفوس الجميلة المظلومة وحتى وإن غادرت السجن فلم تستطيع مغادرتهم”.
وقالت سولافة: “خرجنا من السجن محملين بأمال كبيرة لخروج أصدقائنا بعدنا بفترة وجيزة وتضخمت هذه الأمال مع اطلاق الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان التي أعلنت عنها الإدارة المصرية منذ عدة أشهر وكانت على المستوى النظري مرضية حيث حملت وعودا بحل ملف المحبوسبن احتياطيا والسماح بمساحات ومشاركة أوسع للمشتغلين بمنظمات المجتمع المدني في مصر وعدم التضييق على الصحافة
لكن ما تحقق منها حتى الآن ليس مرضيا على الإطلاق لكننا مازلنا متمكسين بالأم وصوت العقل ويأتي اليوم الذي تدرك فيه الإدارة المصرية أنها ليس في معركة مع شعبها وأنه لن يضرها شيئا لو عاد كل من غيبتهم السجون لحيواتهم وعائلاتهم بل على النقيض تماما فإن ذلك في صالحهم وصالحنا إذ إن الأوطان لا تبنى بسجون ولكن تبنى بالاستثمار في مواطنيها وشعوبها”.
وأضافت: “أود أن اقول للإدارة المصرية.. نحن شعبكم ومواطنيكم ومستقبل هذا البلد فإن كنتم تودون نهضته وتقدمه فإن الفرصة دائما أمامكم وكل تأجيل هو بمثابة إهدار في الخسارة وإطلاق للنار على النفس.. أمامكم الفرصة لإحداث انفراجة حقيقية اطالب الآن وفورا بالإفراج عن كل معتقلي الرأي وكل المحبوسين على ذمة القضايا الوهمية.
وتابعت قائلة: “في الختام أود أن أقول لم نترك بلادنا كما يترآى للبعض ولم نتمنى ذلك يوما لقد بقينا فيها حتى آخر لحظة تمسكنا بأحلامنا وحبنا الخالص للوطن.. ذقنا وعشنا جمل اللحظات وأحلكها. خضنا معارك ضارية من أجل رفعة أوطاننا وحتى ونحن داخل السجون كنا راضون ولازلنا نعلم أن الإيمان بالمبادئ والتشبث بها له ضريبة قاسية دفعناها بنفس راضية ولازلنا نحلن بحرية لا يشوبها خوف بحرية غير مؤقتة نترقب اليوم الذي تسلب منها فيه مجددا”.
وختمت سولافة كلمتها قائلة: اسمحوا لي بان ابدأ بالمطالبة بأقرب صديقاتي هناك واليوم ارتدي سوارها في يدي كي أشعر أنها إلى جواري.. اسمحوا لي أن نكون صوتا ونطالب بالحرية لكل من:
1- حسيبة عبد المجيد محسوب
2- علاء عبدالفتاح
3- أحمد سمير
4- رامي شعث
5- سناء سيف
6- محمد صلاح
7- أحمد دومة
8- مروة عرفة
9- محمد الباقر
10- محمد رمضان
11- خلود سعيد
12- هيثم محمدين
13- محمد القصاص
14- رضوى محمد
15- وليد شوقي
16- نرمين حسين
17- امل حسن
18- حسن مصطفى
19- حسام مؤنس
20- هشام فؤاد
21- زياد العليمي
22- شريف الروبي
23- موكا
24- مصطفى جمال
25- عائشة الشاطر
26- هدى عبدالمنعم
27- علا القرضاوي
28- يحيى حسين
29- أيمن عبد المعطي
30- إبراهيم عز الدين
31- عمرو إمام
32- رامي كامل
33- عمر نهوان
34- محمد محيي
35- محمد اوكسجين
36- أحمد علام
37- علاء عصام
38- بلال عبدالرازق
39- جلال البحيري
40- صفوان ثابت
41- سيف ثابت
42- أبو هريرة
43- محمد عادل
44- سيد مشاغب
45- عبدالمنعم أبو الفتوح
46- معتز حسب النبي
47- إسماعيل الاسكندراني
48- مصطفى الخطيب
49- سيد عبدالله
50- سمية ماهر
51- مصطفى النجار
وكانت مدينة باريس قد أعلنت في ديسمبر من العام الماضي، منح 4 مصريين، وهم علاء عبد الفتاح، وإسراء عبد الفتاح، وسولافة مجدي، وباتريك جورج صفة “المواطنة الشرفية”، في ديسمبر من العام الماضي.
وقال مجلس بلدية باريس إن هذا التكريم، هو محاولة لمشاركة السجناء المصريين معاركهم وسجونهم ونحن نطالب بإطلاق سراحهم.
وقالت هيدالجو، عبر حسابها على “تويتر”: “في هذا اليوم العالمي لحقوق الإنسان، فخورون بالترحيب بالمواطنين الفخريين لمدينة باريس”، مضيفة: “هذا الامتياز بدا في عام 2001، وهو يمثل التزام باريس تجاه أولئك الذين يدافعون عن حقوق الإنسان، الذين تدعمهم مدينتنا”.
ونشر جان لوك روميرو ميشيل، نائب عمدة باريس، صورا لتسلم سولافة وإسراء المواطنة الشرفية، معلقا: “أطلق سراحها في مارس 2021، بعد أكثر من عام من الاعتقال التعسفي في مصر، وحصلت الصحفية سولافة مجدي على المواطنة الشرفية لمدينة باريس منذ ديسمبر 2020، وكرمتها آن هيدالجو رسميا، مضيفا: “لحظة من العاطفة الشديدة”.