(كفرناحوم).. فيلم عن الفقر والعشوائيات والمهاجرين.. لا نهايات سعيدة في عالم بائس
شاهده لكم – حسين هلال
عن الفقر, زواج القاصرات, أطفال الشوراع, العشوائيات, المهاجرين، واللامبالاة من المواطن .
فيلم من إخراج نادين لبكي , من أفضل المخرجات في العالم العربي، إبداعاتها الفنيه تخطت إبداعات مخرجين رجال , يمكن لأي مخرج أن يصنع من أي عنوان من هذه العناوين فيلما مستقلا بقضيته لكن نادين لبكي اختارت أن تجمع كل هذه المواضيع في فيلم واحد لتخبرنا أن هذا هو حال العالم العربي نتاجا للسنين السابقة من التخريب السياسي .
كفرناحوم مدينة تقع بمنطقة الشام ما بين لبنان وفلسطين, معناها في التوراة هو الجحيم أو الهلاك وهو معنى مناسب لها وظروفها التي يعايشها الناس كل دقيقة .
اختارت نادين لبكي أن تمثل العالم العربي كله بطفل صغير يسمي زين, زين طفل فقير لم يدخل مدارس لكي يتعلم القراءة والكتابة لا يعيش طفولته كبقية الأطفال , واختارت كفرناحوم البلدة الكبيرة العشوائية في كل شيء تفشي فيها كل أمراض العالم الفكرية التي تصنع مواطنا عشوئيا فاقد الأهلية في التعامل مع أي شخص ولا يهمه إلا الطعام والشراب لكي يستمر في المعيشة .
اختارت أن تمثل رؤية المواطن العربي كرؤية الاطفال, قامتها قصيرة لا تري إلا انصاف الأشياء.. أنصاف بيوت، أنصاف أشخاص، أنصاف سيارات، أنصاف من كل شيء .
فلسفة الفقر لدي المواطن العربي:
يري المواطن العربي أن الفقر شيء عادي يعايشه كل يوم , يصنع طرقا كثيرة للتعايش معه ولا يفكر أن يهرب منه، أو حتى أن يبحث عمن هم السبب في جعله فقيرا لهذه الدرجة… يخاف أيضا من الحكومات الغاشمة التي ستسلبه ما لا يملكه, اذن لماذا أنت خائف ؟ أنت فقير لاتملك شيء إبحث عن حل لهذا الفقر .
زواج القاصرات:
لا تتحرك الشخصية العربية بخصوص هذا الأمر …. طالما أن الدين لم يحرم زواج القاصرات فلا مشكلة في ذلك بالنسبه له, طالما أن الاهل موافقين والفتاة الصغيرة ليس عندها اعتراض لأنها لاتعلم ماهو الزواج من الأساس, اذن فالوضع جيد وجميل بالنسبة إليه.
أطفال الشوارع:
أوضاع أطفال الشوارع قنبلة موقوتة لم يحن معاد انفجارها بعد, كم مرة مررت علي طفل من أطفال الشوارع ونظرت إليه بقسوة وقرف مبتعدا عنه لأن بسبب رائحته, ولم تفكر إلى ما آلت إليه الأمور بهذا الشخص , أنت فقط تمر مبتعدا لتذهب إلى بيتك المريح .
اختارت نادين لبكي أن تستعين بشخصيات حقيقة من الواقع لتأديه الأدوار, تريد أن تخلق حالة واقعية للمشاهد ليتأثر بالاحداث بشكل سريع , لتشعر وأنت تشاهد الفيلم أنك تشاهد فيلم تسجيلي وليس فيلم روائي.
تقول نادين لبكي:
شعرت أنه يجب علي نزع مشاهد الممثلين المحترفين من الفيلم وترك المشاهد التي أداها شخصيات الواقع التي تعبر عن نفسها , لكن توجب علي تركها لكي لا يصاب المشاهد بصدمة ويستطيع إكمال الفيلم .
الفيلم ليس به نهايات سعيدة , فهناك من يموت، ومن يفقد عمله، ومن يدخل السجن، ومن تفقد إبنها ومن يتشرد, لكن نادين اتخذت النهج الشكسبيري لجعل الجمهور قادرًا علي متابعة الفيلم ِ, بدس شخصية مهرج القرية بمشهد كوميدي عابر داخل الأحداث لتخبرنا أنه حتي بداخل الأحداث التعيسة مواقف جميله للذكري .
الشخصيه العربية علي مدار التاريخ ليس لها تأثير بالعالم, مكانها الحالي هو مكب النفايات إذا استمر تفكيرها علي هذا النحو من اللامبالاة فستجد نفسها في مزبلة الأمم والتاريخ .
دائما ما نتأثر بالأفلام وقضاياها ..ونبكي قليلا لتأثرنا بالأحداث ولا نفعل شيئا تجاه القضية التي بكينا عليها. هل نحن عميان أغبياء !
في السابق كانت المصائب تجمعنا أما الآن فلم يعد يجمعنا شيء.