كأننا ضربنا زلزال| تقرير: الطبقة الوسطى المصرية على حافة الهاوية في ظل أزمة الاقتصاد.. وخبير اقتصادي: التضخم بلغ 101%
التقرير: البنك الدولي يؤكد أن ثلث سكان مصر يعيشون تحت خط الفقر .. ونفس العدد “معرضون للوقوع في براثن الفقر”
مسئول بجمعية خيرية: المنتمون للطبقة الوسطى لا يمكنهم تغطية نفقاتهم.. ورجل أخبرنا أن عليه الاختيار بين إطعام أطفاله أو إلحاقهم بالمدرسة
كتب – أحمد سلامة
نشر موقع “فرانس 24” تقريرًا قال فيه إنه في ظل الأزمة التي يمر بها الاقتصاد المصري، وتراجع العملة الحرة وارتفاع التضخم بشكل كبير، تضرر الفقراء بشدة، لكن الطبقة الوسطى تتأرجح أيضًا على حافة الهاوية.
وذكر الموقع أن معدل التضخم السنوي الرسمي الرئيسي بلغ 21.9 بالمائة في ديسمبر، كما ارتفعت أسعار المواد الغذائية 37.9 بالمائة في أكبر دولة عربية من حيث عدد السكان.
لكن الموقع أشار إلى أن ستيف هانكي، الخبير الاقتصادي بجامعة جونز هوبكنز، التي يقيس التضخم على أساس تعادل القوة الشرائية واحتساب أسعار الصرف في السوق السوداء، قدر معدل التضخم الحقيقي في مصر بنسبة 101 في المائة.
وأشارت الصحيفة إلى أن “الجنيه المصري فقد نصف قيمته مقابل الدولار منذ مارس، عقب طلب خفض قيمة العملة في إطار اتفاقية قرض بقيمة 3 مليارات دولار مع صندوق النقد الدولي”.. لافتة في الوقت ذاته إلى أن “الاقتصاد، الذي تهيمن عليه الشركات المملوكة للدولة والجيش، يعاني بالفعل بعد ضربات متتالية، من سنوات الاضطرابات السياسية إلى جائحة كوفيد في حين كان الغزو الروسي لأوكرانيا كاشفًا للأزمة المؤلمة بعدما أزعجت الحرب المستثمرين العالميين الذين سحبوا المليارات من الدولة الواقعة في شمال إفريقيا”.
ونقل الموقع عن البنك الدولي تقديراته التي أكد فيها أن ما يقرب من ثلث سكان مصر البالغ عددهم 104 ملايين يعيشون بالفعل تحت خط الفقر، وتقريبًا نفس العدد “معرضون للوقوع في براثن الفقر”.
وقال التقرير “ليست هذه هي المرة الأولى التي يتحمل فيها المصريون المصاعب التي تأتي مع الإصلاحات المدعومة من صندوق النقد الدولي.. ففي عام 2016، شهدت خطة الإنقاذ البالغة 12 مليار دولار قيام الحكومة بسن مجموعة من الإجراءات، بما في ذلك تخفيض حاد لقيمة العملة وخفض الدعم على نطاق واسع”.
ونقلت الصحيفة عن أم لطفلين تبلغ من العمر 38 عامًا وتدعى منار، قولها “كأننا ضربنا زلزال، فعليك فجأة التخلي عن كل شيء”.. مضيفة “مهما كانت الحياة شبه الإنسانية التي يعيشها الناس، فقد تم تحويلها إلى التفكير في تكلفة الخبز والبيض”.
وتحدثت مترجمة تبلغ من العمر 41 عامًا وهي أم لابن يبلغ من العمر ستة أعوام، طلبت عدم ذكر اسمها، قائلة إنه حتى “الانضباط العسكري” في الشراء من السوبر ماركت لم كافياً نظرًا لأن راتب زوجها “فقد 40 بالمائة من قيمته في ستة أشهر”، كما أنها قلقة بشأن النفقات “مثل الرهون العقارية ومدفوعات السيارات والرسوم الدراسية”.
وأكد التقرير أن الواقع الجديد دفع العائلات التي كانت تُعتبر جزءًا من الطبقة الوسطى إلى طلب المساعدة.. حيث قال أحمد هشام من جمعية أبواب الخير الخيرية إن المزيد والمزيد من المصريين من الطبقة الوسطى – “موظفو القطاع الخاص يتقاضون 4000 إلى 6000 جنيه” (135-202 دولارًا) شهريًا – يأتون للتبرعات.
وتابع هشام “كان لدى الكثير من الناس مدخرات في حياتهم كانوا يتجاهلونها.. والآن يستخدمونها للرعاية الصحية أو لتغطية التكاليف اليومية”، مضيفا “لقد اعتادوا أن يكسبوا عيشًا جيدًا، والآن لا يمكنهم تغطية نفقاتهم. لم يكونوا في هذا الوضع من قبل، وهم مذعورون للمجيء إلينا، أخبرنا رجل أنه يستطيع إما إطعام أطفاله أو إلحاقهم بالمدرسة ، ولكن ليس كلاهما”.
وبحسب سهى عبد العاطي، نائبة مدير مشروع أبحاث الحلول البديلة في الجامعة الأمريكية بالقاهرة ، “القلق هو أن أولئك الذين لم يكونوا بالقرب من خط الفقر.. قد يجدون أنفسهم يقتربون أكثر فأكثر.. هؤلاء هم الأشخاص الذين لم تعد حياتهم ميسورة التكلفة – لكنهم ما زالوا غير مؤهلين للحصول على المساعدة الاجتماعية من الحكومة”.