قصة معلمة في مدرسة «جينيس الحديثة».. منة الله: نزلت الشغل ومفيش قبض من شهر أبريل وفي الآخر فصلوني

كتب- إسلام عز الدين

بعد تفشي فيروس كورونا المستجد في مصر، عملت «منة الله» لأربعة أشهر دون أن تحصل على مستحقاتها ودون أن تشكو مراعاة لأزمة كورونا، لكنها تقول إنها تعرضت في النهاية للفصل التعسفي.  

في فبراير الماضي، التحقت منة الله عبده، 27 عاما، بالعمل في مدرسة جينيس الحديثة، وهي واحدة من المدارس الخاصة بمحافظة الجيزة، وذلك بعقد سنوي لتعليم اللغة الإنجليزية.

تقول منة الله، الحاصة على بكالوريوس تجارة، إنه مع تفشي فيروس كورونا في مصر، وبالتحديد في شهر إبريل الماضي، توقفت إدارة المدرسة عن صرف رواتب غالبة العاملين في المدرسة.. «بقينا بننزل شفتات ومفيش قبض وبدأنا نسأل وكانت الردود إن مفيش فلوس في المدرسة».

تعرضت منة الله للإصابة بفيروس كورونا في نهاية شهر مايو وحتى النصف الأول من يونيو الماضي.. «بلغت المدرسة، قالولي خدي إجازه أسبوعين على حسابك لحد ما تخفي.. خفيت وكلمتهم قالولي خليكي في البيت لحد ما نشوف إحنا محتاجينك ولا لا».

تقول منة الله إنها أدركت لاحقا بعد التواصل مع إدارة المدرسة «إنهم عاملين ده عشان خايفين على سمعة المدرسة إن يبقي فيها حاله كورونا»، وتشير إلى أنه طُلب منها حذف «أي بوستات على الفيس بوك ليها علاقه بالمرض» ففعلت ذلك حتى لا تفقد عملها.

في 26 يونيو الماضي عادت منة الله للعمل من جديد «أون لاين» مع بداية التيرم الثالث، حيث أن العام الدراس في «القسم السبورت» بالمدرسة مقسم على 3 فصول دراسية، لكنها فوجئت بحسب ما تقول لـ«درب» بأن إدارة المدرسة تطلب منها تدريس «Math» وليس «English».

أبدت منة الله اعتراضا على تكليفها بتعليم الرياضيات بدلا من اللغة الإنجليزية لأنها غير متمكنة في الـ«Math»، بحسب ما تقول لدرب.. «اتقاللي سهلة واتصرفي، وحاولت واجتهدت، وفضل الحال كده لحد ما شهر ٧ خلص ولسه مقبضتش من شهر ٤».

في ٢٧ يوليو كانت منة الله  وزملائها في قسم اللغة الإنجليزية بالمدرسة على موعد مع عقد «ديمو» ويقصد به عرض أو شرح درس للتقييم من جانب إدارة المدرسة. تقول: «اتقاللي في الديمو من السوبر فيزر والوكيلة إن أنا اللهم لك الحمد كويسة ومديره الكجي لليوم العادي (المودرن) قالتلي إنهم شكروا فيه جدا وفي الاكسنت بتاعتي».

لكن بعد ذلك بيوم واحد، فوجئت منة الله، بحسب ما ذكرت لدرب بتوزيع حصصها على مدرسين آخرين، فيما أبلغها موظف الحسابات بأن ناظرة مرحلة رياض الأطفال (اليوم الكامل) قسم «السبورت» هبة إيهاب لا تريد استمرارها في المدرسة وهذا هو اليوم الأخير لها في المدرسة، وأنه سيتم إخطارها لاحقا حينما يتم تجهيز مستحقاتها.

في 10 أغسطس الجاري، تلقت منة الله اتصالا من المدرسة للحضور واستلام مستحقاتها المالية، فتوجهت حسبما تقول إلى المدرسة، فوجدت إن تم خصم كل الأيام التي عملت بها من المدرسة وكانت تواجه مشكلات في الولوج إلى الانترنت بسبب بطء الانترنت بالمدرسة، فضلا عن عدم صرف راتب شهر يونيو له.. «شهر ٦ كله مش موجود.. ولقيت خصومات بدون أي وجه حق لدرجه إني مثلا في ١٥٠٠ جنيه خصومات بس».

وتؤكد منة الله أنها لم تحصل على أي تعويض أو باقي شهور العقد السنوي من المدرسة، وتشير إلى أنها لم تتقدم بأي شكوى – حتى الآن – ضد إدارة المدرسة بشأن واقعة فصلها، لافتة إلى أنها تتمنى أن تتراجع المدرسة عما تفعله مع العاملين لديها.

من جانبها، رفضت ناظرة مرحلة رياض الأطفال (اليوم الكامل) قسم «السبورت» هبة إيهاب، التعليق على حديث منة الله، فيما قال ممثل عن الشؤون القانونية لمدرسة جينيس الحديثة، فضل عدم ذكر اسمه، إن منة الله حصلت على جميع مستحقاتها المالية.

وأشار الممثل القانوني للمدرسة إن إدارة «جينيس الحديثة» تقدمت ببلاغ لمباحث الانترنت ضد منة الله بسبب كتابتها عدد من المنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تسيء فيها للمدرسة.

يذكر أن مصر قررت في 14 مارس الماضي تعليق الدراسة في المدارس والجامعات لمدة أسبوعين، بدءا من يوم 15 مارس، وذلك بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد.

قررت وزارة التربية والتعليم لاحقا إلغاء امتحانات نهاية العام لبعض صفوفها الدراسية، وتم تكليف الطلاب بإعداد مشاريع بحثية مقبولة وفقا لمعايير مختلفة أوضحتها الوزارة من المقررات التي كانت تُدرس في هذا الفصل. وفي هذا السياث اتجهت المدارس الخاصة لاستكمال الدراسة أونلاين.