قصة “أبو جومانة”.. رجل هزمته الظروف وتم اقتياده إلى نقطة الشرطة بتهمة التسول (بنتي هتموت)
كتب – أحمد سلامة
“ناس كتير كانت هتخطف بنته، اللي عمرها 3 سنوات، فبيضطر إنه ينام جنب أي بنك فيه أمين شرطة”.
هكذا كتب فريد قطب، المصور الصحفي بموقع “مصراوي” عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، وهو يرصد قصة رجل اضطرته الظروف إلى اتخاذ الشوارع مأوى له ولابنته الوحيدة بعد أن ضاقت به الدنيا.
خلال عيد الفطر الماضي، يقول قطب عبر صفحته، التقطت له صورة وهو يجلس أمام أحد البنوك بجوار سور نادي الزمالك في حي المهندسين ونشرتها عبر “السوشيال ميديا” طالبا من المقتدرين مساعدته.
بعدها بأيام وفي تدوينة أخرى قال قطب “الحقيقة أنا نزلت كتير في نفس المكان اللي كان قاعد فيه علشان أدور عليه وبأي طريقة للأسف معرفتش.. يشاء القدير النهاردة وأنا ماشي بحاول أصور آثار الموجة الحارة في شوارع المحروسة لقيته قاعد في المهندسين، دردشنا شوية وبخبرتي المتواضعة أحب أقول الراجل دا حقيقي يستحق المساعدة، بنته عندها ٣ سنين واخدها من أمها اللي مرضيتش إنها تاخذها وادتهاله وهي عندها شهرين”.
ويضيف قطب “الراجل مش طالب حاجة غير إن الناس تساعده إنه يطلع رخصة قيادة وبعدها مش هينزل للشارع تاني وهيشتغل سواق عند ناس، والرخصة واقفة بسبب شهادة محو الأمية”.
ويتابع قطب “قالي إنه معندوش بيت يقعد فيه وناس كتير حاولت تخطف بنته وهو نايم فبيضطر إنه بالليل يقعد جنب أي بنك فيه أمين شرطة قاعد للحراسة علشان بنته متتخطفش منه”.. ويشير أبوجومانة في حديثه مع قطب إلى أن كثيرين طلبوا منه ترك ابنته لهم لنقلها إلى ملجأ لكنه رفض، لأن بعضهم اتضح أن غرضه تجارة الأعضاء.
وطالب قطب في تدوينته كل المقتدرين مساعدة الرجل وابنته، ونشر كذلك موقعه عبر “لوكيشن” ليسهل على الراغبين الوصول إليه.
ويعود قطب في تدوينة أخرى ليشيد بما قدمه أهل الخير للرجل بعد أن تبرع له الكثيرون وقدموا له هاتفًا يسهل التواصل معه من خلاله، كتب قائلا “الحمد لله أهل الخير لقيتهم كتييير والناس كانت بتلف بالعربيات تدور عليه، اه أنا عارف إن المصريين جدعان وبيحبوا الخير، بس مكنتش متخيل المنظر دا، بحمد ربنا على رزقه ليا في الصورة اللي صورتها ليه، واللي شكلها هتغير حياة إنسان”.
لكن بعد أيام يعود قطب ليكتب عبر صفحته عن “أسوأ سيناريو في الدنيا” بعد أن تم إلقاء القبض على “أبو جومانة” والذي اتضح أن اسمه “أحمد جمال خليل إبراهيم” من مواليد عام 1988.
يقول قطب “في الوقت اللي مصر كلها بتدور على الراجل علشان تساعده، ورئاسة الوزراء ووزارة التضامن الاجتماعي عايزين يقدموله دعم، اتقبض عليه بتهمة التسول من أمام المكان اللي بيقعد فيه”.
ويستكمل “حد وصلني بيه والراجل بيعيط بيقول بنته هتموت منه في الحر دا وهو تقريبا رايح على نقطة العجوزة”.