قد تنتهي بالشلل أو الوفاة.. “كسارة الجمجمة” لعبة الموت التي حرمها الأزهر وحذرت منها الحكومة والبرلمان
أعاد ظهور لعبة جديدة تحت اسم “تحدي كسارة الجمجمة”، أو “skull breaker”، ما تعرف بألعاب الموت إلى الأذهان، خاصة بعد موجة التحذير الشديدة منها في مصر على مستوى المؤسسات الدينية والتعليمية، وغيرها.
اللعبة، التي بدأت في فنزويلا، تحت اسم “رومبانيوس” التي تعني “كسارة الجمجمة” بالإسبانية، قبل أن تنتشر في أمريكا الجنوبية، وأوروبا، والولايات المتحدة، إلى أن وصلت لآسيا والعالم العربي، تقوم على قفز 3 أشخاص فى الهواء، وبينما هم كذلك يرفع اثنان منهم قدميهما لعرقلة الثالث، الذي يختل توازنه ويسقط على الأرض بطريقة مفاجئة.
ولاقت اللعبة انتشارا واسعا بين أوساط طلاب المدارس والشباب، خاصة مع رفع فيديوهات لأشخاص يمارسونها على مواقع التواصل الاجتماعي وأبرزها “تيك توك”، إلا أنها تسببت في الكثير من الحوادث، لدرجة دفعت وزارة التربية والتعليم إلى مخاطبة مديرياتها في المحافظات، فضلا عن المعلمين، ومسؤولي الأنشطة، والإخصائيين النفسيين، ومجالس أمناء الآباء، للتوعية بخطورة هذه اللعبة على الطلاب والتلاميذ، كما حذرت في كتابها الدوري من ممارسة مثل هذه الألعاب، مؤكدة ضرورة الاهتمام بالأنشطة المدرسية التي تتلاءم مع كل مرحلة من مراحل التعليم.
كما أفتى مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية، بحرمة اللعبة، على غرار ألعاب أخرى حرمها لخطورتها على حياة ممارسيها، أو مخالفتها تعاليم الإسلام، ومن بينها، الحوت الأزرق، بوكيمون، مومو، كونكر، فضلا عن تطبيق “تيك توك”.
وأكد المركز أن اللعبة ليست من مثيرات الضحك لدى أصحاب الطبائع السوية، ولا دعابة فيها أو تسلية البتة؛ إذ هى «لعبة الموت» فى الحقيقة، وتؤدى إلى إصابات بالغة، وأضرار جسيمة، كاختلال القدرات العقلية والإدراكية، وارتجاج المخ ونزيفه، وكسر الجمجمة، وكسر العمود الفقرى، وإصابة الحبل الشوكى، والشلل، والموت، وهو ما حذر منه أطباء متخصصون.
وأضاف المركز فى فتوى صدرت عنه، أن «كسارة الجمجمة» لمن لا يعرفها هى لعبة أو كما تسمى فى عالم مواقع التواصل الاجتماعى «تحديا»، يقوم فيه شخصان بالتغرير بشخص ثالث، وإقناعه أنهما يصوران مادة (فيديو) للتسلية، وأنه يتطلب منه لإنجاح العمل أن يقفز معهما إلى أعلى حتى إذا كانوا جميعا فى الهواء؛ أسقط الشخصان صاحبهما أرضا؛ ليقع من فوره على جمجمته؛ ويختتم الفيديو بأصوات ضحكاتهم المتعالية.
وذكر أن الإسلام حذر الإسلام من تعريض النفس لمواطن الهلكة؛ فقال تعالى: {..ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة..} [البقرة: 195]، وقال صلى الله عليه وسلم: «لا ينبغى للمؤمن أن يذل نفسه»، قالوا وكيف يذل نفسه؟ قال: « يتعرض من البلاء لما لا يطيق».
وأهاب المركز بأولياء الأمور فى البيوت، والمعلمين فى قطاعات التعليم ومراحله أن ينكروا أمثال هذه التصرفات غير المسئولة من الأبناء والطلاب، وأن يوجهوهم لما فيه سلامتهم، وأن يحولوا بينهم وبين إيذاء أنفسهم أو غيرهم؛ فقد قال صلى الله عليه وسلم: «ألا كلكم راع، وكلكم مسئول عن رعيته».
وشدد المركز على ضرورة تكاتف أبناء الوطن ومؤسساته الدينية والإعلامية والتعليمية والتثقيفية؛ للتوعية بأخطار ثقافة التقليد الأعمى، ونبذ كل السلوكيات العدوانية المشينة، ورفض جميع الأفكار الهدامة والدخيلة على مجتمعاتنا عبر بوابات الإنترنت، والحرص على تدعيم الاستقلالية لدى أفراد المجتمع عامة، والنشء خاصة، مؤكدا أن تلك لعبة سلوك مرفوض ومحرم.
وأكد أن الإسلام أمر الإنسان بحفظ حياة وصحة نفسه أمره كذلك بحفظ حياة وصحة غيره، وحرم إيذاء النفس أو الغير بأى نوع من أنواع الإيذاء؛ إذ المؤمن سلام لكل من حوله؛ قال صلى الله عليه وسلم: «المسلم من سلم الناس من لسانه ويده، والمؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم».
وبرلمانيا، ناشد عضو لجنة الاتصالات بمجلس النواب جون طلعت، وزارة التعليم، التشديد على التحذير من خطورة اللعبة المنتشرة بشكل واسع على تطبيقات التواصل الاجتماعي.
ودعا طلعت، في تصريحات صحفية، الوزارة أيضا إلى تفعيل التحذيرات من اللعبة عن طريق الإذاعة المدرسية والمدرسين بالفصول، بالإضافة إلى دور الأسرة المصرية، بالإضافة إلى الجهود الحكومية، في توعية الأبناء والمواطنين بخطورتها وتأثيراتها السلبية على حياة، حيث قد تؤدي في أحيان كثيرة إلى الشلل أو الموت، كما شدد النائب على أهمية التوعية المجتمعية من رواد ومشاهير السوشيال ميديا، فضلا عن مواجهة مثل هذه الألعاب من المنبع.