في الذكرى الثانية لرحيل فارس معارك النقابة.. نُعيد نشر مقال مدحت الزاهد في وداعه: الفتى الأسمر رجائي الميرغني
جمعتنا صداقة طويلة منذ أيام الجامعة وكانت أجمل الأوقات التى أمضيها مع الميرغنى وصحبة من الأصدقاء ونحن نتنزه على كورنيش النيل وهو يغنى لنا بشجن:
يا ضفاف النيل بالله ويا خضر الروابي
هل رايتين على الشط فتى غض الإهاب
أسمر الجبهة كالخمرة فى النور المذاب
أن يكن مر وحيا من قريب أو بعيد
فصفيه وأعيدى وصفه فهو حبيبى
ومن يومها أطلقنا عليه أنا وزوجته الصديقة خيرية شعلان لقب الفتى الأسمر ولم يفارقه هذا اللقب حتى آخر نفس.. وهو كان عاشقا للفن وكانت آخر أشعاره قبل الرحيل وقد بدأ يبدع فى الرباعيات
صَناديـق بريـد بَاردة من قِلـة الجوابـات
وِبوسطجيـة اِختفـوا وِإشتغلت المِسِيجَات
مَفضِلش غِير تِلِّغراف عَزا فِ الِلى وَدَّع
وِظَرف مِيرى أَصفَر بِقِيمِة الخُصومَـات
وما بين ضفاف النيل وتليغراف عزا.. خاض الفتى الأسمر رحلة الحياة وامتدت صداقتنا شاملة أسرته الجميلة خيرية وسوسنة وحاتم، وعلى امتداد صداقتنا تعلمت منه أجمل القيم .. فمن حزب الحديقة إلى المبنى الأنيق كان الميرغني هو القطب الكبير لمعارك الدفاع عن استقلال النقابة وحرية الصحافة، وشارك فى حملة اسقاط ما سمى بقانون حماية الفساد فى معركة من معارك النقابة المشهودة ضد الحيتان.
وكان الميرغني نموذجا فى العطاء كوكيل أول نقابة الصحفيين ونائبا اول لرئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط .. نموذجا للصحفى والنقابى والإنسان الحر فى إخلاصه وصدقه وأمانته وفى نزاهته واستقامته ومثابرته على الانتصار للمبادىء والانحياز للحق وإدارة معارك النقابة والصحافة بشجاعة وحكمة، أجاد فيها بناء فريق للدفاع عن قضايا المهنة وامتلك مهارات التفاوض مع مؤسسات الحكم متمتعا بافق جبهوى يجمع ولا يفرق، مظلته حرية الصحافة واستقلال النقابة وطوال مسيرته كان الميرغني عنوانا للشرف، بوصلته الاخلاق والمبادىء ومسيرته عطاء متصل، هو رجل بجسده لكن شمسه لن تغيب، فقد تعلمت منه اجيال ورىسالته وقيمه ستتواصل فيهم.
لروحه السلام ولذكراه المحبة