عيد ميلاده الثاني في الحبس.. زينب مصطفى زوجة الباحث المعتقل أيمن عبدالمعطي في حوار لـ «درب»: بحاول أتمسك بأمل أنه خارج قريب
آخر مرة شفته كان في مارس.. وعيد ميلاده جاي مع عيد الأضحى ومفيش إمكانية إني أقول له كل سنة وأنت طيب حتى ولو بجواب
مفيش أي وسيلة للتواصل حتى الجواب محرومين منه.. والحراس والأمناء عند بوابة السجن قالوا لنا طالما بناخد منكم الزيارة يبقى أهاليكم بخير
بنحاول نفضل واقفين ومتمسكين بالأمل.. ولم يتضح لنا حتى الآن أسباب اعتقال أيمن غير أنه يدفع فاتورة مشاركته في الثورة
احنا بندفع ثمن حلمنا بالحرية .. والجوانب اللي محتاجة ترميم في حياتنا بعد فترة السجن كتيرة
حوار – إسلام عز الدين
في 30 يوليو، يقضي الباحث ومدير الدعاية والتسويق لدار المرايا للنشر والتوزيع، أيمن عبد المعطي، عيد ميلاده الـ50 في السجن، متهما على ذمة القضية ٦٢١ لسنة ٢٠١٨ حصر أمن دولة.
حاور موقع «درب» زينب مصطفى زوجة الباحث المعتقل أيمن عبدالمعطي، الذي يُكمل في أكتوبر المقبل سنتين في الحبس الاحتياطي، وهو الحد الأقصى للحبس الاحتياطى وفقًا لقانون الإجراءات الجنائية.
تمسك بالأمل
قالت زينب إنها لم تكن تتوقع على الإطلاق أن يقضي زوجها كل هذه المدة رهن الحبس الاحتياطي، لافتة إلى أنها مع كل جلسة تجديد حبس يحدوها أمل كبير أنه سيخرج «لأنه مفيش سبب يخليه يتحبس أصلا».
وأضافت: «لكن مع طول المدة والنظر لتجارب الكثير من المعتقلين على ذمة قضايا سياسية مشابهة وطول مدد حبسهم اللي أحيانا بتتخطى سنتين القلق زاد وصورة اللي جاي بقت مشوشة جدا، ومع ذلك بحاول أتمسك بأمل أنه خارج قريب، ومش عايزة أتخلى عن الأمل دا أبدا».
عيد الميلاد الثاني في السجن
وبمناسة ذكرى ميلاد زوجها، قالت زينب: «في كل مناسبة بتمر علينا وأيمن في المعتقل بنحس بتأثر كبير لغيابه، لكن التأثر أكبر بكتير حاليا عشان عيد ميلاده متزامن مع يوم وقفة عيد الأضحى وحتى مفيش إمكانية إني أقول له كل سنة وأنت طيب في زيارة زي السنة اللي فاتت أو حتى في جواب أو كارت معايدة بسيط»، لافتة إلى أن آخر مرة زارت فيها أيمن كانت في أوائل شهر مارس الماضي قبل تعليق الزيارات بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد.
منذ تعليق الزيارات لم يصل زينب أي جواب من زوجها ولم يسمح لها بإدخال رسالة مكتوبة مع الأكل والأدوية التي تسلمها إلى السجن أسبوعيا.. «بعتبر مجرد استلام الحاجات دي مني أو زيارة الطبلية زي ما بيسموها وسيلة أني أطمن أنه بخير، لأن الحراس والأمناء عند بوابة السجن قالوا لنا على سبيل الطمأنة طالما بناخد منكم الزيارة يبقى أهاليكم بخير.. طالما محدش اتصل يبلغكم بمرض أهاليكم يبقوا بخير!»
طريقة وحيدة للمعايدة
وأشارت زينب إلى أنه في نهاية الأسبوع الماضي «المحامين قدروا يشوفوه في الجلسة اللي للأسف القاضي جدد حبسه فيها 45 يوم»، وقالت إنها ستحاول هذا الأسبوع * أن تدخل له «حاجة حلوة مع الأكل والأدوية على سبيل المعايدة وأتمنى يقبلوا ياخدوها مني، لأن دا مش بيحصل إلا في استثناءات قليلة»، لافتة إلى أن هذه هي الطريقة الوحيدة لكي تقول لزوجها «كل سنة وأنت طيب وأنك حاضر دايما رغم البعاد»، واستطردت قائلة: «أتمنى يهون عليه زملاؤه اليوم دا وميكونش وحيد».
سبب الاعتقال وفاتورة يناير
قبل الاعتقال، لم يكن لأيمن أي نشاط سياسي حسبما أكدت زينب التي قالت: «للأسف لم يتضح لنا حتى الآن أسباب اعتقال أيمن وبقائه طيلة هذه المدة قيد الحبس الاحتياطي على ذمة قضية لم يحال أي ممن كانوا محبوسين على ذمتها إلى المحاكمة أصلا».
وأضافت: «أيمن توجهاته ومواقفه معروفة، وكذلك انشغاله بالقضايا العمالية والحقوقية، وليس في هذا أو ذاك ما يخالف القانون على الإطلاق، ولكن في الفترة السابقة للقبض عليه كان يركز على عمله بإحدى دور النشر وحياته الأسرية فقط، وكان بعيدا تماما عن العمل العام».
ورأت زينب أن زوجها ومن مثله يدفعون فاتورة مواقف سياسية سابقة والمشاركة في ثورة 25 يناير.. نحن نرى نحن وكل من يمر بوضع مماثل أن الأمر يتعلق بدفع فاتورة مواقف سياسية سابقة والمشاركة في ثورة 25 يناير.
فترة قاسية
وحول آثر غياب أيمن وسجنه على الأسرة، قالت زينب: «للأسف احنا بنمر فترة صعبة وقاسية جدا وكتير من ملامح حياتنا اتغيرت، مع ذلك بنحاول نفضل واقفين على رجلينا ومتمسكين بالأمل في غد أفضل لنا وللجميع».
وأشارت زينب أن يوسف وحورية (أبناء أيمن من زوجته السابقة) مفتقدين والدهما «في تفاصيل كتير في حياتهم وأكيد محتاجين مشاركته لهم في الأحداث والتطورات اللي بيمروا بها».
وأضافت: «شمس الابنة الصغيرة للأسف متعرفش والدها إلا عن طريق صور بتشوفها لأن اعتقاله حصل بعد ميلادها بحوالي شهرين، وهو كمان اتحرم يشوفها وهي بتكبر وللأسف اصطحابها في الزيارات كان أمر في غاية الصعوبة».
وتابعت أن «أخوات أيمن وعيلته الكبيرة كمان مفتقدينه»، لأنه كان مقربا بشكل خاص من أبناء شقيقه الراحل ياسر، والذين يعتبرهم بمثابة أولاده أيضا «وللأسف اتحرموا أنهم حتى يشوفوه لأن الزيارة في المعتقل تقتصر على أقارب الدرجة الأولى».
مسافر
برغم أن أغلب الأصدقاء والمعارف المقربين على علم باعتقال أيمن، حيث تؤمن زينب بأن ذلك أمر ليس معيبا، لكنه عدد قليل من الجيران والمعارف غير المقربين لا يعلمون بالأمر، حيث تقول: «تجنبا للدخول في تفاصيل وتساؤلات كثيرة بضطر أقولهم لهم أنه مسافر، ومع طول المدة بدأ هؤلاء يسألوا بدهشة عن سبب عدم مجيئه في إجازات وموعد عودته».
ثمن كبير
وترى زوجة الباحث المعتقل أيمن عبد المعطي أن أسر المعتقلين يسددون ثمنا من فاتورة الحرية.. «التمن كبير على كل المستويات، وأهمها المستوى النفسي، وصعب الكلام يوصف الجوانب اللي محتاجة ترميم بعد مدة الحبس الطويلة دي في كل حد في الأسرة، لكن رغم كل شيء بنحاول منيأسش ومنقعش ونفضل واقفين على رجلينا للنهاية».
لا بتدخل جوابات ولا بتخرج
وبسؤالها هل تواجهين أي تعنتا في أثناء زيارة أيمن (إيصال الطعام) أو التواصل معه (التراسل) بعد تفشي فيروس كورنا، قالت زينب: «للأسف مفيش أي طريقة متاحة للتواصل، والسماح بالتراسل كان لعدد محدود جدا والغالبية العظمي واللي احنا منهم، زي ما بنشوف في الزيارات، لا بتدخل جوابات ولا بيخرج لها جوابات».
وأضافت: «أنا دايما كنت بوصف الزيارة برحلة أسبوعية، وفي هذه الفترة مع انتشار فيروس كورونا الأمر صعب جدا مع قضاء عدة ساعات في الشارع وسط في جو حار وسط زحام الأهالي اللي جايين من مختلف الأماكن عشان يوصلوا أكل وأدوية لذويهم».
وتابعت: «للأسف في حاجات كتير بنشوف احنا أهالي المعتقلين أنها ضرورية، ولا يسمح بها، زي المطهرات على سبيل المثال، أو أنواع من المأكولات، والكتب اللي بتكون الوسيلة الوحيدة لتمضية وقت المعتقل في شيء مفيد».
يذكر أن قوة من وزارة الداخلية كانت قد ألقت القبض علي أيمن عبد المعطي يوم الخميس 18 أكتوبر 2018، من مقر عمله بدار مرايا، ليظهر بعدها بيومين في نيابة أمن الدولة الأحد 21 أكتوبر 2018، حيث وجهت له تهم الانضمام لجماعة إرهابية ونشر أخبار كاذبة. ومنذ حينها يجدد حبسه احتياطيا بعد ضمه على ذمة القضية 621 لسنة 2018 حصر أمن دولة عليا، وتضم القضية المدون شادي أبو زيد، وطبيب الأأسنان ووليد شوقي، وآخرين.