عن الفدائي.. البدري فرغلي.. خالد البلشي يكتب عن الجانب الخفي في حياة المناضل البورسعيدي وقصة ترميم ممرات مطار شاوة
كتب- حسين حسنين
نعى، الكاتب الصحفي خالد البلشي، رئيس تحرير موقع “درب”، المناضل اليساري العمالي الراحل البدري فرغلي، الذي وافته المنية صباح اليوم الاثنين، في رسالة بعنوان “عن الفدائي.. البدري فرغلي”.
وروى البلشي قصة تعرفه على قصة وبطولة اليساري الراحل ومشاركته مع الفدائيين في بورسعيد والقناة في مساندة الجيش المصري ومواجهة العدو الإسرائيلي، وقصة عمله المكلف به ضمن الفدائيين وهو رفع الألغام من مطار شاوة في محاولة لإعادته للعمل مرة أخرى.
وقال البلشي، إنه حتى وقتها كان يتعامل مع “النائب العمالي الشجاع المثابر صاحب الاسجوابات القوية، وكانت أول مرة في 2010 يسمع حكاية الفدائي البدري فرغلي”.
وأضاف البلشي: “في بورسعيد اتعرفت على البدري الفدائي وسمعت حكايته عن إزاي انخرط في المقاومة الشعبية، وعمره 20 سنة، بعد سنة من انخراطه ضمن مجموعات يسارية اتعرف عليها في السجن، ودوره هو وأبطال المقاومة في إعادة ترميم ممرات الطيران بمطار شاوة، بعد اسرائيل ما ضربت المطار بقذائف بتزرع ألغام على الممرات، في الوقت دا كان البدري ضمن المجموعة المكلفة بالترميم، وسمعت حكاياته عن ازاي كانوا بيتعاملوا مع الالغام وبيشيلوها من ممرات الطيران بإيديهم وبأدوات بدائية عشان المطار يرجع يشتغل من جديد رغم المخاطر الشديدة”.
وتوفي توفي القيادي اليساري العمالي ورئيس اتحاد أصحاب المعاشات عضو مجلس الشعب السابق البدري فرغلي، صباح اليوم الاثنين، بعد مسيرة حافلة من الدفاع عن حقوق العمال والنقابات والمهمشين، ومناهضة سياسات التوريث والخصخصة والإفقار.
كان فرغلي، عضو الأمانة العامة لحزب التجمع، وأحد أبرز مؤسسيه، أيضا أحد نشطاء المقاومة الشعبية المسلحة في بورسعيد بعد نكسة يونيو 1967، كما شارك البدري في إصدار مجلات حائط تنادي بالحرب على إسرائيل في فترة العدوان، كما تطوع مع آخرين لترميم مطار شاوة الذي دمرته الطائرات الإسرائيلية في حرب أكتوبر 1973.
وفي 1966، اعتقل في فترة الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر للمرة الأولى، بسبب مشاركته في احتجاج لعمال ميناء بورسعيد، وفي هذه الفترة احتك بالعمال اليساريين الذي أضاؤوا له طريق النضال فيما بعد، وفي 1975 مرة أخرى في فترة السادات لمشاركته في تأسيس «قصر ثقافة بورسعيد»، مع مجموعة من اليساريين، وتم حبسه في سجن الزقازيق حينها.
وإلى نص تدوينة البلشي عن الفدائي البدري فرغلي:
في سنة 2010 ومع توقف البديل اليومي في إصداره الأول، اتقفلت في وشي كل فرص العمل لأكتر من سنة، لغاية ما قررت اني أرجع البديل الكتروني، قررت أنا وزوجتي نفيسة الصباغ نفتش في البلد اللي بتقفل في وشنا وقتها عن مساحات مختلفة للأمل، نستمد منها القوة على الاستمرار ونواجه أي محاولة لفرض اليأس علينا .. اخترنا في الوقت دا نلف مدن القناة ندور على الباقيين من أبطال المقاومة الشعبية، نوثق حكاياتهم، واللي كانت حكاياتهم بوابة حياة جديدة بالنسبة لنا.
في الوقت دا سمعت حكايات كتيرة عن فدائيين، وأبطال لسه قادرين يحلموا ويكملوا رغم النكران والجحود اللي دولة مبارك اتعاملت به معاهم.. ضمن أسماء كتيير زي عم عبد المنعم قناوي وغيره من فدائيي سيناء، كانت أول مرة أسمع حكاية الفدائي البدري فرغلي، البدري لغاية اللحظة دي كان بالنسبة لي النائب العمالي الشجاع والمثابر وصاحب الاستجوابات القوية اللي اتعرفت عليه وقت شغلي كسكرتير تحرير لمجلة اليسار، وشفته في التجمع وهو بيحضر استجواباته وبيتمرن عليها وقدامه عدد لا نهائي من فناجين القهوة والحاجات الساقعة، وشفته وهو مصر على موقفه ورافض الضغوط اللي اتعرض لها عشان يتراجع عن استجوابه ضد وزير الثقافة وقتها، اللي كان جانب من مطبوعات وزارته بيتم طباعتها في مطبعة الأمل (ودي حكاية تانية)
في بورسعيد اتعرفت على البدري الفدائي وسمعت حكايته عن إزاي انخرط في المقاومة الشعبية، وعمره 20 سنة، بعد سنة من انخراطه ضمن مجموعات يسارية اتعرف عليها في السجن، ودوره هو وأبطال المقاومة في إعادة ترميم ممرات الطيران بمطار شاوة، بعد اسرائيل ما ضربت المطار بقذائف بتزرع ألغام على الممرات، في الوقت دا كان البدري ضمن المجموعة المكلفة بالترميم، وسمعت حكاياته عن ازاي كانوا بيتعاملوا مع الالغام وبيشيلوها من ممرات الطيران بإيديهم وبأدوات بدائية عشان المطار يرجع يشتغل من جديد رغم المخاطر الشديدة اللي كانوا بيتعرضوا لها بس كان حلمهم الوحيد ازاي يردوا القلم لاسرائيل.. البدري يومها حكى عن زملاته أكتر مما حكى عن نفسه، ومن يومها عرفت السر ورا قوة البدري وإصراره لغاية آخر نفس وبعزيمة فدائي انه يستمر في الدفاع عن الغلابة والبسطاء، وبنفس عزيمة الفدائي اللي كان بيشيل الألغام بإيديه المجردة، ويفتح ممرات للطيران عشان يرجع، كان بيفتح ممرات في حياتنا السياسية مهما الدنيا قفلت. لغاية ما عمل واحدة من أهم التجارب النضالية في الدفاع عن الحقوق وهي تجربته في اتحاد اصحاب المعاشات واللي خاض معاهم معركة الدفاع عن حقهم في حياة كريمة لآخر دقيقة من حياته.
الله يرحمك يا عم بدري.. هتفضل حياتك وإصراراك وتجربتك في الدفاع عن الناس مهما الدنيا قفلت ملهمة لأي حد وخصوصا في فترات اليأس والهزيمة.
رحم الله الفدائي والمقاتل البدري فرغلي اللي ترك لنا تجربة نموذج في الصمود والمثابرة وفي كيفية خوض المعارك مهما كانت الآلام والعقبات.