عمرو موسى ينضم للمطالبين بوقف كوبري البازيليك وتغيير مكان العجلة الدوارة: الحوار دليل على صحة المجتمع وإيجابيته وثقافته
موسى: تذوق الثقافة والفن والتراث والتاريخ أحد أهم مقاييس تقدم الأمم وتحضرها ووعيها وضميرها الجمعي
كتب – عبد الرحمن بدر:
أعلن عمرو موسى، أمين عام جامعة الدول العربية الأسبق، ورئيس لجنة الخمسين لتعديل الدستور، انضمامه للمطالبين بوقف إقامة كوبري الكوربة بمصر الجديد، والعجلة الدوارة القرب من برج القاهرة.
وقال موسى: “تابعت باهتمام حوارات ومناقشات جرت على أرقى مستوى بين سكان القاهرة حول المشاريع الإنشائية والسياحية التي يتم الإعداد لها في أحيائهم، هذا دليل على حيوية الثقافة والوعي والغيرة على المدينة وتراثها، وتذوق الثقافة والفن والتراث والتاريخ أحد أهم مقاييس تقدم الأمم وتحضرها ووعيها وضميرها الجمعي”.
وتابع:”أضم صوتي إلى أصوات المواطنين الذين احتجوا على مشروع العجلة الدوارة Cairo Eye المزمع إنشاؤها في منطقة مكتظة بالنوادي والفنادق والمدارس والعديد من الأنشطة وحركة السيارات والناس بالفعل؛ وفي أرض حديقة تراثية تاريخية يجب الحفاظ عليها وعدم المساس بها أو بأي أرض خضراء في القاهرة كلها”.
وأضاف موسى: “أحيي أيضاً الجهود التي يقوم به المواطنون في حي مصر الجديدة إزاء مشروع الكوبري المزمع إنشاؤه في منطقة الكوربة التاريخية والتراثية، وأيضاً متابعتهم والتعبير عن رأيهم فيما يتم من إنشاءات داخل قصر البارون إمپان مؤسس الضاحية”.
وأكد موسى أن هذا الحوار المجتمعي وغيره حول مناطق تراثية وتاريخية أخرى دليل على صحة المجتمع وإيجابيته وثقافته، وارتباطه بوطنه وبعاصمته التي تضم تراثاً منقطع النظير.
يذكر أن مبادرة تراث مصر الجديدة دشنت، حملة توقيعات اعتراضا على مشروع إنشاء الكوبري المزمع إقامته في قلب المنطقة التاريخية والتراثية بمصر الجديدة، بمحيط ميدان البازيليك، واصفين إياه مشوه ومدمر لقلب مصر الجديدة التراثية، مطالبين المسؤولين بتغيير المسار وإيجاد حلول بديلة لأغراضه وتبنى فكر تطويري يحافظ على عراقة المناطق التراثية.
وقال الموقعون على الحملة من أهالي المنطقة إنهم إذ يثمنون المجهودات المبذولة من الدولة لتحسين السيولة المرورية في القاهرة، والتى كان لها أثر كبير فى المحاور الرئيسية، لا يمكنهم إنكار أن منطقة مصر الجديدة لها من خصوصية ثقافية وتاريخية لا يمكن التغاضي عنها عند القيام بأي تطوير أو اقتراحات لحلول.
وعبر الأهالي عن الرفض والانزعاج الشديدين للغالبية العظمى من سكان مصر الجديدة بخصوص هذا الكوبري أن أقيم سوف يدمر هذه المنطقة التراثية المميزة والتى تعد قلب حي مصر الجديدة، بالإضافة للتأثير السلبي على جودة الحياة في هذا الحي العريق والتأثير البيئي والأمني الكارثيين.
وأضاف البيان: “لقد عانينا نحن سكان مصر الجديدة كثيرا خلال الـ15 شهرا الماضيين في صمت خلال تشييد منظومة الكباري التي ساهم أغلبها في تحقيق سيولة مرورية للسيارات العابرة من مصر الجديدة، كما احتملنا بأسى شديد التفريط في مترو مصر الجديدة التراثي و96 فدانا، من المناطق الخضراء والأشجار في الحي وكثير من ذكرياتنا المشتركة من أجل مشاريع الطرق القومية”.
وتابع: “نحن نحتمل بصعوبة كل يوم الزحام المستجد الذي سببه افتتاح محال ومطاعم مخالفة أسفل الكباري الجديدة، لكننا مصدومين من مفاجئة وسرعة الشروع في إقامة كوبري بهذا الحجم في قلب المنطقة التراثية بدون حوار مجتمعي مسبق، حيث لا يوجد احتياج حقيقي له، كما أننا مندهشون لعدم وجود شفافية أو خطة واضحة أو دراسة للأثر البيئي، حيث أن كل هذه المسارات المقترحة تم توسعتها بالفعل منذ أقل من عام عندما تم نزع خطوط المترو، وهي تتمتع اليوم بسيولة مرورية عالية في كل أوقات النهار والليل على مدار الأسبوع”.
وشدد سكان مصر الجديدة على أن المشروع المزمعة إقامته سوف يدمر أكبر وأهم ميدان في مصر الجديدة (ميدان البازيليك) وأكبر وأقدم محور تاريخي بالحي (شارع الأهرام)، بالإضافة للتأثير السلبي على الخدمات من مدارس ومستشفيات وعدم مراعاة إقامته بمحاذاة 3 كنائس مئوية شيدت في بداية القرن الماضي ومئات المنازل والعمارات التي ستتأثر بمزيد من التلوث بسبب عادم السيارات والأنشطة التجارية التي ستختفي أسفل ظلام هذا الكوبري الغير مفهوم والغير مقبول.
ولفتوا إلى أنه تم تسجيل هذه المنطقة التراثية كفئة “أ” لذا هذا المشروع مخالف تماما لاشتراطات منطقة مصر الجديدة التراثية التي نشرت بقرار السيد رئيس الوزراء في يناير 2014، كما أنه مخالف لقانون حماية المناطق التراثية، إلى جانب كل أعراف حماية التراث والتخطيط العمراني والإرتقاء بالمدينة.
وطالب الأهالي بإعادة النظر في المشروعات، مقترحين توجيه هذه الميزانية إلى تحسين مدارس ومستشفيات شرق القاهرة أو ترميم المباني التراثية في حيينا العريق واستخدام حلول بديلة أقل تكلفة (أو بدون تكلفة في بعض الأحيان) إن كان الهدف تحقيق سيولة مرورية أكثر مما هو قائم بالفعل في شارع عثمان بن عفان وعلى سبيل المثال (بترتيب الأولويات وسهولة التنفيذ).
وشملت المقترحات منع المواقف العشوائية للميكروباصات في ميدان صلاح الدين وميدان البازيليك، والتحكم في مسارات هذه المركبات التي ظهرت كبديل لتوقف خدمة مترو مصر الجديدة – مجرد إنفاذ للقانون، ومنع وإغلاق كل المحال والمطاعم المخالفة التي تحتل الأرصفة وأجزاء من الشارع وتسبب الزحام مثل المطعم ناصية عثمان بن عفان وشارع سيدي جابر – أيضا” مجرد إنفاذ للقانون.
كما اقترح الأهالي تحويل مسارات شوارع عثمان بن عفان وهارون الرشيد لإتجاه واحد لسيولة أكبر، وإقامة جراجات تحت الأرض في ميدان صلاح الدين بنظام الـcut & cover الغير مكلف بوجود مساحات كافية لمنازل ومخارج هذه الجاراجات، ومن ثم إنفاذ منع انتظار السيارات على جانبي شارع عثمان بن عفان، بالإضافة إلى كثير من الحلول الأخرى.