عمرو الشوبكي: ماجرى في أمريكا مشهد عالم ثالثي بامتياز.. وألاعيب ترامب قد تصلح فقط في بلد تقول مؤسساته «أحلام الرئيس أوامر»
الشوبكي: ترامب اختار أضعف فترة وهي انتقال السلطة.. والمؤسسات الأمريكية لن تسمح له بتغيير نتيجة الانتخابات بالبلطجة والفوضى
عبد الرحمن بدر
علق الدكتور عمرو الشوبكي، الكاتب والمفكر السياسي على الأحداث التي شهدتها الولايات المتحدة الأمريكية، قائلا: “ماجرى اليوم في الولايات المتحدة من حيث الشكل مشهد عالم ثالثي بامتياز، ولكنه من حيث المضمون لا زال مختلفا لأن المؤسسات الأمريكية لن تسمح لترامب وجمهوره أن يغيرا نتيجة الانتخابات بالبلطجة والفوضي والعنف”.
وأضاف الشوبكي: “اختار ترامب بكل احتيال أضعف فترة يمكن أن يمر بها أي نظام سياسي وهي فترة انتقال السلطة، لكي يحرك أنصاره من الغوغائيين والمغيبين (على طريقة حصار المحكمة الدستورية) لاقتحام البرلمان ومجلس الشيوخ فهذا الجمهور البائس كما وصفه البعض هم جزء من أمريكا وهم ضحايا العولمة الأقل تعليما، وهم من سلموا عقولهم لبعض الإعلاميين والسياسيين من مروجي الخرافة ونظريات المؤامرة حتى سمي بعضهم نفسه بالوطنيين Patriots ولا يختلفون كثيرا عن بعض ما نراهم في بلادنا”.
وتابع: “ماجرى في أمريكا صادم ولكن سيظل الفارق أن ترامب لم يستطع أن يطوع مؤسسات الدولة حتى تعمل ضد الدستور والقانون ونتائج الانتخابات، فلنا أن نتخيل لو كان قائد الحرس الوطني رفض إرسال الجنود لحماية البرلمان بتفاهم سري مع ترامب، أو رفض قائد الشرطة نشر رجاله في واشنطن لحماية المؤسسات (استمعت لكلمة الرجل الرائعة والعظيمة وهو بالمناسبة من أصول افريقية)، أوأن يتحول عمده واشنطن المنتخب إلي مجرد محافظ معين ينفذ توجيهات الرئيس فلا يفرض حظر تجوال لإنفاذ القانون ومحاسبة المخربين”.
وقال المفكر السياسي: “الفارق الذي يجعل مغادرة ترامب البيت الأبيض حتميا وبغير رجعة، هو استقلال المؤسسات الأمريكية عن السلطة التنفيذية ومهنيتها وإيمانها بضرورة احترام الدستور والقانون بصرف النظر عن شخص رئيس الجمهورية”.
وتابع: “توقيع عشر وزراء دفاع سابقين وبعضهم لديهم ميول جمهورية على رسالة يحذرون فيها من تورط الجيش في عملية انتقال السلطة تقول أن المؤسسات حافظت على إرادة الناخبين باحترام الدستور والقانون، وأن ألاعيب ترامب قد تصلح فقط في بلد تقول مؤسساته: “أحلام الرئيس أوامر”.
وفي وقت سابق دعا الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن، الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب إلى الظهور في التلفزيون والمطالبة بوقف الاحتجاجات، في الوقت الذي أصيبت فيه امرأة بطلق ناري داخل الجونجرس.
وقال بايدن، في كلمة متلفزة موجهة للأميركيين: “كلكم رأيتم ما حدث. ديمقراطيتنا تخضع لهجوم غير مسبوق. لم نشهد هذا في التاريخ المعاصر. نحن دولة الحريات”.
وأضاف “هذا هجوم على قيمنا الديمقراطية، التي لا نتنازل عليها. مشاهد الفوضى في الكابيتول لا تعكس الأميركي الحقيقي، لا تعكس من نكون كأميركيين”.
وتابع: “ما نراه هو مجموعة ضيقة من المتطرفين، هذه فوضى وغياب للنظام”.
أبرز بايدن: “كلمات الرئيس مهمة، بصرف النظر عن حسنه أو سوءه، هذه الكلمات يمكن أن تلهم حين تكون إيجابية، وفي أسوأ الحالات يمكن أن تحرض على أشياء سلبية”.
وأردف قائلا: “أنا أطالب ترامب بالظهور أمام التلفزيونات الوطنية ويدافع عن الدستور ويطالب بوقف هذه الاحتجاجات”.
وأوضح “العالم يشهد ما يحدث الآن.. أوجه كلمتي لترامب بالقول: تصرف!”
وتأتي كلمة بايدن في وقت تشهد فيه العاصمة الأميركية واشنطن حالة من الفوضى، بعدما تمكنت حشود من أنصار الرئيس ترامب من اقتحام مبنى الكونغرس.
وأعلنت بلدية واشنطن حظر التجول في العاصمة من الساعة السادسة مساء وحتى صباح اليوم التالي.
وقال موقع سكاي نيوز إن امرأة أصيبت داخل مبنى الكونجرس الأميركي، بطلق ناري مساء الأربعاء، وفقًا لشخصين على علم بالحادث.
وأبلغ شهود عيان صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية بأن مصابا أطلق عليه الرصاص كان يتلقى رعاية طارئة.
وتوقفت سيارة إسعاف نحو الساعة الثالثة بالتوقيت المحلي عند الركن الجنوبي الشرقي من مبنى الكابيتول لنقل المصابة.
وقال أحد عناصر الشرطة للصحفيين إن “امرأة أصيبت برصاصة في الكتف”.