عظّم شهيدك.. 8 سنوات على رحيل شهيدة الورد شيماء الصباغ.. حملت الورود في ذكرى الثورة وماتت برصاص الشرطة: افتكروهم
كتبت- ليلى فريد
الملحمة أخلد من التماثيل
كان حى ماله في الشجاعة مثيل
كان جسم في تراب الوطن مثواه
عظم شهيدك كل دم يسيل
على أرض مصرية عظيم الجاه
كان قلب كل المؤمنين جواه
قول كل حرف في اسمه وأتهجاه
فؤاد حداد
8 سنوات مرت على استشهاد شيماء الصباغ، القيادية السابقة بحزب التحالف الشعبي الاشتراكي، في ميدان التحرير بذكرى ثورة 25 يناير، خلال مشاركتها في مسيرة بالميدان للمطالبة بحقوق الشهداء فلحقت بهم برصاص خرطوش.
“الذكرى الثامنة يا شيماء، والذكري مش بتصبرني، لكن الذكرى بتفكرنا بأتمان اندفعت وحلم لسنين ناس بتجري وراه، الذكرى مش للحزن، الذكرى علشان تفضل سرديتنا وقصتنا قصاد كدبهم وتفضل الرايات مرفوعة علشان في يوم ما تتصف الصفوف نفتكر أبطالنا وشهدائنا وكل اللي دفع تمن”، بهذه الكمات أحيط المحامية الحقوقية ماهينور المصري الذكرى الثامنة لرحيل شيماء الصباغ شهيدة الورد، شيماء الصباغ.
(علّي صوتك بالغنا.. كل الأماني ممكنة)، بحماس شديد وصوت رقيق وقفت الناشطة شيماء الصباغ تغنى في ميدان الرمل بالإسكندرية أثناء ثورة 25 يناير2011، وهي تشارك ملايين الثائرين ضد نظام حسني مبارك حلم التغيير، كانت وقتها حاملاً في طفلها بلال.
يقول إلهامي الميرغني، الخبير الاقتصادين والقيادي بحزب التحالف الشعبي الاشتراكي: “24 يناير ذكري استشهاد أيقونة الثورة وحزب التحالف الشعبي الاشتراكي، شهيدة الورود شيماء الصباغ، لن ننساكي ودايما في قلوبنًا إلى أن نلتقي، تحية لروح شيماء الصباغ وكل شهداء ثورة يناير، والحرية لكل ثوار يناير، ولازلنا نسعى من أجل العيش والحرية والعدالة الاجتماعية”.
وفي الذكرى الرابعة للثورة قتلت الناشطة بطلق ناري 25 يناير قرب ميدان التحرير، وكانت وقتها تحمل الورود وتطالب بالقصاص لشهداء الثورة.
يقول حزب التحالف في بيان سابق له: “في مثل هذا اليوم رحلت عن عالمنا منذ سبع سنوات شيماء الصباغ شهيدة الورد، بعد استهدافها من ضابط شرطة بميدان طلعت حرب، إثر مشاركتها في وفد جنائزي سلمي لتخليد شهداء الثورة، فما كان منه إلا أن أغتالها واطلق عليها النار من مسافة ثلاثة أمتار بعد أمر مباشر من قائد القوة الميدانية، مما أدى إلى وفاتها بالحال بعد تهتك القلب والرئتين”.
كانت شيماء في صدارة المتضامنين مع العمال وأصحاب المظالم فتقدمت المسيرات والوقفات الاحتجاجية وهي تهتف بصوت جسور “عيش حرية عدالة اجتماعية”، شاركت شيماء صاحبة الـ33 عامًا في محطات الثورة المختلفة، وانضمت لحزب التحالف الشعبي الاشتراكي، وشغلت منصب أمين العمل الجماهيري بالحزب في الإسكندرية، وصدر لها بعد رحيلها ديوان (على ضهر التذكرة) عن دار ابن رشد للنشر، وضم مقتطفات شعرية من صفحتها على (فيس بوك).
“البلد دي بقت بتوجع.. ومفهاش دفا.. يارب يكون ترابها براح.. وحضن أرضها..أوسع من سماها”، كانت هذه العبارة آخر ما كتبته شيماء الصباغ، قبل أن تصعد روحها في ميدان الثورة لتنضم لطابور الشهداء.
“كل أبناء وبنات مصر أولادي وبناتي، وهذه ابنتي ولا يمكن لأحد أن يشكك في ذلك” كانت تلك الكلمات جزء من تعليق الرئيس عبدالفتاح السيسي على الواقعة التي أثارت موجة انتقادات وإدانات من أحزاب ومنظمات وشخصيات عامة، وأحال النائب العام الراحل هشام بركات ضابط للمحاكمة شرطة بتهمة قتل الناشطة المعروفة.
وفي 2017 قضت محكمة النقض فى حكم نهائي بات، بتخفيف حكم الجنايات الصادر بمعاقبة الضابط ياسين حاتم من السجن المشدد ١٠ سنوات إلى السجن ٧ سنوات، لإدانته بقتل شيماء الصباغ يوم 24 يناير 2015 في احتفالات الذكرى الرابعة لثورة يناير 25 يناير.
شيماء الصباغ عملت في نشاطات متعددة في حياتها القصيرة، حيث عملت في توثيق التراث المعماري السكندري كباحثة ميدانية ومصورة فوتوغرافية، حيث احترفت أيضا التصوير في إطار مشروع (مكنز الفولكلور)، وهو مشروع مشترك بين القرية الذكية ومكتبة الإسكندرية في الفترة من 2007 إلى 2011، وسافرت بين القاهرة والإسكندرية لأسباب العمل طوال تلك الفترة.
كذلك بادرت ومجموعة من أصدقائها الباحثين في جمع تراث قري وادي النيل فأطلقت مبادرة “قطر التراث” وكانت تركب قطار القرى “القشاش” لتجمع وتوثق عادات وقيم الجماعات الشعبية في تلك القرى.
ودربت شيماء مجموعة من الفنانين الشباب في ورشة عرائس “ماريونيت” وحكي ارتجالي شعبي لأحد الفرق المستقلة.
كما شاركت في مؤتمر مع اللجنة الوطنية المصرية للتربية والعلوم التابعة لليونسكو حيث عملت في ورشة تدريبية حول إعداد الملفات الخاصة بترشيح عناصر التراث الثقافي غير المادي -الذي يُخشي عليه من الاندثار- على قوائم اليونسكو عام 2012.
وشاركت في المهرجان الفرنسي “مئة يوم تراث ” حيث حاضرت في ندوة ضمن برنامج المهرجان في الإسكندرية عن الفلكلور الشعبي، ودربت مجموعة من الأطفال على تأدية عرض السبوع المصري في المهرجان ذاته. 2014
ستبقى شيماء الصباغ حية في ضمير المؤمنين بالحرية والعدالة الاجتماعية، بعدما عاشت حياتها منحازة للثورة والعدل، وكمال يصفها مدحت الزاهد، رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي: “استشهدت في الخط الفاصل بين الحرية والاستبداد.. عند نقطة التماس بين الثورة والثورة المضادة”.