عائلة المبلغ عن الانتهاكات ضد عمال المونديال بقطر: تعرض لـ”التعذيب بالتجميد” واعتداءات من الحراس داخل محبسه
كتب- محمود هاشم:
اتهمت عائلة المُبلغ عن المخالفات في كأس العالم بقطر، عبدالله إبحيص، الذي كان يشغل مدير الاتصالات السابق للجنة العليا للمشاريع والإرث القطرية المنظِّمة لبطولة كأس العالم 2022، السلطات القطرية بتعذيبه في محبسه، عشية البطولة، مطالبة بالإفراج عنه فورا.
وفقا لما ذكرت صحيفة “جارديان” البريطانية، الأربعاء 7 ديسمبر 2022، نشرت منظمة حقوق الإنسان فير سكوير”FairSquare” رسالة من عائلة إبحيص، طلبت فيها من جميع المنظمات الحقوقية والصحفيين والناشطين واللاعبين وجمهور المونديال رفع أصواتهم والدعوة إلى الحرية لعبد الله، في الوقت الذي أحيلت قضيته، يوم الأربعاء، إلى فريق من خبراء حقوق الإنسان التابعين للأمم المتحدة، الذين تأمل الأسرة أن يصدر عنهم بيان رسمي يؤكد أن قضيته تشكل “احتجازًا تعسفيًا”.
وبحسب أسرته، فقد قضى إبحيص، أربعة أيام بين 2-6 نوفمبر “في الظلام الدامس في الحبس الانفرادي، بعد تعرضه للاعتداء الجسدي من قبل حراس السجن”
وأشارت إلى أن “درجات حرارة في محبسه كانت قريبة من التجمد، حيث تم استخدام التكييف المركزي للسجن كأداة تعذيب”، كاشفة عن أن جسده كان مليء بالكدمات، وأنه لم يستطيع النوم جراء البرد الشديد.
وتابعت: “كان في زنزانة مساحتها مترين في متر واحد بها ثقب في الأرض كحمام، بينما درجات حرارة تقترب من درجة التجمد”، ويقول إبحيص: “كنت أعاني بالفعل من عدة كدمات بعد اعتداء حراس السجن، وكنت أرتعش طوال الوقت، لم يتوقف الهواء البارد الموجه إليّ، كنت أنام بالكاد خلال تلك الأيام الأربعة”.
ويقول إبحيص إنه سُجن بعد أن أثار مخاوف من أن اللجنة العليا تعتزم إنكار تنظيم عمال كأس العالم لإضراب شارك فيه ما بين 4 آلاف إلى 6 آلاف عامل في الدوحة.
وكان إبحيص، قد أوصى في أغسطس من العام 2019 بأن تقر اللجنة العليا للمشاريع والإرث في قطر بدورها في حدوث انتهاكات بحق العمال الوافدين فيما يتعلق ببناء الملاعب.
بعد ذلك، جرى تقديم ملف من اللجنة العليا يحتوي على اتهامات ضده، عقب إجباره “بالتوقيع مكرها” على اعترافات بارتكابه جرائم فساد، حيث أدين في أبريل من العام 2021 بـ”الرشوة” و “انتهاك سلامة المناقصات والأرباح” و”الإضرار المتعمد بالمال العام”.
وقال المسؤول في منظمة “فير سكوير”، نيكولاس ماكجيهان، أن السجين الأردني كان قد “راسل أعضاء فريق حقوق الإنسان في الفيفا مباشرة لإبلاغهم بحدوث الانتهاكات.
وناشدت أسرته في رسالتها الاتحاد الدولي لكرة القدم ورئيسه جياني إنفانتينو، التدخل للإفراج عنه، معلقة: “قلت ذات مرة إن كأس العالم هي صوت المهمشين، لكن أفعالك لم ترق إلى مستوى أقوالك، الفيفا متواطئة في سجن عبدالله وصمتكم يمزق عائلتنا، نحن نرفض لامبالاة الاتحاد الدولي لكرة القاسية، ونرفض الاستسلام”.
وبعد الاتصال بالفيفا واللجنة العليا للمشاريع والإرث للتعليق، أكد كلاهما أنهما على علم بالرسالة ومضمونها، وقال إبحيص إنه اكتشف أن 200 عامل في استاد “المدينة التعليمية” واستاد “البيت” لم يكن لديهم مياه شرب، ولم يتقاضوا رواتبهم لمدة 4 أشهر.
كانت نائبة مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة العفو الدولية لين معلوف، أكدت شعورها بقلق بالغ إزاء احتجاز عبد الله إبحيص، موضحة أنه تعرض بالفعل لانتهاكات متعددة على أيدي السلطات القطرية، وكانت قضيته مشوبة بانتهاكات إجراءات المحاكمة العادلة، بينما دخل في إضراب عن الطعام احتجاجاً على اعتقاله مؤخراً.
كما طالبت السلطات القطرية أن تبدأ فوراً تحقيقًا مستقلًا في مزاعم تعرض عبد الله للمعاملة السيئة، وإلغاء إدانته، وإسقاط الحكم الصادر بحقه، إذا ثبت أنه استند إلى ”اعتراف” انتُزع بالإكراه، فضلا عن ضمان الالتزام بمعايير المحاكمة العادلة في جميع القضايا، بما في ذلك ضمان توفير التمثيل القانوني لجميع المتهمين منذ لحظة القبض عليهم.
وفقاً لمنظمتَيْ “هيومن رايتس ووتش” و”فير سكوير” FairSquare، ألقي القبض على عبد الله ابحيص، بداية في 12 نوفمبر 2019، بتهم إساءة استخدام الأموال العامة، والرشوة، والتواطؤ للحصول على رشوة، وإلحاق الضرر باللجنة العليا. وقد احتُجز قرابة ستة أسابيع، ومُنع من الاتصال بمحامٍ في الأيام التسعة الأولى. وفي 21 ديسمبر 2019، أطلق سراحه، وخضع لمحاكمة جائرة بناء على “اعتراف” انتُزع منه تحت التهديد والإكراه.
وفي أبريل 2021، وحُكم عليه بالسجن 5 سنوات، وهو الحكم الذي يُستأنف الآن. ومن المقرر عقد جلسة الاستئناف التالية في 23 نوفمبر/تشرين الثاني، حيث من المتوقع أن يقدّم دفاعه.