«طوبَى لكل المسجونين باطل».. صباحي يحيي عيد ميلاد حسام مؤنس الثالث في الحبس بالأشعار: مهما طال الليل بييجي نهار
كتب- حسين حسنين
أحيا حمدين صباحي، مرشح الرئاسة السابق، ذكرى عيد ميلاد الزميل الصحفي حسام مؤنس المحبوس على ذمة قضية الأمل التي تضم صحفيين وسياسيين ومحامين، بنشر قصائد عبر حسابه على «فيسبوك» تتطرق إلى الوطن والسجن والأمل في فجر جديد.
ويمر اليوم، 7 يوليو، عيد ميلاد الصحفي والسياسي البارز حسام مؤنس، الذي أتم في 24 يونيو الماضي، سنتين في الحبس الاحتياطي، لا لشيء سوى معارضته السلمية للسلطة وبحثه عن المسار الديمقراطي للتعبير عن رأيه وخوض الانتخابات البرلمانية.
ونشر صباحي قصيدة محمود درويش «آخر الليل» للشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش، التي كتبها في العام 1967، ويقول فيها: «وطني يعلمني حديدُ سلاسلي.. عنفَ النسورِ، ورقةَ المتفائلِ.. ما كنتُ أعرف أن تحت جلودنا، ميلاد عاصفةٍ ..وعرس جداولِ.. سدوا عليّ النورَ في زنزانةٍ، فتوهجت في القلب شمسُ مشاعلي»
كما نشر صباحي قصيدة «الأيام» للشاعر المصري سيد حجاب، والتي كانت تتر مسلسل «الأيام» الذي أنتج عام 1979، ويقول فيها حجاب: « العتمة سور والنور بيتوارى، وايش للفجارى في زمان النوح.. ميتا تخطي السور يا نوارة، ويهل عطرك ع الخلا ويفوح.. ويشدنا لجدام.. من عتمة الليل النهار راجع، ومهما طال الليل بييجي نهار»
أيضا أهدى صباحي لمؤنس الذي يقضي عيد ميلاده الثالث في الحبس قصيدة «ضحكة المساجين» للشاعر الراحل عبدالرحمن الأبنودي، والتي كتبها «الخال» في أكتوبر 2011يقول فيها: «طوبَى لكل المسجونين باطل، فى زمن بيخدعنا وبيماطل.. يا شموس بتبرُق فى غُرَف عِتْمين».
يذكر أن حسام مؤنس، ولد في 7 يوليو سنة 1982 بميت غمر بمحافظة الدقهلية، وعمل بالصحافة بعد تخرجه من الجامعة، وانخرط في العمل العام مبكرًا وأعلن رفض توريث الحكم لجمال مبارك. وعمل حسام مديرا لحملة صباحي أثناء ترشحه لرئاسة الجمهورية ومتحدثًا باسم حملة، كمل عمل متحدثًا باسم التيار الشعبي وأحد وكلاء مؤسسيه.
كان الصحفي الجدع الذي أنضجته تجربة ثورة 25 يناير وكان عضوا في ائتلاف شباب الثورة بعدها، من أوائل من دعوا لرحيل محمد مرسي، ووصف استمرار الإخوان في الحكم بالجريمة، وكتب في صحيفة «المصري اليوم» قبل شهور من رحيل مرسي مقالا بعنوان: (إسقاط النظام فريضة وطنية): «مبارك قبل خلعه يهدد الشعب المصرى بالفوضى بديلا له، وهو نفس ما يلوح به تقريبا الإخوان المسلمون، لكن كما كان الشعب المصرى مبدعا فى ثورته ومصرا على مطلبه بخلع مبارك، فإنه قادر على أن يعيد تقديم الدرس لمن لم يستوعبوه فى 25 يناير 2011».
في فجر 25 يونيو 2019، ألقت قوات الأمن القبض على حسام مؤنس، من منزله بالقاهرة بعد اقتحام المنزل، وتم اقتياده إلى جهة غير معلومة وظهر بعدها بساعات في نيابة أمن الدولة العليا على ذمة القضية 930 لسنة 2019 والمعروفة إعلاميا باسم معتقلي الأمل وصدر قرار بحبسه احتياطيا لمدة 15 يومً على ذمة التحقيق، ومن يومها وهو رهن الحبس الاحتياطي.
حسام مؤنس الصحفي المنحاز دائما للحق، بالرغم من صغر سنه تم القبض عليه هو وزميله هشام فؤاد، لتخسر نقابة الصحفيين نقابيين بالفطرة طالما دافعا عن حرية الصحافة واستقلال النقابة وزملائهما حتى المختلفين معهما فالإيمان بالحرية جزء من تركيبتهما.
لم يتأخر حسام مؤنس عن أي قضية تخص النقابة مهتما بإبداء رأيه، كما يقول الصحفي خالد البلشي عضو مجلس نقابة الصحفين السابق عنه: الإنسان بحق الهادي الرزين.. قدرنا أنا وحسام إننا نتشارك كل المواقف الصعبة.. لكن طول عمره الهادي الصادق عمر ما حجته فارقته وعمره ما خذل زميل ولا تخلى عن حد محتاج يدافع عنه».
جاءت كلمات البلشي بعد القبض عليه، متابعا: «حسام الصامت ابن الناس اللي كلمته لما تطلع بتبقى دايما هي الحاسمة، رفيق المظاهرات والمنحاز دايما للحق، حسام إللي لما يحضر تبقى مطمن إن فيه عقل هادي هيسندك، واللي عمري ما انتظرته في موقف إلا وكان موجود فيه، واللي دايما مع الحق حتى ولو في الضفة التانية وإللي دايما عنده أمل».
واستطرد البلشي: «حسام عدو اليأس إللي عمرها ما بتضيق إلا إما بيبقى موجود بفكرة جديدة وبحماس هو نفس حماسه في كل موقف قابلته فيه”. وأكد أن حسام يعلم طريق الحق والعدل ومهما اختلف أحد معه لا يمكن أن يخون، متابعا: ” حسام من الناس إللي ممكن تمشي وراهم وأنت مغمض لإنه عمره ما يبيعك ولا يديلك ضهره، عمره مافقد قدرته على الحلم ومهما اختلفت طرقكم هتلاقيه ساعة الحق والأمل معاك وجنبك وبيشيل شيلتك».
واختتم حديثه: «حكايات جدعنة حسام ومواقفه الواضحة ووقوفه مع الحق تحتاج كتير عشان نلخصها بس يكفيه أن عمره ما اختار نفسه ولا انحاز لمصلحة إلا مصلحة الناس».
كتب حسام مؤنس في وقت سابق عن الأمل الذي اقترن بالتهمة المحبوس بسببها: «رغم كل مشاعر الإحباط أو القلق أو حتى الغضب لدى بعض القطاعات بالذات فى الأجيال الأكثر حداثة وشبابا، وبالذات المرتبط منها بفعل وقيم ثورة 25 يناير، إلا أن هناك رسائل واقعية مهمة لا يمكن تجاهلها تؤسس للأمل وتستدعى التأمل وتؤسس لفرص الحركة والعمل فى المستقبل».
هكذا جاءت تهمته المعلنة لتتناسب مع حلمه، لكن حقيقة التهمه الرسمية فندها مدحت الزاهد، رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، في شهادته عما حدث في (تحالف الأمل) قائلا: «إن (تحالف الأمل) عقد اجتماعاته التمهيدية بهدف بناء ائتلاف سياسي جديد، يضم صوتا برلمانيا ممثلا في تكتل ٢٥-٣٠، وأحزاب الحركة المدنية الديمقراطية ونادى الأحزاب الدستورية والمجموعات الشبابية التي شاركت في الاستفتاء بشعار (لا للتعديلات) بعد طول مقاطعة وقبلت المشاركة في المجال السياسى، رغم كل ميول الاقصائية التي تنكر الحق في التعددية والتنوع على أمل إحداث تغيير سلمى ديمقراطي».
وأكد الزاهد أن هذه المشاورات جرت على خلفية قناعة مشتركة بأن إغلاق المجال العام وإدارة المجتمع بطريقة الصوت الواحد سوف تفضى لانفجار، لأن طاقات الاحتجاج إن لم تجد متنفسا يجذبها لمسارات سلمية ديمقراطية تفتح أبواب الأمل، لابد أن تبحث لنفسها عن متنفس وفى غياب بدائل ديمقراطية قد تنفجر في وجه الجميع.
وقال رئيس حزب التحالف إن ما يخلق التوازن ليس فتح كل الأبواب للمولاة واصطناع معارضة من الموالين واقصاء أي معارضة حقيقية مهما تلتزم بالدستور والقانون.
وأضاف الزاهد: «بما أنى كنت حاضرا وشاهدا على هذه المشاورات كان زياد العليمى وحسام مؤنس، من أكثر المؤمنين بهذه المبادئ، ولم يكونا أبدا لسان حال لاحد غير».