طنطاوي يصدر بيانًا حول مشروع “الممر الهندي/الأوروبي”: أظهر إقصاءً واضحًا لمصر رغم مركزية قناة السويس
كتب – أحمد سلامة
أصدر المرشح الرئاسي المحتمل، أحمد طنطاوي، بيانًا تناول خلاله ما تم الإعلان عنه مؤخرًا على هامش قمة العشرين من إطلاق مشروع ممر اقتصادي جديد يربط بين الهند وأوروبا، مؤكدًا أن المشروع يظهر إقصاءً واضحًا لمصر.
وقال طنطاوي “تابعت باهتمام بالغ الإعلان مؤخرًا على هامش قمة العشرين في العاصمة الهندية نيودلهي عن ممر اقتصادي جديد يربط بين الهند وأوروبا مرورًا بالسعودية والإمارات والأردن وإسرائيل، وهو الأمر الذي يعكس التحولات الاقتصادية والاستراتيجية العالمية التي تجري في ظل غياب مصري بما له من تداعيات سلبية على الاقتصاد المصري ومكانة مصر الإقليمية والدولية”.
وأضاف “لقد عبر هذا المشروع بوضوح عن تعاظم التعاون الإقليمي بين السعودية والإمارات من جهة وإسرائيل من جهة أخرى، وهو تعاون يأتي بوضوح على حساب التكامل العربي والقضية الفلسطينية ومحورية مصر الإقليمية والجيوسياسية، وتظهر في إطاره محاولات متكررة لخلق مسارات تجارية واقتصادية تتجنب المشاركة المصرية”.
وتابع “كما أظهر المشروع إقصاء واضح لمصر رغم مركزية قناة السويس في الطرق التجارية بين أوروبا وآسيا، وقد كان من المنطقي لمشروع كهذا أن يحاول استقطاب البلد الذي يضم تلك القناة إلى مشروعه بما يوفر له مكسبًا استراتيجيًا خاصة في ظل تنافسه الواضح مع مشروع الحزام والطريق الصيني، لكنهم فضلوا إحلال إسرائيل محل مصر لأسباب واضح كونها سياسية”.
واستكمل “إننا لا يمكن أن نفهم هذا المشهد الإقليمي والدولي دون العودة إلى السنوات الماضية التي شهدت اختيار السلطة لمنطق التبعية للسياسات الخليجية، وحديث الرئيس المتكرر عن تعاونه مع إسرائيل في ملفات أمنية دون مراعاة لمكانة مصر الإقليمية والدولية ولا حتى لمعايير الأمن القومي التي لا تكف عن التذرع بها في سياساتها القمعية الباطشة تجاه الشعب المصري”.
وأردف “على هذا، فإن تحولًا جذريًا في نمط الاقتصاد الحالي الذي تكبله الديون والتبعية للدائنين الدوليين، ومفهوم جديد لدور مصر، ورؤية استراتيجية لمكانتها الإقليمية وتحالفاتها ومشروعها في المنطقة أصبح ضرورة ملحة وعاجلة لحماية المصالح الحيوية لمصر وأمنها واستقرارها ومواردها الاقتصادية”.
واختتم طنطاوي “إن وطننا يمر اليوم بمنعطف تاريخي يوجب إعادة بناء الدولة المصرية على أسس جديدة وبرؤية داخلية وخارجية مختلفة تستعيد لنا مكانتنا وتحمي مصالحنا، وإن مصر قوية عزيزة لا تحقق فقط مصالح شعبها، وإنما أيضًا هي خير لكل أشقائها العرب والأفارقة ومنطقة حوض المتوسط، بل وللسلم والأمن الدولي”.