صباحي ينعى البسطويسي: رمز للنزاهة المهنية والشجاعة السياسية والاستقامة الأخلاقية.. والنجار: رحل وبقيت مواقفه من أجل العدالة واستقلال القضاء
كتب: عبد الرحمن بدر
نعى حمدين صباحي، مرشح الرئاسة الأسبق ومؤسس التيار الشعبي، المستشار هشام البسطويسي، مرشح الرئاسة الأسبق ونائب رئيس محكمة النقض.
وقال حمدين: “في رحمة الله وضمير الوطن رمز عظيم للنزاهة المهنية والشجاعة السياسية والاستقامة الأخلاقية والنبل الإنساني والكبرياء الوطني علم تيار استقلال القضاء المرشح الرئاسي النبيل القاضي العادل المستشار الجليل هشام البسطويسي”.
وتابع صباحي: “تقبله الله بواسع رحمته في واسع جنته وجزاه خيرا عني وعن كل التواقين إلى العدل وعن شعبنا في مصر والأمة العربية وعوضنا خيرا، وألهم اسرته الكريمة وأصدقاءه وشركاء حلمه وسعيه ومحبيه وأنصاره ومؤيديه وعارفي فضله جميل الصبر”.
وقال الكاتب الصحفي أحمد النجار: “رحل المستشار الجليل هشام البسطويسي وبقيت مواقفه العظيمة من أجل العدالة واستقلال القضاء والمساواة بين الجميع أمام القانون ومدنية الدولة واحترام حرية وحقوق الإنسان بقيت رصيدا ودربا لنضال الأجيال القادمة”.
وأضاف:”هكذا الأرواح الكبيرة تمضي ويبقى نورها سرمديا في ضمير الوطن”.
يذكر أنه غيب الموت بالأمس، المستشار هشام البسطويسي، نائب رئيس محكمة النقض، ومرشح الرئاسة الأسبق، في أول انتخابات جرت عقب ثورة 25 يناير عام 2011، عن حزب التجمع.
والبسطويسي ولد فى مايو 1951 وحصل على ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة عام 1976، ليلتحق بنيابة حى الجمرك بالإسكندرية، ومنها إلى نيابة الأحداث، قبل أن يصبح قاضياً بالمحكمة الجزئية هناك. وفى عام 1989 انتخبت الجمعية العامة لمحكمة النقض البسطويسى مستشارًا، وبعد عامين تمت ترقيته إلى منصب نائب رئيسها استنادًا إلى أدائه وسجله الوظيفى المميزين.
شارك المستشار الراحل في الإشراف على الانتخابات البرلمانية في دائرة مينا البصل، وإزاء التدخلات الأمنية والتلاعب فى الصناديق قرر البسطويسى إلغاء الانتخابات فى الدائرة، ورغم كل الضغوط التى مورست عليهما والتهديدات بالإحتالة للتفتيش القضائى، لم يرضخ.
وفي عام 1992، أعير البسطويسي للعمل في دولة الامارات حيث قاد إضرابا للقضاة المصريين إثر توقيف قاضيين مصريين عن العمل دون مبرر . وقد انتهى الإضراب باعادة القاضيين إلى عملهم وتلبية مطالب زملائهم المضربين.
بعد تزوير الانتخابات الرئاسية 2005. قرر نظام مبارك في 2006 إحالة هشام البسطويسي وصديقه المقرب القاضي محمود مكي إلى المجلس التأديبي الذي قضى ببراءة مكي وتوجيه اللوم إلى البسطويسي، وإحالته لعدم الصلاحية.
وقال البسطويسي، وقتها إن قرار الإحالة للمحاكمة التأديبية “باطل شكلاً وموضوعاً”.
ودخل نادى القضاة فى اعتصام مفتوح، تضامنا لإحالتهما للمحاكمة، خصوصا أنهما فضحا التزوير والتلاعب في نتيجة الانتخابات البرلمانية، ليسقط البسطويسى مريضا بالقلب، ويتوقف قلبه 4 دقائق كاملة، بسبب الضغوط النفسية والصحية خلال الاعتصام الذى استمر لأكثر من شهر، واعتداء على القضاة بالضرب، وسحل المعتصمين أمام النادي، واعتقال المتظاهرين المتضامنين مع القضاة.
دخل البسطويسي المستشفى وزاره المستشار محمود أبوالليل وزير العدل، في غرفته بالمستشفى وقبل رأسه، وهي القبلة التي أطاحت به من وزارة العدل.
وذكر محمود أبو الليل في تصريحات سابقة، إن التوقيع على قرار إحالة البسطويسي للمحكمة التأديبية مثل أسوأ أيام حياته وأنه أجبر على هذا بعد تلقيه تهديدات من مبارك نقلها له زكريا عزمي.
وبعد سقوط نظام مبارك في 2011، شارك البسطويسي في أول انتخابات جرت بعد الثورة في 2012، وأعلن انحيازه للبسطاء ودعوته لدستور جديد للبلاد.