شخصيات العام.. رسائل حب| ليلى سويف.. الإلتزام العميق الذي يرفض الإذعان للظلم .. شكرا “سيدة الصبر والجسارة”
إكرام يوسف : عندما تذكر ليلى سويف.. لا يذكر بجوارها أي اسم آخر.. الاستاذة العالمة القيمة والقامة
لم تدفع الثمن وحدها من محن طالت بيتها وأسرتها وطموحها العلمي.. لكن دفعنا الثمن معها وطن يئد علماءه وينكل بهم
تحت الشمس الحارقة صيفا، وفي الأمطار المنهمرة شتاءً.. لم تتوقف الأم ليلى سويف عن الوقوف على أبواب السجون في انتظار خطاب من ابنها علاء أو رسالة طمأنة من ابنتها سناء مواصلة مسيرة عمر كامل، مع أسرة اختارت دوما أن تكون على الجانب الصعب، جانب الحقيقة والدفاع عن حقوق الضعفاء والمظلومين حتى لو دفع أفرادها الثمن سنوات طويلة من عمرهم بالسجون أو على أبوابها منذ الأب سيف مرورا بـ بالابناء، لتبقى مقولة أحمد سيف عن أنه أورث ابناءه وجيلهم السجون تعبيرا عن نصف الميراث الذي تركه وهو الكرامة والمثابرة والنضال وحب الناس .
ما تتعرض له أسرة الدكتورة ليلى سويف، لم يمنعها أيضا من أداء دورها الإنساني في الدفاع عن كل المعتقلين، ولا دورها الأكاديمي في التحرك من أجل الحريات الأكاديمية، وهو ما أهلها للحصول على جائزة جمعية دراسات الشرق الأوسط للحرية الاكاديمية لعام 2020. كما أطلق عدد من علماء الرياضيات في العالم موقع نداء وتحركات للتضامن معها في ظل ما تتعرض له وأسرتها بعد حبس نجلها علاء عبدالفتاح وابنتها سناء سيف.
ويواجه علاء عبدالفتاح، نجل الدكتورة ليلى سويف، اتهامات في القضية رقم 1356 لسنة 2019 حصر أمن دولة عليا، اتهامات ببث ونشر وإذاعة أخبار وبيانات كاذبة، إساءة استخدام وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، ومشاركة جماعة إرهابية مع العلم بأغراضها.. وكان علاء قضى فترة السجن 5 سنوات في الفترة من 2013 وحتى نهاية 2018، على خلفية حكم حبسه في القضية المعروفة إعلاميا باسم (أحداث مجلس الشورى).
أما سناء سيف، فقد ألقت قوة أمنية ترتدي زيا مدنيا القبض عليها، في 23 يونيو الماضي من أمام مبنى النائب العام أثناء تقديمها وأسرتها وبرفقتها عدد من المحامين شكوى ضد الاعتداء عليهن أمام سجن طرة أثناء محاولتهن الحصول على جواب من علاء عبد الفتاح، ثم ظهرت أمام نيابة أمن الدولة العليا كمتهمة وتم توجيه لها تهم نشر أخبار كاذبة والترويج لأفكار إرهابية وإساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وإساءة استخدام موقع علي شبكة الإنترنت لنشر وترويج للأفكار الإرهابية، و تم إضافة تهمتين جديدتين، هما إهانة مقدم شرطة (محمد النشار) بالقول أثناء تأدية وظيفته، سب مقدم شرطة (محمد النشار) عن طريق النشر بألفاظ تتضمن خدشاً للشرف والاعتبار في 9 أغسطس الحالي، وذلك رغم تقدم محامو سناء بشكوى ضد الضابطين في 23 يونيو ولم تستمع النيابة لأقوالها.
كما لم تسلم أسرتها من حملات ممنهجة يشنها الاعالم الرسمي ضدها، وضد ابنتها منى ، لتقدم عائلة سيف وليلى سويف نموذجا للصمود في وجه كل أشكال القهر والتشويه، الذي لم يمنع جميع أفراد العائلة من ممارسة دورهم والانتار لمبادئهم مهما كانت الصروف والهجمات.
تقول الكاتبة الصحفية إكرام يوسف إحدى المكرمات عنها “عندما تذكر ليلى سويف. لا يذكر بجوارها أي اسم آخر.. الاستاذة العالمة القيمة والقامة التي تفخر بها الأوساط العلمية في العالم وتنكرها مصر المخروسة..لم تدفع الثمن وحدها من محن طالت بيتها وأسرتها وأبنائها وطموحها العلمي.. لكن دفعنا معها الثمن، خسارة احترام العالم لوطن يئد علماءه وينكل بهم لمجرد انهم رفضوا حياة القطيع. مازالت صامدة تقاوم وما زلنا ننتظر زوال الغمة ونلتمس منها القوة والصمود
إصرار الدكتورة ليلى سويف، وصمودها جذب إليه أنظار المهتمين من العالم كله، و أطلق عدد من أستاذة الرياضيات في العالم موقعا للتضامن معها، في ظل ما تتعرض له وأسرتها.وفي تعليق لـ”درب” قالت الدكتورة ليلى سويف “الموضوع أثر فيّ للغاية، أشعر بالامتنان والفخر، لأن من وقعوا على الانضمام إلى الموقع أستاذة كبار وقامات علمية مشهود لها على مستوى العالم، بالإضافة إلى تدخل أكثر من جمعية رياضية حتى أن الجمعية الرياضية خاطبت السفير المصري في باريس من أجل وضع حل لما نعانيه”.
وحول توقعاتها لتأثير صدى تلك الخطوة، قالت سويف “ليس من السهل التوقع بما يمكن أن يُحدث تأثيرًا، لكن الحد الأدنى أن هذا يعتبر رد على من يكتبون في الجرائد الحكومية للتشهير بي ويقولون أمور زائفة، فعلى الأقل سيقتنعون الآن أنني أستاذة جامعية”.
نضال الدكتورة ليلى سويف أصبح مثالا يحتذى به، ليس لكونها مناضلة ضد الظلم ولا أمًا تدافع عن أولادها فحسب، ولكن لأنها أيضا الأكاديمية التي لم تتخلى يوما عن أداء دورها بضمير يقظ وسط كل هذه الأنواء والتقلبات.ولدورها النضالي المستمر في الدفاع عن الحريات الأكاديمية وحقوق الإنسان، ولأنها الأم التي لم تتراجع عن مواقفها برغم ما تتعرض له أسرتها. قررنا في التحالف الشعبي الاشتراكي وأسرة درب اختيارها ضمن شخصيات العام .. شكرا ليلى سويف .. شكرا “سيدة الصبر والجسارة”.