شاهد.. المناظرة التاريخية للمفكر فرج فودة بمعرض الكتاب قبل أشهر من اغتياله: الكلمة أقوى من السيف (فيديو)
فودة: لا أقبل أن يُهان الإسلام لأنه دين القول بالحسنى.. والحوار هو الحل لوقف نزيف الدم
عبد الرحمن بدر
عرضت القناة الرسمية لهيئة الكتاب على “يوتيوب”، المناظرة التاريخية لفرج فودة في معرض الكتاب عام ١٩٩٢، حصريا وللمرة الأولى، ضمن مبادرة “خليك في البيت الثقافة بين إيديك”، حيث ظهرت المناظرة للمرة الأولى بجودة عالية.
يذكر أن الهيئة العامة للكتاب اعتذرت، في وقت سابق، عن بث المناظرة، وأكدت أن ذلك يعود إلى اختراق قناة هيئة الكتاب من قبل بعض القراصنة على شبكة الإنترنت.
يشار إلى أن المناظرة التاريخية دارت بين المفكر الكبير فرج فودة محمد خلف الله أحد أعضاء حزب التجمع من جانب، والدكتور محمد عمارة والشيخ محمد الغزالى ومرشد الإخوان مأمون الهضيبي، من جانب آخر، في معرض الكتاب عام ١٩٩٢.
يذكر أن فودة اغتيل بعد أشهر من المناظرة الشهيرة في 8 يونيو 1992 بتكليف مباشر من صفوت عبدالغني بعد شهور من الشحن والتهييج ضده.
في المناظرة الشهيرة التي أعدتها هيئة الكتاب في شتاء 1992، وحملت عنوان: (مصر بين الدولة الإسلامية والدولة المدنية)، تحدث فرج فودة بثبات ووضوح عن فكرته، بينما تصاعدت هتافات ملتهبة: “الله غايتنا، والرسول قدوتنا، والقرآن دستورنا، والجهاد سبيلنا، والموت في سبيل الله أسمى أمانينا”.
حاول الدكتور سمير سرحان، مدير المناظرة دعوة أنصار الإسلاميين إلى الهدوء لكنه فشل، فيما كان يجلس على المنصة الشيخ الغزالي والدكتور محمد عمارة ومرشد الإخوان مأمون الهضيبي، وقد انتشوا بالهتافات المدوية.
جلس فودة المولود في 20 أغسطس 1945 ببلدة الزرقا بمحافظة دمياط، وإلى جواره الدكتور محمد أحمد خلف الله، أحد أعضاء حزب التجمع، يحاولان الدفاع عن أفكارهما ويسوقان الأدلة فيما لم يتخلى فريق الاسلاميين عن لغة الاستعلاء وامتلاك الحقيقة، بينما تتعالى هتافات الأتباع تنطلق من وقت لآخر لترهب خصومهم، لكن ما أزعجهم أن نتيجة المناظرة كانت خسارة كبيرة لهم.
في المناظرة تحدث فودة عن بعض الجماعات المحسوبة على الاتجاه المؤيد للدولة الدينية، وما صدر عنها من أعمال عنف وسفك للدماء، مستشهداً بتجارب لدول دينية مجاورة على رأسها إيران قائلًا: “إذا كانت هذه هي البدايات، فبئس الخواتيم، أنا لا أقبل أن يُهان الإسلام”.
وتابع فودة: “لا أحد يختلف على الإسلام الدين، ولكن المناظرة اليوم حول الدولة الدينية، وبين الإسلام الدين والإسلام الدولة، رؤية واجتهاداً وفقهاً، الإسلام الدين في أعلى عليين، أما الدولة فهي كيان سياسي وكيان اقتصادي واجتماعي يلزمه برنامج تفصيلي يحدد أسلوب الحكم”.
وأكد فودة: “الحوار هو الحل، والكلمة أقوى من السيف، علينا بالتحاور لوقف نزيف، الإسلام ليس دين عنف ولكن دين القول بالحسنى”.
ويعد فرج فودة من رواد التنوير في مصر، وألف عددا من الكتب دعت لفصل الدين عن الدولة، منها “قبل السقوط” (1984)، و”الحقيقة الغائبة” (1984)، و”الملعوب” (1985)، و”الطائفية إلى أين؟” (1985) بالاشتراك مع يونان لبيب رزق وخليل عبد الكريم، و”حوار حول العلمانية” (1987)، كما نشر العديد من المقالات في صحف الأهالي والأحرار وغيرهما.